تستعد أوزبكستان لافتتاح مجمع الإمام البخاري الكبير في سمرقند في عيد الأضحي عام 2025 بعد الانتهاء من الأعمال الإنشائية، تكريما لهذا العالم الجليل الذي يعد رمزا هاما لأحد كبار علماء في علم الحديث وله عدة مؤلفات هامة من أبرزها كتاب صحيح البخاري الذي جمع أحاديث الرسول محمد صلي الله وعليه وسلم .وسوف يضم مجمع الامام البخاري مسجدا كبيرا بأربعة مآذن متناظرة يسع ل 10 ألف مصلي ، فضلا عن بناء سبعة فنادق وعدة مرافق بالقرب من المجمع تخدم الزائرين في هذه المنطقة.
وصرح طاهر عباد الله مدير قسم المخطوطات بمركز الإمام البخاري الدولي للبحوث العلمية، اليوم السبت، بأن المجمع سيضم المتحف الكبير للحديث النبوي والذي سوف يحكي قصة حياه الإمام البخاري وجمعه للحديث النبوي ، فضلا عن أقسام مختلفة للأئمة المسلمين الذين عاشوا في بلاد ما وراء النهر "أوزبكستان" من أمثال الإمام أبو منصور الماتردي والإمام محمد بهاء الدين النقشبندي بجانب أقسام مختلفة أخري مثل قسم علم الكلام و علم الحديث وغيره.
وأشار إلي أنه من المقرر تنظيم المؤتمر العلمي الدولي ومحاضرة علمية ، بمشاركة نخبة من العلماء من جميع دول العالم وفي مقدمتهم علماء جامعة الأزهر للمشاركة فيهما وذلك ضمن فعاليات افتتاح مجمع الإمام البخاري.
وأكد أن أوزبكستان تستهدف أن تصبح مركزا رئيسيا للسياحة الدينية في آسيا الوسطي ؛وتم الاتفاق مع شركات ماليزية وأندونيسية لوضع الترتيبات للحجاج في طريقهم أو عند عودتهم من أداء فريضة الحج والعمرة لزيارة مرقد الامام البخاري في سمرقند .
وفي سياق متصل ، تعد سمرقند وبخاري مدينتي القباب الزرقاء و موطن أهم العلماء المسلمين في بلاد ما وراء النهر الذين ساهموا في إثراء المكتبة الإسلامية في علوم الدين المختلفة ومن تلك القيمة ، أولت الحكومة الأوزبكية اهتماما بتنفيذ خطة لترميم وتطوير مراقد هؤلاء العلماء الكبار وجمع تراثهم الثري بهدف جذب السياحة الدينية للزيارة والتعرف عليهم في موطنهم الأصلي .
وفي هذا الإطار ، أكد طاهر عباد الله هذا الهدف من إقامة هذا المركز هو البحث عن إرث العلماء المسلمين الكرام من أمثال الإمام البخاري و الإمام الترميذى والإمام أبو المنصور الماتردي والإمام أبو المعين النسفي الذين عاشوا في بلاد وراء النهر وقدموا مساهمات جليلة في تطوير العلوم الإسلامية علي سبيل المثال في علم الحديث وعلم الكلام .
وأوضح أن المركز انتهي من نشر صحيح البخاري باللغة الأوزبكية وقد ترجم نحو 100 كتاب من اللغة العربية إلي اللغة الأوزبكية ويقوم قسم المخطوطات حاليا بجمع مخطوطات صحيح البخاري من جميع المكتبات في العالم ، مشيرا إلي الاتفاق مع كل من مصر وتركيا وإنجلترا وألمانيا وكازاخستان وروسيا وغيرها من الدول علي التعاون لجمع المخطوطات للأئمة البخاري والماتردي والترميذي .
وأكد علي أهمية تعزيز التعاون بين المركز وجامعة الأزهر في ضوء الزيارة التي قام بها الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عام 2020 وفي إطار الاتفاقية الموقعة بين الجانبين .. موضحا أنه تنفيذا لبنود هذه الاتفاقية تم تنظيم المؤتمر الدولي " للإمام أبو المنصور الماتردي "وتعليمه الدينية ومساهمته في علم الكلام بمشاركة 20 عالما من علماء الأزهر الشريف .
وأضاف أنه يتم تنظيم كل شهر محاضرة بين علماء المركز والأزهر عبر تطبيق زووم يتم فيها الرد علي تساؤلات واستفسارات علماء مركز الأمام البخاري ، مشيرا إلي أنه في إطار برنامج لتبادل الزيارات بين الجانبين ، قام باحث أوزبكي من المركز بزيارة للأزهر الشريف هذا العام وقد نظم معرضا للكتب التي نشرت من خلال مركز الامام البخاري.
والقي عباد الله الضوء علي دور أهم علماء المسلمين من بينهم الإمام النقشبندي الذي ولد في مدينة بخاري وهو مؤسس علم التصوف وساهم في تطويره في أوزبكستان ولاسيما في بخاري وقال :" نحن نتبع طريقته في التصوف في بلادنا " بينما الإمام أبو منصور الماتردي هو ولد ومات في سمرقند وقد ساهم في تطوير علم الكلام في عصره في أوزبكستان ولاسيما في سمرقند .
وأوضح أن الإمام أبو معين النفسي ولد في القرن الحادي عشر في مدينة قرشي وقد طور المدرسة الماتردية في علم الكلام وكتب كتابه "التوحيد " بينما فسر أبو بركات النفسي القران الكريم باللغة العربية ، وكشف عن وجود مرقد قثم بن عباس ابن عم الرسول محمد صلي الله وعليه وسلم الذي جاء لنشر تعاليم الدين أيام الفتح الإسلامي وقد عاش ومات في سمرقند ، موضحا أن مرقده يعد مزارا دينيا يأتي له الزائرون من مختلف الدول العربية لتلاوة القران والتبرك به.
وبدوره ، أعرب يعقوبجون حضرتقلوف نائب رئيس مركز ترميم التراث الثقافي في منطقة سمرقند عن تطلعه للتعاون مع المهندسين المتخصصين المصريين في ترميم الأثار بهدف تبادل الخبرات بين الجانبين بالرغم من اختلاف النظم المعمارية ، مشيرا إلي التعاون بين مهندسي الآثار الأوزبك مع نظرائهم في كل من تركيا وإيران فضلا عن التعاون المثمر مع منظمة اليونسكو .
وأكد أن المهندسين الأوزبك يولون اهتماما بتحديد بدقة التصميم الهندسي الذي بني في الأماكن الأثرية قبل الشروع في إعداد الرسوم الهندسية التي تراعي التصاميم القديمة والوطنية ثم البدء في أعمال الترميم وقال :" لدينا عمال ترميم مهرة في جميع التخصصات مثل الأخشاب والسيراميك وغيرها ، لافتا إلي أنه تم الانتهاء من ترميم مرقد الإمام النقشبندي في مدينة بخاري عام 2001 .
وعن أعمال ترميم وتوسيع مرقد الأمام البخاري ، أشار إلي أن أعمال الترميم والانشاء تجري علي قدم وساق في المرقد بأحسن جودة ، حيث تم توسعه المسجد الصغير والمقرر الانتهاء منه في غضون عامين.