فأبناء الشعب المصرى الذين نشأوا على أرضه وتربوا فيها وورثوا الأداب و المبادئ الأخلاقية ، لا يعرفون الخيانة ولا يتمتعون بالمهادنة ويتحلون بصفات الرجولة والشهامة والواجب ، فأبناء مصر فى الحقيقة مهما قست الظروف ومهما تبدلت الأحوال دائماً هم حُماة المبادئ والقيم ، فهم أولئك الذين يحملون جملة من المشاعر والأحاسيس والإيجابية المتجسدة فى الحب و البذل والمسئولية والعطاء ، أبناء مصر يعلمون تماماً تاريخهم وأن مصر عبر العصور كانت ومازالت مهد الحضارات،يعلمون أن الله منح مصرنا حدوداً طبيعية آمنة، مناخاً معتدلًا صيفاً وشتاءاً ، وموقع هام يربط قارات العالم ، فأبناء مصر يعلمون أن ذلك جعلها فى مكانة مرموقة بين الأمم عبر الزمان.
ومن دواعى الفخر أن مصرنا الحبيبة حباها الله عز وجل بالكثير من الخيرات والنعم، وذكرها المولى عز وجل فى كتابه الكريم دون العديد من البلدان الأخرى.
فمكانة مصر العظيمة بين الأمم جعلت الكثير من المؤرخين يثنون عليها وعلى حضارتها وفضائلها الكثيرة، حيث أن ابن خلدون، أحد أهم علماء الحضارة الإسلامية قال عن مصر " لم أر فى البادية أو الحاضرة مدينة زاهرة مثل القاهرة" .
وقد قال سيدنا عبد الله بن عمر" من أراد أن ينظر إلى الفردوس فلينظر إلى أرض مصر حين تخضر زروعها، ويُزهر ربيعها، وتُكسى بالنوار أشجارها وتغنى أطيارها "، ووصفها سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص للخليفة عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) فقال "مصر درة ياقوته لو استخرج السلطان كنوزها لكفت الدنيا بأسرها"
ومن آن لأخر تواجه مصر العديد من التحديات الاقليمية والتى ترتبط بشكل رئيسى بالصراعات فى المنطقة ودور مصر فيها وقدرتها على تقديم مبادرات للحل بما يحول دون امتداد تداعياتها سلباً للمصالح المصرية أو تهديداً لأمننا القومى .
و يمكن القول إن أهم التحديات التى تواجه مصر حالياً هو قيامها بدورها القومى تجاه غزة والمحاولات المستمرة على الجانبين العربى والدولى للتوصل الى وقف دائم لاطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية الى سكان القطاع مع الأخذ فى الحسبان ما يتعلق بتهديد الأمن القومى بشكل مباشر والمرتبطة بقضية التهجير الإجبارى لسكان غزة وتحقيق ما يصبو اليه الكيان المحتل فى حل القضية وتصفيتها على حساب مصر وهذا مارفضته القيادة السياسية و الشعب المصرى بل وأبناء فلسطين حيث أن خروجهم هو تصفية كاملة للقضية .
فتحقيق الأمن القومى المصرى بالمفهوم الشامل (سياسياً وعسكرياً و اقتصادياً و أمنياً و .....) ضرورة هامة فى هذه المرحلة وذلك لتأمين كيان الدولة ، وحماية مقدراتها والحفاظ على وحدتها والتحلى بالصبر واليقظة وضبط النفس في مواجهة تلك التحديات و المخاطر سواء داخلية أو خارجية، وبالشكل الذى يتسق مع تحقيق الأهداف القومية للدولة، مع اتخاذ الإجراءات التى تضمن تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة فى مختلف المجالات.
وهذه التحديات تتطلب منا جميعاً عدة أمور أهمها بث روح الولاء والإنتماء للوطن و إعادة تشكيل وتعميق منظومة الوعى واليقظة ونبذ الفُرقة والإختلاف بين أبناء الوطن والإلتفاف الكامل حول الوطن والإصطفاف خلف قيادتنا وقواتنا المسلحة وبعث رسائل للعالم كله أن مصر جسد واحد لا يتفرق ولا يتشتت ومن أراد ان يعلم فليراجع صفحات التاريخ التى تشهد بأن مصر دائماً ما توحدها الأزمات .
وعلى الجانب الآخر فهناك من يبذل جهده مدعوماً من ضمير غائب وإرادة مسلوبة ووعى مشوش ، فيحاول التقليل مما تقوم به مصر من دور فى كل المجالات سواء ما يتعلق بالأزمات الإقليمية والتحديات الدولية التى تعيشها المنطقة ، على الرغم من دعمه لمن لا يتحدثون واذا تحدثوا لا يُصرحون وإذا صرحوا فإنهم للأمة وقضاياها يخذلون .
للأسف لماذا ؟ يحاولون أن تدفع مصر دوماً الفاتورة من شبابها واقتصادها وأمنها وأمانها ، لماذا يحرضون كتائبهم الرقمية للهجوم على مصر صاحبة الموقف الواضح فى الوقت الذى تلاشت فيه مواقفهم .
يجب التنبه الى الخيانة المنظمة التى يسعى البعض لها ومقصود بها مصرنا فكثيراً ما تمنوا سقوطنا ، ولن نسقط أبداً لأن ذلك وعد الله الحافظ لمصر أرضها وسمائها ، ولتماسك ذلكم الشعب الأبى بجذوره وأصوله فلا ينهزم أبداً ، فكم حاربنا وقدمنا من أجل قضايا الأمة العربية .
إن مصر العظيمة تستحق منا أن نصطف خلفها ليعلو شأنها ، و أن نتصدى لأى محاولات لتخريب العقول وتسميمها بشائعات مغرضة أو شبهات باهتة ، واجب علينا جميعاً أن نتصدى بالعقل لمثل هذا وأن نعمل جاهدين للحفاظ عليها وعلى مؤسساتها ومقدراتها وأن نكون عيوناً ساهرة لحماية أمنها واستقرارها، ونتكاتف جميعاً للتصدى لأى خطر يُهددها أويحاول النيل منها ..
وتأتى أهمية وضرورة المشاركة السياسية خلال الإستحقاق الدستورى القادم "الإنتخابات الرئاسية" من الاهمية بمكان حيث ستؤكد مدى وعى الشعب وإرتباطه بتراب مصر وتقديره لخطورة المرحلة ، فالمشاركة واجب وطنى ورسالة للعالم إننا على قدر كبير من اليقظة ، وأن ايادينا متشابكة لنتصدى لأى مخطط خارجى أو داخى للحفاظ على أمن مصر وأمانها وأننا الدرع الواقى للوطن .