قال عبد الحليم قنديل الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن الهجوم الغاشم الذي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، ليس سببه ما حدث في 7 أكتوبر الجاري من قبل حركة حماس، مؤكدًا أن إسرائيل كان لديها نية لتهجير المدنيين من قطاع غزة والدليل هو خطاب بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر الماضي، فقدم نتنياهو أثناء خطابه "خريطة لإسرائيل" وهذه الخريطة تضم قطاع غزة، فحجتهم بحماس هي خرافة، فهم يسعون الآن وقبل الآن إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، فهذا الحديث ليس وليد اللحظة، فهناك خطط عديدة كان هدفها التهجير.
وأضاف قنديل في تصريح خاص لـ"بوابة دار المعارف": "أن ما يحدث منذ 7 أكتوبر في حق الفلسطينيين ليس الهجوم الأول الذي تشن فيه إسرائيل هجومها على غزة، لكن الجديد في القصة أن هذه هي المرة الأولى التي تعبر فيها المقاومة عن قواتها، فقامت بتحطيم خرافة الصنم الإسرائيلي، وتعاملت بأساليب قتالية عالية الدقة، وسحقت تكنولوجياته وأسطورته، فتحول الاحتلال إلى فئران هاربة، وسجلت في سجلاته خسائر بالجملة في كل شيء، وقبل هذا الحدث كان هناك أكثر من 5 مرات على الأقل دخل فيها الاحتلال في صراع حاد على جبهة غزة، وقبل حركة حماس كان صراعه مع حركة فتح، فالحركات تتغير وتبقى فكرة المقاومة ما دام الاحتلال باقٍ، والفلسطنيون يزدادون باستمرار، فإذا افتراضنا استشهاد 50000 سيدة فلسطينية، فهناك 50 غيرها حوامل وعلى قيد الحياة، ففكرة القضاء على الفلسطينيين في قطاع غزة أو غيرها لن يحدث أبدًا".
وتابع:"ومهما طال أمد الأزمة بين فلسطين والاحتلال ستنتهي يومًا ما، والدليل هو الجزائر قاوم ضد فرنسا 130 عامًا، وقدم خلالها مليون إلى مليون ونصف مليون شهيد وفي النهاية تبقى الدولة وسكانها وينتهي الاحتلال، واستشهاد مئات الفلسطنيين كل يوم لا يعني أن المقاومة ستتوقف، فعدد الفلسطينيين أكبر بكثير عن عدد الاحتلال، فهناك 7 ملايين فلسطيني في غزة والقدس والضفة، فهذا الثقل السكاني لن يمكن السيطرة عليه، وسيظلون يوصلون الصمود؛ لأنه واجب وطني والفلسطينيون قادرين على فعلها وسيفعلوها وستعود النجوم إلى مجراها".
وأوضح أن السلم لن يحدث من خلال حل الدولتين، وسبب الأزمة بأكملها يكمن في فكرة وجود الاحتلال الذي يعد بمثابة سرطان خبيث يحاول يمتد ليصل إلى أبعد الجذور، وبدون حل القضية سيبقى السلام مزيف؛ لأن إسرائيل تعتبر حدودها تصل إلى المكان الذي تحتله، مؤكدًا أن خلال الـ20 سنة المقبلة لن يكون هناك إسرائيل الذي نعرفها، سيكون هناك دولة واحدة بأغلبية فلسطينية وأقلية إسرائيلية، مشيرًا إلى أن غزة ليست جزءا من دولة يقاوم أمام دولة أخرى، غزة تقاوم أمام قلعة عسكرية يمولها الغرب، فكلما يضعف الغرب تقترب نهايتها؛ لأنها ليس له أي حقوق، والتاريخ والجغرافيا والدم خير شاهد ودليل.