أكد الدكتور أيمن الرقيب أستاذ العلوم السياسية بـ جامعة القدس، على أن كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الجمعة، بشأن الهدنة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، والتي أشار فيها إلى أن لابد من حل الدولتين، حملت كلمته الكثير من المعاني، في موضوع حل الدولتين ولكن دون وضع أي آليات واضحة في هذا الشأن، وهذه هي مشكلة السياسة الأمريكية 75 عامًا من إدارة الصراع دون وضع آلية؛ واليوم في دولة الاحتلال لا يوجد شريك يقبل بفكرة حل الدولتين، لا الحكومة أو حتى المعارضة، ولكن الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تكبح جماح الاحتلال وتفرض عليه حلول وتلتزم إسرائيل بها هي الولايات المتحدة الأمريكية فقط.
وأضاف في تصريح خاص لـ"بوابة دار المعارف": "وما يحدث منذ 7 أكتوبر الماضي، وحتى الآن يجب أن يدفع باتجاه صناع القرار في العالم بضرورة وضع حد لهذا الصراع، وليس إدارته كما يحدث من 75 عامًا وإلى الأن، ويجب أن تبدأ الخطوات العملية لذلك، وإن لم يتم وضع حلًا عادلًا للقضية الفلسطينية، فإن ما حدث في 7 أكتوبر سيحدث أصعب منه بكثير بعد عدة سنوات، وحتى وإن استمرت الأزمة فترات طويلة، وما يقوم به الاحتلال في غزة ماهو إلا صناعة كراهية جديدة، يكفي إن أعداد الأطفال الذين أصبحوا دون أب ولا أم؛ جراء استشهاد آبائهم وأمهاتهم على يد الاحتلال، وصل لـ 18 ألف طفلًا يتيامًا".
وتابع: "وإذا استمر الاحتلال في شن حربه الغاشمة سيصبح هؤلاء الأطفال مقاتلين في المستقبل، وسيكونوا أعند من المقاتلين الذين نفذوا عملية «طوفان الأقصي»؛ لأن جزء من منفذي هذه العملية كان فقد ذويه في الحروب المتواصلة على غزة من قبل الاحتلال، وبالتالي صناعة هذه الكراهية لن تجني إلا مزيدًا من العنف في المنطقة، ونحن في فلسطين لسنا داعاة العنف بل دعاة سلام، لذلك على المجتمع الدولي أن يقر أن آن الآوان للشعب الفلسطيني، إن يكون له الحق في العيش بسلام في هذه المنطقة، وما دون ذلك ماهو إلا تجسيدًا لعنفًا جديدًا".
وأشار إلى أن فكرة حل الدولتين ضرورة قصري، وهذا ما أكد عليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد، أمس الجمعة، مع رئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا، بشأن الوضع في غزة، والذي تناول فكرة حل الدولتين، وأقل تقدير أن يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وتصبح عضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، وهذا سيغير شكل الصراع الدبلوماسي في المؤسسات الدولية، وهو ما يمكنها من المطالبة كـ دولة عضو في الأمم المتحدة، بمحاكمة دولة عضو أخر بضرورة الضغط عليها للانسحاب من الأراضي التي تحتلها، وهي أراضي الدولة الأخرى في الأمم المتحدة، هذا تحت بند «متحدون من أجل السلام»؛ وبذلك سيتم الضغط على الاحتلال بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذه محاولة لتحريك هذا الملف في ظل استمرار اليمين الإسرائيلي بالسيطرة على فلسطين.
وأوضح أن الهدنة التي بدأت، أمس، ومدتها 4 أيام، هي هدنة مؤقتة، وبعد أن تنتهي سيعود الاحتلال بمهاجمة غزة مرة أخرى كما أعلنوا أكثر من مرة على لسان قادة جيش الاحتلال، وكل ذلك يهدد بشكل أساسي بأن الحرب ما زالت مستمرة على قطاع غزة، وحتى الرئيس "بايدن" تحدث في ذلك وأكد أن فكرة انتهاء الحرب غير واضحة، هو تحدث في عملية السلام فقط، دون وضع هدفًا أو موعدًا لإنهاء الحرب على الشعب الفلسطيني، الذى فقد ما يصل لـ 20 ألف سهيدًا، وهذا العدد لم تخسره فلسطين من أرواح شعبها خلال سنوات الجروب المتواصلة عليها، ونتمنى أن يكون هناك حراكًا لوقف هذه الحرب؛ خاصةً أن الهدن عادةً تطفئ نار الحروب، ولكن المطلوب أن يكون هناك جهدًا دوليًا لوقف عملية القتل الممنهجة على الشعب الفلسطيني.