يقدم معرض " البرتغاليون في الخليج 1507-1650" الذي يتوسط قلب " معرض الشارقة الدولي للكتاب " في دورته الـ42 ، سردا بصريا لمرحلة تاريخية معقدة ، متجاوزا القراءة الأحادية للوقائع الى الجوانب الإنسانية والاجتماعية والفكرية والتفاعل الثقافي الذي نشأ بين إمبراطورية مسكونة بأحلام القوة والسيطرة على منطقة الخليج التي كان أرث ثقافي عربي إسلامي سلاحها في المواجهة.
ويستعرض المعرض من خلال مجموعة من المخطوطات والمقتنيات الأحداث في المنطقة خلال القرنين الـ16، 17 م ، كما يشتمل المعرض الذي تنظمه جامعة كويمبرا ومركز تاريخ المجتمع والثقافة في البرتغال، على مخطوطات وكتب مطبوعة ومجسمات وخرائط وأدوات بحرية واعمال فنية .
ويقول الباحث في جامعة كويمبرا المنسق الرئيسي للمعرض روجر لي دي خيسوس لموفد وكالة أنباء الشرق الأوسط لـ معرض الشارقة الدولي للكتاب، إن المعرض يسعى الى كشف تعقيدات هذه الفترة من التاريخ ..مؤكدا أن المعرض يسعى الى تقديم الصورة الكاملة مدعومة بالصوت والصورة ، تاريخ ليس من السهل فهمه.
وتبدأ الجولة في المعرض عبر قسم الملاحة البحرية ووصول طلائع البرتغاليون الى الخليج العربي ، ويسلط الضوء على المساهمة المعرفية ، الكبيرة والاضافة المهمة التي قدمها العالم الإسلامي للبرتغاليين كرحلات إبن بطوطة والاعمال البحرية لابن ماجد وبناء السفن في شبه جزيرة ايبيريا عبر استعراض إسطرلاب و بوصلة ملاحية من القرن الـ18 ورسومات فنية للسفن.
ويستكشف قسم أخر في المعرض خرائط " فراماوروكانتينو" الشهيرة التي ترصد صورة العالم خلال الفترة من 1459- 1502 ـ كما يعرض الرسوم البيانية التي أظهرت تطور التصوير الدقيق لشبه الجزيرة العربية ، والمحيط الهندي علاوة على الكشف على ايقونات مختارة لحصون مختلفة في المنطقة ومخططات ومناظر شاملة واستعراض مجسم قلعة " خور كلباء في الشارقة" .
كما خصص المعرض قسما لـ" دوراتي باربوسا" الذي أصدر كتابا في أوائل القرن الـ16 قدم فيه وصفا دقيقا لمنطقة الخليج العربي والمحيطين الهادي والهندي ، كما يعرض القسم أقدم نسخ المخطوطات التي نشرتها البرتغال واسبانيا وامارة الشارقة بالإضافة الى جميع الطبعات الرئيسية للمخطوطات التي ترصد تاريخ المنطقة ، من النسخة الإيطالية لـ "جيوفاني باتيستا" في القرن الـ 16 وحتى النسخة البرتغالية ، الاولى في العام 1812 بما في ذلك أحدث الطبعات بالغة الأهميه والمنشورة، في إنجلترا و البرتغال والشارقة.
كما يوجد في المعرض أيضا كتاب "بيدرو تيكسيرا" وهو منشور عام 1610 ويتمتع بأهمية كبيرة لانه يروي تاريخ رحلاته في الخليج العربي، علاوة على وجود نصوص أساسية في تاريخ الإمبراطورية البرتغالية في آسيا ويظهر فيها مقدار الفهم العميق للمنطقة ولتلك الفترة حيث توثق كل أعمال الإمبراطورية، منها ما كتبه جوار دي باروس وفيرنا ولوبيز، كما يمكن رصد اللحظات الأخيرة للوجود البرتغالي ، في شبه الجزيرة العربية في معاهدة السلام لعام 1648 المعروضة ضمن المقتنيات والتي تم التوقيع عليها بين السلطات البرتغالية وإمارة الشارقة .
ويخصص المعرض قسما للعلاقات التجارية ويكشف السجل الشامل لدخل مملكة هرمز من1 أربعينيات القرن الـ16 عن التنظيم الإداري البرتغالي حيث يعرض ثلاثة كتب لجارسيا دا أورتا 1563 ، وكاورلوس كلوسيوس وكريستونافو دا كوستو والتي تسلط الضوء على الاهتمام بعالم النباتات الطبيعية ، وتقود النسخة طبق الأصل من " أوزان مانوبلين" المعروضة إلى مبدأ توحيد الأوزان والذي تم تنفيذه في البرتغال ثم أمتد الى باقي الإمبراطورية ، كما يعرض صورة لاميرة النمسا جوانا التي رسمها كريستوفاو دي مورايس وتظهر لآلئ من الخليج العربي في حلية شعرها.
ويهدف القسم الأخير بالمعرض الى تشجيع التفكير في المسائل الدينية التي أثارها الوجود البرتغالي في المنطقة وتأثيره على الفنون البصرية ، حيث تجلى الاهتمام بالإسلام خلال تلك الفترة بشكل كبير من خلال ترجمة تعود إلى القرن الـ 12 كما تكشف مخطط تاريخ الراهبات الاوغسطينيات في المنطقة.