أحسنت الرياض صنعًا بدمج كل من مؤتمر القمة الإسلامى مع مؤتمر القمة العربية فى وقت واحد وذلك للاستفادة من تواجد الدول الإسلامية فى المملكة وحضور وفود وأعضاء الجامعة العربية ليكون هناك تجميع للقوى العربية والإسلامية وعرض القضية بشكل مفصل وتوضيح مدى الانتهاكات التى تتم فى حق الشعب الفلسطينى وتم اتخاذ موقف جماعى من أكثر من خمس وخمسين دولة عربية وإسلامية ضد التصرفات الإسرائيلية والتى تخطت جميع الحدود والأعراف الدولية ضاربة بكل شىء عرض الحائط فى حرب الإبادة التى تقوم بها ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، وصدر القرار متعدد البنود وأهمها وقف الحرب والاعتداء على المدنيين العزل فى المدارس والمستشفيات بل ومدارس الأونروا التى اتخذها المواطنون درعًا لهم بعد تهجيرهم من بيوتهم.
ولكن ماذا بعد؟! أمام صلف وغرور الجانب الإسرائيلى ودعم أمريكا والغرب اللامحدود بل الأعمى الذى لا يرى سوى قتل الإسرائيليين يوم 7 أكتوبر.
إن الخلاف لم يبدأ فى 7 أكتوبر 2023 ولكن منذ خمسة وسبعين عامًا عندما استولى اليهود على الأرض الفلسطينية بالقوة، وبدأ فعلًا تهجير السكان الأصليين إلى مناطق أخرى، ويومًا بعد يوم يتم التوسع واحتلال مناطق جديدة تحت سمع وبصر العالم وبناء مستوطنات فى الضفة الغربية لاحتلال مزيد من المساحات بدعوى الفصل بينهم وبين الفلسطينيين وردًا على الانتفاضات التى يقوم بها الشعب الفلسطينى صاحب الأرض على اعتدءات الجيش الإسرائيلى المتكررة والقبض على الشباب والأطفال واعتقالهم ولم يسلم الشيوخ أو النساء من أى اعتداء غاشم، فالجيش الإسرائيلى يداهم بقسوة الأحياء الفلسطينية على مدار السنوات السابقة ويعتقل ويقتل من يعترض فى مشاهد صعبة، والعالم يراها ولا يسمع سوى صوت إسرائيل وأمريكا فقط.
إن استمرار الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية مع حماية الغرب جعل القضية بدون حل وأحيانًا يعلو صوت الصراع وأحيانًا تنسى القضية.
ومع استمرار الوقت يستمر توارث الكراهية جيلا بعد جيل لدى كل من الطرف الإسرائيلى الغاصب وأيضًا الطرف الفلسطينى المغتصبة أرضه بل والذى يدفع كل يوم فاتورة الحساب مزيدا من احتلال الأرض ومزيدا من القتل والتشريد لأبناء الشعب الذى أثبت كل يوم أنه لن يفرط فى قضيته.
أطول صراع وأكبر احتلال
نعم لقد انتهى تقريبًا الاحتلال فى العالم الحديث بمعناه العسكرى واحتلال الأرض وقتل الشعب الأصلى فى البلاد المحتلة.
ولكن ما زالت القضية الفلسطينية موجودة وتزداد اشتعالًا وتكون أكبر نموذج على الصمود من الشعب الفلسطينى وأكبر نموذج من انتهاك القوانين وضعف الهيئات الدولية والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على الرغم من اعتراف هذه المنظمات أن ما يجرى هو حرب إبادة شاملة لم يشهدها التاريخ حتى الهولوكوست لم يتم فيها ذلك.
هو انتقام غير مبرر ولا تستطيع كل قوى العالم الوقوف أمام صلف الشعب الإسرائيلى وجيشه وحكومته المتطرفة وأيضًا مساندة الغرب وأمريكا، أو أن تحرك ساكنًا سوى بالشجب والرفض.. حتى دخول المعونات أكل ومياه وأدوية ومساعدات إنسانية لا بد أن تمر على الجانب الإسرائيلى ليسمح بها.
وحتى كتابة هذه السطور فإنه ممنوع تزويد المستشفيات بالوقود حتى لا يتم علاج المرضى أو حتى نقلهم بعد تعطل سيارات الإسعاف وتوقف الحياة فى غزة.
انتبهوا أيها السادة
بعد تهجير الفلسطينيين من شمال ووسط غزة إلى جنوبها وتعطل خطة التهجير القسرى بعد وقوف الأردن ومصر .. هناك مخطط لبناء ثلاثة كيانات حديثة تفصل بين أجزاء القطاع وتسكين مائة ألف فى كل وحدة منها من المستوطنين فى إطار خطة الاستيلاء على غزة.
نخاطب القانون الدولى والمشاعر الإنسانية مع اللجوء إلى الله لينزع عنا هذه الغمة، المشاهد مؤذية ومؤثرة.. الدماء والقتل بلا رحمة من عدو جبان خسيس وصراع من أجل الحصول على الخبز من المساعدات للتمسك بالحياة.
كيف تعد أم الطحين لأبنائها وهى تعيش بلا وقود أو ماء أو بيت تأوى إليه، منتهى القسوة والعنف، حتى المساعدات الإنسانية غير كافية حتى الآن لإغاثة هؤلاء المنكوبين.. لا نريد التعاطف بل نريد الدواء والوقود والأكل وكل ما يحتاجه المواطن مع إقبال فصل الشتاء تحت نيران العدو وأمطار وجثث وأمراض بدأت تنتشر.
فى ظل ما يعيشه العالم وتعيشه مصر من مواجهات فى كل جانب، السودان الشقيق والحرب الدائرة، ودعم مصر للأشقاء وما حدث فى ليبيا.
ثم جاء الدور على غزة وهذا دورنا.. ولكن نجد مستغلى الأزمات يعملون بكل قوة لخلق أزمات اقتصادية فى مصر فى السلع الأساسية.. فجأة يزيد سعر السكر ويصل إلى خمسين جنيهًا فى حين أننا ننتج 90% من استهلاكنا.. وقبله الأرز.
وارتفاع الأسعار الجنونى من حلقات ما بعد الإنتاج: النقل والتوزيع، فكيف تباع الطماطم بعشرة جنيهات من الفلاح وتصل بالنقل إلى التاجر الأخير ويقوم هو ببيعها بخمسة وعشرين جنيهًا وغيرها مثل البصل والبطاطس وكل أنواع الخضار والفاكهة.. إلى أين يذهب المواطن فى حلقة واحدة تكسب أكثر من المنتج؟
وأخيرًا السجائر التى وصل مكسب الموزع أو منفذ البيع فى أحد الأنواع إلى خمسين جنيهًا ونحن ننتج كميات كبيرة.
هناك من يخزن السلعة لإحداث أزمة وحتى الآن لم تنجح تجربة الاقتصاد الحر ومفهوم العرض والطلب، فلا توجد سلعة فى مصر ينزل سعرها.. هل فشلت كل الأجهزة فى حل المعضلة؟.. التوقيت صعب.. المواطن يئن.. الدولار أصبح سلعة تباع وتشترى ونحن ندفع ونشاهد فقط.
لا بد من عقوبات رادعة لمن يتلاعب بالاقتصاد وقوت الشعب.