أفادت دراسة طبية حديثة بأن إيقاف عقار "الميتفورمين"، المعالج للمرضى الذين يعانون من مرض السكر (النوع الثاني) للسيطرة على مستويات السكر في الدم مبكرًا، يزيد فرص الإصابة بمشاكل معرفية مع تقدم المرضى في العمر (الخرف).
وذكرت دراسة التي أجراها باحثون في جامعة بوسطن الأمريكية، أن الاستمرار في تناول عقار الميتفورمين لفترة طويلة يبدو أن له تأثير وقائي ضد ظهور الخرف، ووجدت أن المرضى الذين توقفوا عن تناول "الميتفورمين"، قبل الأوان، هم أكثر عرضة بنسبة 21% للإصابة ب الخرف مقارنة بأولئك الذين استمروا في تناول الدواء.
وأكدت الدكتورة سارة أكلي، أستاذ علم الأوبئة في جامعة بوسطن، أهمية الاستمرار في تناول الميتفورمين ما لم يتم منعه، وقد يتوقف بعض الأشخاص عن تناول الميتفورمين بسبب الآثار الجانبية التي قد يتسببها، مثل مشاكل في الكلى أو لأنهم يفضلون إدارة نسبة الكسر في الدم بدون دواء.
ويعتقد الدكتور سكوت زيمران، أستاذ علم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا، أن العوامل الخارجة عن السيطرة على نسبة السكر في الدم هي المسئولة على الأرجح، كما يمكن أن يؤدي فهم هذه الآثار إلى تدخلات واستراتيجيات وقائية أكثر فعالية في الأبحاث المستقبلية.
وأكد خبراء الصحة، أهمية التشاور مقدم الرعاية الصحية قبل التفكير فى التوقف عن تناول الميتفورمين، وتعد حالة المرضية لكل مريض حالة فردية خاصة به، مرتبطة بعوامل مثل خطر الخرف، والآثار الجانبية للمتفورمين، وتفضيلات المريض تحتاج إلى أن تكون متوازنة بعناية.
وشدد الباحثون على ضرورة أن تكون الفوائد المحتملة لـ"الميتفورمين" في الوقاية من المضاعفات التي تتجاوز مرض السكر جزءًا من المحادثة بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية.
وتتوافق هذه النتائج مع الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن الميتفورمين قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف.
ويلاحظ الدكتور يوكو هارا أستاذ أمراض الشيخوخة في مؤسسة الـ ألزهايمر الأمريكية، أن مرض السكر النوع الثاني والـ ألزهايمر يشتركان في العديد من الخصائص، بما في ذلك ضعف امتصاص الجلوكوز في الدماغ، حيث يعد الجلوكوز عنصرًا هامًا لوظائف الدماغ، وترتبط كلتا الحالتين بمقاومة الإنسولين وزيادة الإجهاد التأكسدي.
كما أكد الدكتور جون بوس مدير مركز رعاية مرضى السكر في جامعة نورث كارولينا الأمريكية، الحاجة على إجراء المزيد من الدراسة قبل استخلاص استنتاجات نهائية.
وكانت قد أثيرت مخاوف بشأن قدرة الميتفورمين على خفض مستويات فيتامين "ب -12"، مما قد يساهم في مشاكل في الذاكرة والتفكير، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف العلاقة بين الميتفورمين ومخاطر الخرف بشكل شامل.
وفي الوقت الحالي، يستمر الميتفورمين في لعب دور حاسم في مساعدة الأفراد على إدارة مرض السكر والحفاظ على صحتهم العامة.