بحث الاتحاد الأوروبي وأرمينيا، سبل تعزيز الحوار السياسي والتعاون المشترك في مجالات السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية، وذلك خلال انعقاد الحوار السياسي والأمني الثاني لهما بشكل رفيع المستوى في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وذكرت دائرة العمل الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي في بيان صحفي نشرته عبر موقعها الرسمي أن الاجتماع المشترك، الذي عُقد ليلة أمس بين الجانبين، أكد الاهتمام المتبادل بين أرمينيا والاتحاد الأوروبي؛ لمواصلة تعزيز الحوار السياسي والتعاون في مجالات السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية، كما أكد الاتحاد الأوروبي دعمه القاطع لسيادة أرمينيا وسلامتها الإقليمية وحرمة حدودها ورحب باستعداد أرمينيا للتعاون الوثيق مع الاتحاد الأوروبي.
وتطرق الطرفان خلال الاجتماع إلى التحديات الحالية التي تواجه البنية الأمنية الأوروبية، والتأكيد بشدة على رفض استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، كما شددا على الضرورة المطلقة لإحلال السلام والاستقرار الدائمين في منطقة جنوب القوقاز.
وفي هذا الصدد، أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه لتطبيع العلاقات بين أرمينيا و أذربيجان على أساس مبادئ الاعتراف المتبادل بالسلامة الإقليمية وحرمة الحدود على أساس إعلان "ألماتي" لعام 1991، وترسيم الحدود على أساس خرائط هيئة الأركان العامة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ذات الصلة التي تم تقديمها.
ودعا الاتحاد الأوروبي بحسب البيان أرمينيا و أذربيجان إلى فتح قنوات الاتصالات الإقليمية على أساس احترام سيادة وولاية أي من البلدين، على أساس المعاملة بالمثل والمساواة.
وأكدت أرمينيا استعدادها لحضور اجتماع القادة في بروكسل بتيسير من رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، كما رحب الاتحاد الأوروبي بمفهوم مشروع "مفترق طرق السلام" في أرمينيا، كتعبير عن التزام حكومة أرمينيا بإرساء السلام والتعاون في المنطقة وخارجها.
كما تطرق الطرفان إلى قضايا النزوح الجماعي للأرمن من إقليم "ناجورنو كاراباخ" المُتنازع عليه مع أذربيجان، وأكدا من جديد المواقف المعلنة سابقًا بضرورة ضمان حقوق وأمن أرمن كاراباخ، بما في ذلك حقهم في العودة.
ومن المقرر أن يعقد الحوار السياسي والأمني القادم بين الاتحاد الأوروبي و أرمينيا في يريفان عام 2024.
من جانبها، أعربت أرمينيا عن تقديرها الكبير للنشر السريع لبعثة الاتحاد الأوروبي المدنية لسياسة الأمن والدفاع المشتركة على طول الحدود المعترف بها دوليًا بين أرمينيا وأذربيجان، والدعم الذي قدمته الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لها.
كما رحب الجانب الأرمني باستعداد الاتحاد الأوروبي لإشراك دول ثالثة في البعثة، حيث ناقش الطرفان إمكانية تمديد البعثة، فضلاً عن مواصلة تقديم الدعم غير الفتاك ل أرمينيا من خلال مرفق السلام الأوروبي، وتم التأكيد مجدداً على دعم مشاركة أرمينيا في المشاريع الإقليمية مثل مشروع الكهرباء تحت الماء في البحر الأسود وكابلات الإنترنت.