أمل إبراهيم تكتب: أنسانيتنا إلى أين ؟
أمل إبراهيم تكتب: أنسانيتنا إلى أين ؟
جرائم قتل كلاب الشوارع
عندما تستيقظ صباحا ويكون من عاداتك اليومية تصفح الأخبار فما هى مشاعرك عندما يكون أول خبر تقع عينيك عليه :
" المصريون يطالبون بتحقيق حول مقتل أربعة كلاب تم العثور عليهم
مقيدين معاً وأحرقوا أحياء في وسط شارع في العاصمة المصرية القاهرة ".
الحقيقة أن أخبار القتل والحروب والكوارث أصبحت شبه يوميه ولكن الغريب والملاحظ فى بشاعته ومدى القسوة .. هو كيف يتم القتل ؟؟
تخيل حيوان لا حيلة له يتم حرقه حيا وهى ليست المرة الأولى التى يحدث فيها ذلك فمنذ شهور كان هناك خبر مشابه للتخلص من الكلاب الضالة فى منطقة السادس من أكتوبر بنفس هذه الطريقة .
من يفعل ذلك ولماذا وإذا كان هناك قانون يجرم قتل الأنسان فكيف لا يطبق بالمثل على قتل الحيوانات بدون سبب ،،على الأقل الكلاب والحيوانات لا تسبب نفس الأذى الذى يقوم به البشر ،،
أذكر إننى فى أحد الأفلام سمعت عبارة لا أنساها ...
كان هناك تساؤل حول من مع أو ضد التخلص من الديناصورات؟؟ وكانت أول مرة أنتبه أن الديناصورات كانت تسبقنا على الأرض ثم أتى الأنسان ليقوم بالتخلص منها ومازالت هذه الفكرة قائمة فى عقل الشر ..التخلص من الكائنات الأخرى حتى تخلو لنا الحياة نفسد فيها كما يحلو لنا
وللمصادفة الغريبة أن بعد قراءة هذا الخبر وجدت أحد الفيديوهات على صفحة ناشيونال جيوغرافيك عن مكان اسمه “Territorio de Zaguates"
”و هو أكبر مكان يحتوي على سُلالات الكلاب الضالة في العالم، ويقع في كوستاريكا، حيث يتميز هذا المكان بدرجة حرارته المعتدلة على مدار العام، و يعتبر ملاذ جيد للكلاب. ويوجد به أكثر من 900 سلالة من سلالات الكلاب المختلفة.
يحصل ملجأ الكلاب هذا على الدعم من قِبل منظمات المتطوعين من جميع أنحاء البلاد. ويُعتبر مكان مناسب لمحبي الكلاب، ويمنحهم فرصة لقضاء بعض الوقت معهم. هذه الكلاب تركض طوال اليوم في المساحة الخضراء الخارجية، وفي المساء تذهب إلى مرفق داخلي للنوم على فراش دافئ والحصول على التغذية، وحتى الاستحمام.
ولأن الأمر غير بسيط ومرعب بدأت فى البحث عن ملاجىء للكلاب فى داخل مصر أو على أطرافها فوجدت معلومة واحدة عن مكان اسمه
ملجأ الأمل وصاحبه يدعى "أحمد الشوربجى" ويقع في ضواحي الجيزة بمنطقة المنصورية، يقوم برعاية الكلاب الضالة، وتقديم خدمة صحية للحيوانات المريضة أو المصابة في حوادث الطُرق.
الملجأ يوفر السكن والطعام والعلاج للكلاب الضالة، ويقدم أيضًا عمليات جراحية للكلاب التي تصاب في حوادث الطرق.
يعمل في الملجأ عدد من الأطباء البيطريين، نجحوا في علاج وإيواء أكثر من ١٦٠ كلب، وخلال 11 شهرا تمكنوا من إرسال 38 كلبا إلى كندا والولايات المتحدة وأوروبا حيث يمُكن لأي شخص سواء في مصر وخارجها استضافة هذه الكلاب.
يُنفق "الشوربجي" نحو 40 ألف جنيه شهريًا على رعاية الكلاب، يحصل عليها من خلال التبرعات، بينما يحلم بأن تتبنى الحكومة مشروعًا قوميًا لعمل ملاجئ للكلاب الضالة بدلًا من قتلها، فضلا عن نشر ثقافة الرفق بالحيوانات عن طريق التوعية والدراسة.
من ناحية أخرى وفى بلاد تمنع قانونا القضاء على الكلاب الشاردة حتى أنهم يمتنعون عن تسميتها الضالة كما فى الهند أصدروا قرار بالترويض لهذه الكلاب الضالة وتحويلها إلى كلاب حراسة تعمل برفقة وحدة جديدة شكلت في الشرطة لمساعدة الشعب وتحسين الأمن.
الحقيقة أن المجتمع المصرى بدأ يميل إلى العنف بصورة واضحة وهذه كلها مؤشرات أننا بحاجة أن نتوقف وننظر لما يحدث بصورة جدية قبل أن ينفلت زمام أنسايتنا نحو الأسوأ .