في حوار خاص لـ بوابة "دار المعارف" ثمن دياب اللوح،
السفير الفلسطيني بمصر، نجاح جهود الوساطة من الجانب المصري والقطري لصفقة تبادل الأسرى، ثم بدء سريان الهدنة المؤقتة التي بدأت منذ صباح الأمس في السابعة صباحًا، الذي تنفس من خلالها الشعب الفلسطيني الصعداء، ثم في مساء نفس يوم تمت
صفقة تبادل الأسرى بنجاح فهي كانت عملية معقدة، والذي تم من خلالها تبديل ١٣ إسرائيليًا مقابل ٣٩ فلسطينيًا.
وأضاف أنه منذ بداية الحرب التي استمرت ٥٠ يومًا راح ضحيتها حوالي ١٧ ألف ضحية، وسبعة آلاف لم نعلم عنهم شيئًا، وإلى تفاصيل أخرى في سياق الحوار التالي.
أولاً هل الضمانات المصرية والقطرية كافية برأيك حتى تتم هذه الصفقة بدون أي تجاوزات من الطرفين؟!
أقدر دور مصر وقطر وكل الشركاء الذين ساهموا في التوصل إلى هدنة وصفقة تبادل الأسرى، آملاً أن تتحول هذه الهدنة إلى هدنة دائمة، ووقف فوري وعاجل ومستدام للحرب على الشعب الفلسطيني، وأن تشمل
صفقة تبادل الأسرى كل الأسرى والمعتقلين داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية.
وأوكد من أدار صفقة تبادل الأسرى، أدارها بحكمة ودقة وحرفية ومهنية عالية، وأعتقد أنها سوف تسفر عن المزيد من الأسرى والمعتقلين من داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية، وكل ذلك كان بالتبادل أسير مقابل أسرى.
بعد نجاح اليوم الأول من تبادل الصفقة هل مصر هي صديق متعاون مع الجميع؟!
مصر شريك تاريخي واستراتيجي مع فلسطين، فمصر كان لها دور بارز بوقفتها بجانب الشعب الفلسطيني، فهي دعمت نضاله وكفاحه المشروع وحقوقه الوطنية لإقامة دولته المشروعة.
وأشير إلى أن مصر لا تزال متمسكة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني وحل الدولتين دون قيدٍ أو شرط وفتح أفق سياسي يقضي على انتهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على كامل التراب الوطني الفلسطيني في حدود ١٩٦٧م وعاصمتها القدس الشرقية، فنحن ممتنون إلى الموقف المصري الذي يعبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارًا وتكرارًا.
الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد في تصريحات له بعدم التهجير هل الشعب الفلسطيني يعرف إصرار السيسي برفضه للتهجير؟!
الشعب الفلسطيني يمتلك من الثقافة الوطنية للتمسك والبقاء على أرضه وعدم مغادرتها، حيث قال الرئيس محمود عباس لن نترك أرضنا ولن نغادر وطننا ولم نسمح بحدوث نكبة جديدة تحل بالشعب الفلسطيني، فالمواطن الفلسطيني متمسك بالبقاء بجوار ركام منزله.
وعندما رجع الفوج الأول من المواطنين الفلسطينيين إلى غزة، فمنهم من فقد بيته، ومنهم من فقد أسرته.
وفي ذات السياق ردًا على كل مخططات التهجير خارج فلسطين، أصرح لكم بأن ٢٥٠٠٠ مواطن فلسطيني يعيشون داخل مصر والمحافظات المصرية سيعودون إلى غزة على مدار الأيام القادمة بدءًا من اليوم.
إسرائيل أعلنت أنها ستستأنف الحرب بعد هذه الهدنة هل هذا يقلل من فرحة الشعب الفلسطيني؟!
الشعب الفلسطيني فرحته ممزوجة بالألم بعد استقبالهم الأسرى فقلوبهم تكتوي بنار هذه الحرب، فساعات الهدنة وقت لخروج الفلسطينيين لدفن جثامين شهدائه ونقل جرحاه ومصابيه إلى المستشفيات، التي بقيت تعمل في قطاع غزة، وتفقد ركام منازلهم، فكيف للشعب الفلسطيني أن يفرح وهو مكلوم ومصابه كبير ودمه ينزف.
فإسرائيل ارتكبت في حق شعبنا ١٥٠٠ مجزرة، ٦٦% من إجمالي قطاع غزة ومرافقه الخدمية والحيوية تم تدميرها، تدمير القطاع الصحي والمساجد والكنائس وشبكة الطرق والكهرباء والمياه والصرف الصحي بقطاع غزة، لم يبق شيء في غزة.
ضمن اتفاقيات تبادل الصفقة هل احتفل الفلسطينيون باستقبال الأسرى؟!
أهالي ذوي الأسرى استقبلوا الأسرى بالفرح والدموع، بالفرح لأنهم استقبلوا أبناءهم بعد إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية الثلاثة (الحلمة، الدامون، عوفر قرب رام الله)، وبالدموع لأنهم تركوا خلفهم آلاف من الأسرى والمعتقلين من النساء والأطفال والشيوخ والمرضى، وأيضًا من المناضلين الأسرى الأبطال الذين قضوا أكثر من 20و40عامًا في السجون الإسرائيلية.
وأطالب بأن يتم في سياق هذه الصفقة، صفقة تبادل الأسرى، الإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب من داخل المعتقلات والسجون الإسرائيلية، وأن يطوي هذا الملف بشكلٍ كلي ودائم.
هل هناك ضمانات ألا تعتقلهم إسرائيل مرة أخرى؟!
لا توجد ضمانات لإسرائيل فمن الممكن أن تعتقل هؤلاء الأسرى مرة أخرى، لذلك نحن نطالب المجتمع الدولي والجهات التي أشرفت على هذه الصفقة وتنفيذها عدم معاودة اعتقال الأسرى الذين تم فك أسرهم.
فهناك حديث مهم عن المصطلحات التي يطلقها بعض المسئولين الإسرائيليين والأمريكان لا رصيد لها على أرض الواقع، فنحن نتمسك بالرؤية والمنهجية الوطنية والسيناريو الوطني لحكم فلسطين، وإدارة الشؤن الداخلية ولن نقبل وصايا من أحدٍ علينا مهما كانت شكل الوصاية.
وكل هذه مبررات تسوقها إسرائيل والإدارة الأمريكية لاستمرارية حرب الإبادة الجماعية، الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، وهذا يتنافى مع القانون الدولي وقانون جنيف الرابع.