يعتبر القمح أحد أهم المحاصيل الاستراتيجية، التى تحظى باهتمام بالغ، خاصة فى العامين الماضيين وذلك بعد الحرب الروسية – الأوكرانية وتأثيرها على تصدير القمح في العالم بأكمله باعتبارهما أهم دولتين لتصدير القمح، لذلك اتخذت الدولة المصرية بعض الخطوات الاستباقية للحد من تأثير تلك الحرب على مخزون القمح وبدأت فى زيادة المساحة وتشجيع الفلاحين على زراعته من خلال الإعلان المسبق عن سعر البيع مما ساهم فى الإقبال على زراعة القمح وتوريده للدولة.
وافق مجلس الوزراء، فى اجتماعه على إقرار السعر الاسترشادى لتوريد إردب القمح، ليكون 1600 جنيه، لهذا العام، وذلك فى إطار تشجيع المزارعين المصريين وتحفيزهم لزراعة وتوريد هذا المحصول الاستراتيجي.
وفى 24 أغسطس الماضى، نشرت الجريدة الرسمية قرارا لوزارة التموين والتجارة الداخلية رقم 115 لسنة 2023 بشأن إنهاء موسم توريد القمح 2023 وغلق كل المواقع التخزينية التابعة للجهات المسوقة الرئيسية وذلك اعتبارا من نهاية عمل يوم
21 أغسطس.
كما تضمن القرار الخاص بانتهاء موسم توريد القمح بأن يتم سحب واستخدام الأقماح المحلية موسم 2023 للطحن من المواقع التخزينية المحددة من لجنة برامج القمح التموينى طبقا لنسب الخلط المقررة.
وعلى مدار الفترة الماضية، وبالتزامن مع توريد القمح طرحت وزارة التموين والتجارة الداخلية ما يقرب من 923 ألف طن قمح للمطاحن من خلال البورصة السلعية بأسعار مخفضة مقارنة بالأسعار فى الأسواق الأخرى.
ومن جانبه، أشار دكتور خالد جاد عضو الحملة القومية للنهوض ب القمح ورئيس المكتب الفنى بمعهد بحوث المحاصيل الحلقية، إلى أنه من الصعب تحديد المساحة التى سيتم زراعتها ب القمح للموسم الجديد، خصوصا أنه لم يبدأ بعد ولكن من المتوقع أن يكون مثل العام الماضى أو يتم إضافة مساحة جديدة له.
وأضاف أنه فى الوقت الحالى من الممكن أن نقول: إنه تم توفير التقاوى الخاصة بزراعة القمح بكميات كبيرة تكفى لزراعة مساحات شاسعة من القمح وتم توزيع تلك التقاوى على المديريات الزراعية على مستوى الجمهورية.
وأشار إلى أن كل التقاوى الموزعة هى من الأنواع المستنبطة حديثا وتعطى نتائج جيدة فى الإنتاج بالإضافة إلى أنها مقاومة للأمراض.
وأوضح أنه يجب التنويه على المزارعين بالاعتماد على التقاوى الموجودة لدى المديريات، خاصة أن العامين الماضيين اعتمد بعض الفلاحين على تقاوى موجودة لديهم وهى ليست من الأصناف الحديثة مما ساهم فى عودة مرض الصدأ الأصفر مرة أخرى فى بعض المناطق.
وتابع أن هناك خريطة صنفية يتم تحديثها سنويا وهى تتضمن أفضل سلالات وأصناف القمح التى يمكن زراعتها فى كل منطقة جغرافية بحيث تعطى أفضل النتائج الممكنة وتكون مقاومة للأمراض ومن أهم تلك الأنواع «مصر 3» و«مصر 4»
و«جيزة 171» و«سخا 95».
وأضاف أن الإعلان عن سعر بيع الإردب بوقت مبكر سيساهم بصورة كبيرة فى إقبال الفلاحين على زراعة القمح، لأن إعلان السعر يساهم فى شعور الفلاح بالاطمئنان وبالتالى الاتجاه إلى زراعة المحاصيل المضمونة أفضل بالنسبة للفلاح.
اقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر، اضغط هنـا