سمير الإسكندراني.. ثعلب المخابرات

سمير الإسكندراني.. ثعلب المخابراتمحمد رفعت

الرأى13-11-2023 | 19:40

لا يعرف الكثيرون أن الفنان الراحل سمير الإسكندراني، قد لعب دوراً بطولياً خلال دراسته فى إيطاليا فى نهاية الخمسينات من القرن الماضي، حينما سافر إلى روما لتعلم اللغة الإيطالية، ولكنه لم يكن يعلم أن هذه الرحلة ستكون سبباً فى الكشف عن شبكة تجسس إسرائيلية داخل القاهرة..والقصة كاملة رواها طاهر البهي فى كتابه «الفنانون والمخابرات».

كان «الإسكندراني» يلعب البلياردو فى نادي الجامعة، ولاحظ أن شخصاً ما ينظر إليه فى اهتمام بالغ، وعندما يلتقي نظريهما فإن الشخص الآخر يبتسم.

من هنا بدأ التعارف، جاء الرجل إلى «الإسكندراني» وقال له: أنا سليم.. أدرس الذرة فى لندن، فرد عليه قائلاً: وأنا سمير أدرس اللغة الإيطالية فى بروجيا.

لاحظ «الإسكندراني» على هذا الشاب أنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة، ويحفظ الأمثال الشعبية المصرية عن ظهر قلب، وفى نفس الوقت يجيد ثلاث لغات فضلاً عن العربية هي الفرنسية، والإنجليزية، والإيطالية.

كما لفت نظره أنه يحمل جواز سفر أمريكي، وعندما بدأ الشك يتسرب إليه فى هذا الشاب المريب، بدأ «الإسكندراني» يحكي له قصصاً مختلفة وهمية ليوهمه بأنه مطمئن له، فأطلعه «سليم» على مقال فى مجلة أمريكية قائلاً له: أنه هو كاتبه، وأنك – أي سمير- تستطيع أن تكتب عشرات المقالات عن مصر وتكسب آلاف الدولارات باعتبار أن ثمن المقال الواحد 700 دولار، وبالطبع لابد وأن يتضمن المقال معلومات، والمعلومات تحتاج إلى تحري واستطلاع.

وعن طريق مسايرة سمير الإسكندراني لهذه الشبكة تم الكشف عن جاسوس تم تجنيده فى القاهرة هو إبراهيم رشيد، كانت مهمته رصد تحركات المشير عبد الحكيم عامر أولاً بأول وإرسالها برسائل الحبر السري إلى هاري كافى رئيس المخابرات الإسرائيلية وقتها.

وبعد أن أوقع «الإسكندراني» بأفراد الشبكة كشفت التحقيقات عن تجنيد عامل يوناني يعمل فى محلات جروبي بالقاهرة اسمه جورج ايستاماتيو، كان يسعى لتنفيذ عملية دس السم البطيء فى طعام الرئيس عبدالناصر ليقتله خلال 6 أشهر.

كانت هناك أيضاً مساعي خسيسة للقيام بعمليات تخريب داخل قاعدة الغواصات المصرية، ومحطات الرادار عن طريق جاسوس قُبض عليه بعد كشف الشبكة اسمه رشاد رزق.

كما اكتشفت المخابرات العامة المصرية أن هذه الشبكة كانت تسعى لاغتيال طيارين مصريين عن طريق جاسوس اسمه محمد سامي نافع.

وكشفت التحقيقات وقتها عن وجود خطة لنشر الشائعات التي تحبط همم المصريين وتزعزع ثقتهم بقياداتهم، وكان يشرف على هذه الخطط مدير المخابرات الإسرائيلية بنفسه، إضافة إلى مكاتب الموساد فى روما، وباريس، وأثينا، وامستردام، وموينخ، وزيورخ.

وبعد أن نجح "الإسكندراني" ورفيقه مهندس البواخر عزالدين نعيمو فى كشف هذه المؤامرة بواسطة المخابرات المصرية، استقال مدير المخابرات الإسرائيلية هاري كافى بعد أن وجد الفضيحة الإسرائيلية تتصدر الصفحات الأولى من صحف إبريل من عام 1960.

أضف تعليق