فى ظل التركيز على غزة و أوكرانيا .. قلق آسيوى من أجندة بايدن الخارجية!

فى ظل التركيز على غزة و أوكرانيا .. قلق آسيوى من أجندة بايدن الخارجية!بايدن

حوارات وتحقيقات21-11-2023 | 08:25

منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة، ردد الرئيس الأمريكى جو بايدن مرارًا أن سياسته الخارجية سوف تركز على مواجهة الزحف الصينى نحو مزاحمة أمريكا على قيادة النظام العالمى، مؤكدًا دعمه لشركاء الولايات المتحدة فى منطقة المحيطين الهندى والهادى، ولكن مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والدعم غير المحدود الذى قدمته واشنطن لكييف، ثم الحرب الإسرائيلية على غزة، والتى غيرت الخطط الأمريكية، ودفعتها إلى مساعدة إسرائيل عسكريًا، وحشد قواتها فى المنطقة، تساءلت وسائل الإعلام العالمية والخبراء السياسيون حول أولويات السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية فى الفترة المقبلة.

هذا الأمر تناولته صحيفة «نيويورك تايمز» فى تقرير مطول، فذكرت أن بايدن قدم وعودًا لحلفاء الولايات المتحدة حول العالم بأن «أمريكا عادت لمقعد قيادة العالم الحر»، وركز سياسته الخارجية على محاولة إخضاع الصين، ولم يكن للشرق الأوسط وجود تقريباً فى أولويات سياسة بايدن الخارجية من الأساس، مضيفة، كان الاتجاه الأمريكى نحو آسيا قد بدأ فى اكتساب بعض الزخم أخيرًا بعد طول انتظار، حيث أبرمت الولايات المتحدة اتفاقات أمنية جديدة مع الفلبين والهند، ونفذت مناورات عسكرية موسعة، ووضعت خططاً مع حلفائها من أجل الاحتفاظ بأفضليتها على التقنيات الصينية.

لكن الشرق الأوسط عاد مرة أخرى ليحتل قمة الأولويات الأمريكية منذ السابع من أكتوبر الماضى، حين شن جيش الاحتلال، تحت غطاء أمريكى وغربى، حربه على قطاع غزة.

الدعم الأمريكى المطلق لإسرائيل فى حربها على قطاع غزة، أثار التساؤلات لدى شركاء الولايات المتحدة فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ، الذين كانوا قلقين بالفعل من عدم تحرك واشنطن بالسرعة الكافية لمواجهة بكين، وهو ما عبر عنه «أكيشيا ناغاشيما» مستشار الأمن القومى السابق فى اليابان، خلال منتدى استراتيجى بأستراليا، فقال «إن أكثر ما يُثير قلقنا هو تحويل الموارد العسكرية الأمريكية من شرق آسيا إلى أوروبا، ثم إلى الشرق الأوسط. ونأمل بصدق أن ينتهى هذا الصراع تماماً فى أقرب وقتٍ ممكن».

وعلى الرغم من النفى الأمريكى، وتصريحات القادة العسكريين الأمريكيين بعدم مغادرة أية معدات منطقة المحيطين الهندى والهادئ، كما سارع وزير الخارجية الأمريكى «أنتونى بلينكن» بزيارة الهند واليابان وكوريا الجنوبية لنقل رسائل طمأنة لحلفاء الولايات المتحدة، إلا أن تلك الدول- بحسب الصحيفة الأمريكية- تتساءل حول الكيفية التى ستوازن بها واشنطن بين تورطها فى حرب أخرى- إلى جانب الحرب الأوكرانية-، وبين احتياجات منطقة المحيطين الهندى والهادئ. ويتساءل الكثيرون: كم وعد بالدعم تستطيع الولايات المتحدة تقديمه لمختلف الدول والوفاء به، بينما تعانى هى من إنهاك قواتها فى الخارج والانقسام السياسى فى الداخل؟

قضية الأسلحة تعد من أهم مجالات القلق بين تلك الدول، إذ تعانى دول مثل اليابان، وتايوان، وأستراليا من تأخير شحنات معداتها العسكرية التى تعاقدت عليها مع واشنطن، وحصلت على وعود من الولايات المتحدة باستلامها، وقال «أندرو نين-دزو يانج» وزير الدفاع التايوانى الأسبق: «لا يتعلق الأمر بالعتاد فحسب، بل يجب تعليم وتدريب الناس على كيفية تشغيل تلك الأنظمة. ويتمثل مصدر القلق فى أن الولايات المتحدة لن تتمتع بقدرات أكثر فعالية ووفرة من أجل ردع الصين».
تزامنت تلك المخاوف مع تصعيد بكين ضد حلفاء الولايات المتحدة، فبعد أسبوعين من العدوان الإسرائيلى على غزة، اصطدمت سفينة خفر سواحل وسفينة ميليشيا بحرية صينية بمراكب فلبينية عند جزيرة توماس شول الثانى، وتُعَدُّ هذه الواقعة إحدى أخطر المواجهات بين البلدين خلال تاريخ نزاعهما على المنطقة منذ أكثر من 20 عاماً.

وبعدها بأيام، حلقت مقاتلة نفاثة صينية على بعد ثلاثة أمتار فقط من قاذفة قنابل أمريكية طراز بى-52، وذلك خلال مناورتها المسائية فوق بحر الصين الجنوبى، وكادت تصطدم بها فى الواقع.

وقد وصف الجيش الأمريكى تلك الوقائع بأنها تمثل «نمطاً خطيراً من سلوكيات التشغيل القسرية والمُهددة».

وحول تلك التطورات، ذكر الأدميرال «جون أكويلينو» قائد القوات الأمريكية فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ أن هدف الصين يتمثل فى إجبار الولايات المتحدة على مغادرة المنطقة، بينما أكد مسئولو البنتاجون على أن ذلك لن يحدث.

اقرأ باقي التقرير فى العدد الجديد من مجلة أكتوبر ، اضغط هنا

أضف تعليق