"بياع كلام"

"بياع كلام"حسين خيري

الرأى13-11-2023 | 16:43

شهور قليلة وسوف يطل علينا المدعو بايدن ويهنئ المسلمين بشهر رمضان المبارك، ولن يفوت من ذاكرتنا ما لفظ به فى العام السابق إن هذا الشهر دعوة للتسامح والرأفة، واستطرد قائلا: وهى سمات يجب أن تسود بين المجتمعات، ولن يخجل وسيكرر نفس الحديث الأجوف مع الاحتفالات التى يعقدها البيت الأبيض فى الشهر الكريم، ومنذ توليه الرئاسة لا يحرك ساكنًا أمام الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة تجاه الفلسطينيين، ويقف موقف المراقب تجاه الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وقتل المستوطنين لأهالى الضفة، وهو يطالب بالتسامح كان حريصا على دعم الكيان الصهيونى بأحدث نظم التسليح.

ولذا وجب على المسلمين فى أنحاء العالم ألا تغفل مجازر غزة وحرق أرضها، مهما كانت الأمنيات الوردية على لسان قادة العالم للمسلمين فى مناسباتهم الدينية، إنها مجرد عبارات "ضحك على الدقون"، فهم شركاء مع سلطات الاحتلال فى المقصد الحقيقى، وهو رضوخ الفلسطينيين وتخليهم عن قدسهم والصلاة فى المسجد الأقصى.

ويطالبهم قادة أمريكا فى نفس الوقت أن يكبحوا جماح مشاعر الغضب فى صدورهم، لكى ينالوا رضاهم، وإذا حاولوا الدفاع عن مقدساتهم وأنفسهم فلهم الويل والثبور.

وبايدن كان واضحا منذ البداية أنه سيكون أكثر دعما عن سابقيه من رؤوساء أمريكا، فقد هاتف بايدن نفتالى رئيس وزراء إسرائيل السابق، وتعهد بوقوف الولايات المتحدة بقوة إلى جانب إسرائيل، وتقديم كل المساعدات المناسبة لمواجهة تهديدات أصحاب الأرض.

ولم يظهر بايدن أى بادرة لسماع صوت العقل ويأمر سلطات الاحتلال بوقف ممارساته الاستفزازية بحق الشعب الفلسطينى، ويبدو أن بايدن كان له مغزى آخر من استشهاده خلال تهنئته للمسلمين بشهر رمضان من العام السابق بالآية القرآنية فى سورة الزلزلة: "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ"، ويقصد أن يستقبل الفلسطينيون اعتداءات الإسرائيليين بابتسامة عريضة، وتهنئة بايدن الماضية بضرورة نشر التسامح بين المجتمعات، كان لسان حاله يقول إلا التسامح مع الفلسطينيين.

وتذكروا أن تهنئة بايدن للمسلمين ليست سوى للاستهلاك الإعلامى، وتذكروا أيضا باقى دول الاتحاد الأوروبى ورئيس وزراء بريطانيا سيتبعون زعيمهم وينصبون موائد الإفطار بمقار رئاستهم فى رمضان القادم، وليس ببعيد يخرج نتنياهو ويهنئ المسلمين بالشهر الفضيل ويديه مازالت تقطر دما، أرجوكم لا تكون ذاكرتكم كذاكرة السمك، فكم من تهانى رددها القتلة للضحية، وبناء عليه فإن بايدن "بياع كلام".

أضف تعليق