يمكن أن توفر جراحة إنقاص الوزن فوائد كبيرة للأفراد الذين يعانون من السمنة، ولكنها ليست دائمًا حلاً دائمًا، لذلك، يجد العديد من المرضى أنفسهم يعانون من استعادة الوزن، مما يزيد من تعقيد الحالات مثل مرض السكر من النوع الثانى وأمراض الكبد الدهنية.
وتقدم دراسة حديثة أجراها مركز UT Southwestern الطبي، بصيص من الأمل من خلال الأدوية لإدارة استعادة الوزن بعد الجراحة لسنوات، وبالنظر إلى أن أكثر من 40% من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من السمنة، وفقًا لـ مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن هذا يمثل تحديًا كبيرًا للرعاية الصحية، حيث يلجأ العديد من الأفراد إلى جراحة السمنة كوسيلة لتحقيق فقدان الوزن بسرعة.
ومع ذلك، فإن الحقيقة هي أن جزءًا كبيرًا من هؤلاء المرضى يستعيدون في النهاية بعضًا من الوزن المفقود، مما يؤدي إلى تفاقم مخاوفهم الصحية، في هذا الصدد، أكد الدكتور خايمي ألماندوز أستاذ الجراحة، المشرف على تطوير الدراسة: "أن البحث حدد دواءين جديدين نسبيًا يمكن أن يكونا فعالين في إدارة استعادة الوزن بعد الجراحة، الكشف الواعد هو أن أحد هذه الأدوية، "سيماجلوتيد"، أظهر فعالية فائقة مقارنة بالآخر، "ليراجلوتايد".
وبحثت الدراسة الحالية فى السجلات الصحية ل 207 أشخاص بالغين خضعوا سابقًا لجراحة البدانة، وكانت غالبية هؤلاء المرضى من النساء، وبلغ متوسط أعمارهن حوالى 55 عامًا، وينحدرون من خلفيات إجتماعية مختلفة، والأهم من ذلك أن هؤلاء إستعادوا أكثر من 40% من الوزن الأولى الذي فقدوه عقب الجراحة.
وركزت الدارسة الحالية على دواءين معتمدين من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، مصنفين على أنهما منبهات مستقبلات "GLP-1"، وهما عقاري "سيماجلوتيد" و"ليراجلوتيد"، تسيطر هذه الأدوية على الجوع وتحفز الشعور بالإمتلاء، وتهدف الدراسة إلى تحديد أي من هذه الأدوية كان أكثر فعالية في تسهيل فقدان الوزن للمرضى الذين يعانون من استعادة الوزن بعد الجراحة.
وأسفرت الدراسة عن نتائج مثيرة للاهتمام بعد عام واحد من بدء العلاج، حيث شهد المرضى الذين تم إعطاؤهم " سيماجلوتيد" فقدانًا متوسطًا للوزن يبلغ حوالي 12.9% من وزن الجسم، في المقابل سجل عقار "الليراجلوتيد" الذي يعطي بمتوسط خسارة في الوزن بلغت حوالي 8,8%، علاوة على ذلك، أظهرت مجموعة "سيماجلوتيد" إحتمالا مضاعفًا لتحقيق فقدان الوزن بنسبة 10% على الأقل، الأهم من ذلك، أن هذه النتائج ظلت صحيحة بغض النظر عن عمر المرضى أو جنسهم أو نوع جراحة إنقاص الوزن التي خضعوا لها سابقًا، وأكد الباحثون على أن هذه النتائج تؤكد إمكانات هذه الأدوية، وخاصة "سيماجلوتيد"، كأدوات قيمة في مساعدة الأفراد على الحفاظ على وزن صحي بعد الجراحة، بالنسبة لأولئك الذين خضعوا لعملية جراحية لإنقاص الوزن ويكافحون من أجل استعادة الوزن، فإن هذه الدراسة تجلب بصيص من الأمل، هذا وقد هذه الأدوية الحديثة خاصة "سيماجلوتيد"، أسلوبًا أكثر قابلية للإدارة للتحكم في الوزن، وبالتالي تعزيز الصحة العامة.