شاهد| فى القاهرة وليس فى اسطنبول.. «درب الأتراك» درة التراث المنسية

شاهد| فى القاهرة وليس فى اسطنبول.. «درب الأتراك» درة التراث المنسيةشاهد| فى القاهرة وليس فى اسطنبول.. «درب الأتراك» درة التراث المنسية   

* عاجل13-8-2018 | 19:39

كتبت: صفاء مصطفى

عدسة: باسم صابر

منطقة أثرية خلف الجامع الأزهر التاريخي، تجولت فيها «بوابة دار المعارف»، وسجلت بالصوت والصورة والقلم، ما تبقى فى هذا المكان الأثرى، الذى أهمله المسئولون عن الآثار، ولم تطوله يد العناية او التطوير منذ زمن بعيد، وهو موجود فى قلب القاهرة وأمام عيون زوار منطقة الحسين، ولو كان موجدا فى مكان آخر، ما كان هذا حاله الموجود عليه الآن.

  المكان هو "درب الأتراك"، والدرب مصطلح يطلقه المصريون على الأحياء الصغيرة، التي تشتهر بصنعة ما، وتتميز الدروب المصرية بمبانٍيها العتيقة وشوارعها الضيقة ومعالمها الأثرية.

ويغلُب على “درب الأتراك” الطابع الإسلامي من زخرفة ونقوش، ومعظمها يعود إلى العصر العثماني (1517-1867)، ويحاكي بوجهه الحضاري تلك الحقبة البارزة من تاريخ مصر.

 ويعد هذا الدرب منارة لنشر التراث الإسلامي في جميع أنحاء العالم حيث يتردد طلاب جامعة الأزهر، ودارسو العلوم الإسلامية وعلوم التراث من جميع أنحاء المعمورة ، لتلبية متطلباتهم من أمهات الكتب التراثية وكافة متطلبات الدراسة بالكليات الأزهرية،  للمعرفة بالتراث الإسلامي.

أهم الشواهد

 ويعد "درب الأتراك”، من أهم الشواهد التاريخية للعصور الإسلامية المختلفة في مصر، وهو مخصص حاليًا لبيع الكتب الإسلامية، عبر مكتبات يتجاوز عددها المائة، على مساحات متنوعة، تشكل أربعة شوارع رئيسية.

و”ترجع تسمية الدرب إلى الطلبة الأتراك، الذين كانوا يدرسون في الجامع الأزهر خلال عهد المماليك (1250-1517)، ويتخذون من الدرب مسكنًا لهم”، بحسب روايات كبار السن من سكان المنطقة .

الجمل، وهو من أكبر قاطني الدرب سنًا ويسكن فيه منذ 40 عامًا، أوضح أن “درب الأتراك يضم حاليًا، بجانب مكتبات بيع الكتب الإسلامية، مساكن لعدد كبير من الطلبة الدارسين في جامعة الأزهر الشريف كبرى الجامعات الإسلامية في العالم، من جنسيات مختلفة”.

أصل التسمية

وذكر عبد السلام المدير التنفيذي لدار الأزهرية للتراث أنه سُمي درب الأتراك نسبة إلى وجود الأتراك ممن سكنوا المنطقة وعملوا بها منذ القدم  حيث اشتهروا بالعمل في مجال الطباعة والنشر للكتب الإسلامية ، مشيرًا إلى أنه نظرًا لوفاء المصريين وحبهم للوافدين ممن يعيشون على أرض مصر لم يتغير اسم المنطقة بعد رحيل الأتراك عنها واستمرت في نفس النشاط الذي استمر في التطور حتى يلبي احتياجات دارسي الكليات الأزهرية وفقًا لمتطلبات كل مرحلة.

فيما أوضح ممدوح على عضو مجلس إدارة  اتحاد الناشرين المصريين وصاحب دار الحرم، من مواليد درب الأتراك بأنه عاش وتربى بالمنطقة ، وأنها تمتاز بموقعها المتميز خلف  الجامع الأزهر ، كما تقع بالقرب من جامعة الأزهر التي تضم 14 كلية كل كلية متوسط عدد طلابها 3000 طالب من جنسيات مختلفة، جاءت تستقي العلوم التراثية من جامعة الأزهر، وأضاف أن الأتراك ممن عملوا في المنطقة مازالوا معروفين بالاسم لدى سكان المنطقة، مشيرًا إلى أن منطقة درب الأتراك اشتهرت بوجود المطابع المنيرية التي تعد من أقدم المطابع على مستوى جمهورية مصر العربية .

مناشدة للمسئولين

ويناشد ممدوح على الدولة ممثلة في الهيئات والوزارات المعنية بالنشاط الثقافي مد يد العون  للعاملين في مجال نشر وطباعة كتب التراث الإسلامي بالمنطقة مما يساعد على وضع المنطقة على خريطة  المناطق التراثية العالمية مما يساعد على انتعاش حركة السياحة الثقافية ويخدم النشاط الاقتصادي للدولة .

فيما أكد محمد السقا مدير التسويق ومسئول المبيعات بدار ابن الجوزي أن  منطقة درب الأتراك تعد سوقًا عالمية مهمة لنشر الثقافة الإسلامية في جميع أنحاء العالم ، موضحًا أن المنتج الثقافي ممثلًا في كتب التراث وأمهات الكتب المعرفية مطلوب ويلقى قبولاً كبيرًا من رواد المنطقة من شرق آسيا وأوروبا، والقارة الإفريقية.

وأضاف أن المنتج التراثي والمعرفي لا يقف عند الرواد الوافدين فقط إنما استطاع تحقيق مكانة مرموقة في الأسواق العالمية ، وخاصة في الخليج وشرق آسيا وأخيرا في الكثير من الدول الإفريقية .

على مستوى العالم

والتقط أطراف الحديث أحمد سعيد صاحب دار ابن الهيثم مؤكدًا أن درب الأتراك من أهم المناطق التي تنتج كتب التراث الإسلامي على المستوى العالمي، وأضاف أن طلاب جامعة الأزهر يقومون بدور كبير لنشر الوعي بدولهم عن أهمية المنطقة كمنارة لنشر التراث  الإسلامي على المستوى العالمي .

وتوجه عادل كامل صاحب دار العقيدة باللوم على المصريين في الاهتمام باقتناء أجهزة المحمول والافتخار بها وعدم الاهتمام بتطوير ودعم المناطق المؤثرة في إنتاج ونشر التراث الإسلامي وقال  متسائلا نحتفل بأن المحمول في يد الجميع  فمتى نحتفل بأن الكتاب في يد الجميع ؟

كتب التراث

ومن جانبه أوضح محمود عبدالوهاب صاحب دار الخطابة أن التعاون مع اتحاد الناشرين يساعد القائمين على إنتاج كتب التراث الإسلامي بالمنطقة على توصيل التقافة الإسلامية داخل مصر وخارجها ، مشيرًا إلى أنه في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وفي إطار مواكبة التطور التكنولوجي  يسعى القائمون على هذا النشاط بدرب الأتراك إلى أن يكونوا على مستوى الحدث في محاولة تغطية جميع الفعاليات الخاصة بالتراث بنشر التراث الإسلامي داخل وخارج البلاد .

سامي الطرابيشي صاحب دار الروضة  للدراسات الإنسانية ذكر أن القائمين على هذا النشاط بدرب الأتراك يعملون في نشاط راقٍ يخاطب العقول الراقية، وأضاف أن  الناشرين  العرب تعلموا من الناشر المصري الذي يحظى بالاحترام والتقدير من الناشرين في مختلف الدول العربية والإسلامية .

وللنهوض بهذه المنطقة وبمهنة النشر والتوزيع بصفة عامة أكد ضرورة  مد يد العون من جانب الجهات المعنية بالدولة لتنظيم الناشرين المصريين في إطار الأنشطة النقابية خلال إقامة نقابة عامة تضم جميع العاملين بالنشر والتوزيع والتعبير عن مشاكلهم ومساعدتهم على ترويج المنتج الثقافي المصري ممن ينعكس بشكل إيجابي على النشاط الاقتصادي المصري .

وأوضح عبدالباقي طه مدير مؤسسة زاد للنشر والتوزيع أن جميع الدول المهتمة بالتراث الإسلامي  حريصة على ضرورة اشتراك الناشرين المصريين في المعارض الدولية التي تنظمها هذه الدول ، وأكد ضرورة الترويج للنشاط الثقافي داخل الدول ، وأضاف أنه من الممكن تنظيم الرحلات لمختلف الجهات والهيئات وطلاب المدارس للاستفادة من  الأماكن التراثية والأحداث ذات الطابع الثقافي.

ومن جانبه أوضح محمد عويس صاحب دار الصفا  أن دور النشربمنطقة درب الأتراك تهتم  بتطوير جميع كتب التراث الإسلامي ، موضحًا أنه تتم الاستعانة بالمتخصصين في تقديم شروح جيدة لأمهات الكتب التراثية لتلبية متطلبات الأسرة المصرية بالكامل وفقًا لما يناسب مختلف الفئات العمرية.

[embed]https://youtu.be/Ip8OsH0ep3U[/embed]

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2