أسامة سرايا يكتب: لماذا تعود المساعدات الأمريكية الآن؟

أسامة سرايا يكتب: لماذا تعود المساعدات الأمريكية الآن؟أسامة سرايا يكتب: لماذا تعود المساعدات الأمريكية الآن؟

* عاجل7-8-2018 | 13:29

قبل أسبوعين من الآن أعلنت الولايات المتحدة الأميركية الإفراج عن مساعدات عسكرية أميركية لمصر بقيمة 195 مليون دولار حسبما أعلنت الخارجية الأميركية.
المساعدات تلك كانت قد تم تعليقها بحسب ماتم تداوله قبل ذلك، لأسباب تتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان.. لكن مالذى تغير ليجعل الولايات المتحدة تفرج عن تلك المساعدات الآن والتى كان قد تم تعليقها بالكامل عام 2013 من قِبل إدارة غير المأسوف عليه باراك أوباما وإدارته، أو تعليقها بشكل جزئى فى أغسطس من عام 2017..؟
القصة بدأت بوصول دونالد ترامب إلى كرسى البيت الأبيض، فالرجل القادم من خارج المؤسسة السياسية الأميركية ومحاط بعدد لا بأس به من صقور الحزب الجمهورى، يدرك جيداً مدى الأهمية الإستراتيجة التى تمثلها مصر للأمن القومى للولايات المتحدة، وأيضا لبقية حلفائها الإقليميين الذين تضرروا كثيراً بسبب ثمانى سنوات عجاف من حكم الإدارة الأميركية السابقة برئاسة باراك أوباما.
بعد رحيل أوباما وقدوم ترامب حاولت الإدارة الجديدة تصحيح المسار من جديد مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين فى الشرق الأوسط، وسعت الإدارة الجديدة لإعادة العلاقات الأميركية مع مصر وعدد آخر من الحلفاء التقليديين لواشنطن فى الشرق الأوسط، فالقاهرة لم تكن الدولة الوحيدة التى تضررت بسبب تلك الفترة " الأوباماوية " فى التاريخ الأميركى.
بعد تولى ترامب مقاليد السلطة بشكل رسمى داخل البيت الأبيض سعى الرجل إلى تكوين فريق جديد يعمل بتناغم تحت إدارته، وكان ريكس تيلرسون رجل النفط الأميركى هو خيار ترامب بالنسبة لوزارة الخارجية، ولمن لايعلم فالخارجية الأميركية لاعب رئيسى فى تشكيل سياسة الولايات المتحدة مع دول العالم الخارجى، ولكن مع مرور الوقت فشل تيلرسون فى تبنى الرؤية " الترامباوية " الجديدة للعالم الخارجى، صحيح اتفق الرجل مع ترامب فيما يتعلق بالسياسة الأميركية الجديدة تجاه الصين، لكنه لم ينجح فى بقية الملفات الأخرى وكان من بينها ملف العلاقات الأميركية مع مصر ومع عدد من دول الخليج، والذى بدا تيلرسون فيها على النقيض من رئيسه ترامب فى رؤيته لأزمة الرباعى العربى مع قطر والتى كشفت بعض وسائل الإعلام عن تورطه معها فى صفقات غاز لصالح دعمها على حساب دول الخليج وعدد من الدول التى تضررت بسبب السياسة القطرية المشوهه فى العالم العربى والإسلامى.
أيضا كان على النقيض منه فى الملف الإيرانى، وبدأ الرجل عنيدا لأكثر من مرة، مفتقدا لأبسط مهارات وظيفته التى يجب أن ينفذ من خلالها أجندة رئيسه ترامب، ما إضطر ترامب لإقالته بتغريدة عبر تويتر على غرار إقالة مستشاره للأمن القومى مكماستر فى أمسية " تويترية ترامباوية ".
ليأتى بعد تيلرسون صقر جديد يدرك مفاتيح ترامب النفسية جيداً، ويعى متطلبات الأمن القومى الأميركى حول العالم، مايك بومبيو الجمهورى العقيدة الذى يدرك عبر تاريخه الطويل كيفية الحفاظ على تعاليم الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأميركية، الرجل المؤمن بأهمية الحفاظ على النظام الدولى ومكافحة القوى التى تسعى لهدم هذا النظام الجديد.
ومن هنا تبلورت السياسة الأميركية الجديدة فى رئيس جديد داخل البيت الأبيض، يهتم كثيراً بإعادة أميركا إلى الواجهة العالمية ويؤمن بنظام عالمى مستقر حتى ولو كان ذلك بشكل جزئى على حساب ماتنعته مؤسسات اليسار العالمى - إعلامية كانت أو مجتمعية - بحقوق الإنسان، ووزير خارجية يدرك جيداً مدى أهمية الحفاظ على حلفاء بلاده التقليديين فى العالم وليس فقط فى الشرق الأوسط، مع الحفاظ على المصالح الأميركية دائماً فى المقام الأول كما يؤمن ترامب.
وللحديث بقية...
أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2