كتبت: نورهان أبو السول
أجازة عيد الضحى المبارك رسميًا ثلاثة أيام إلا أنها عند بعض المصرين سوف تتجاوز التسعة أيام، ليس فقط عند أرباب الأعمال والمهن والحرف الخاصة، ولكن أيضا لدى الموظفين، الذين بدأوا أجازاتهم منذ أول أمس الجمعة، وغابوا الأحد لـ "يلضموا" اليوم مع بدء الأجازة الرسمية، وسوف يفعلون ذلك مع يوم الخميس ليلضموه مع تالأجازة الاعتيادة، (الجمعة والسبت القادمين) على أن ينزلوا لأشغالهم يوم الأثنين بعد القادم (27/8) وعليكم خير.
وما سبق ليس إلا موروث لحالة الكسل التى أصابت المصريي، منذ زمن ليس بقصير، إضافة إلى إحساس أبناء بحرى، وقبلى المغتربين عن مسقط رأسهم فى محافظات الصعيد والدلتا، للحنين إلى مسقط رأسهم، والتزاور وإقامة المناسبات الاجتماعية في أوقات الأجازات.
"دار المعارف" ناقشت المواطنين للكشف عن البعد الاجتماعي والاقتصادي لهذا السلوك المتكرر فى مثل هذه المناسبات.
الموظفون.. ومساوئ العمل
يقول محمد ربيع أمين حزب المؤتمر أن الشعب المصري من أكثر الشعوب حبًا للأجازات، موضحًا أن السبب في ذلك يرجع إلى مساوئ العمل في القطاع الخاص حيث يعاني العاملين من الكثير من الضغوط النفسية، علاوة على تدني الأجور مما يجعل من الأجازة فترة للاستجمام بعيدًا عن هذه التوترات .
فيما ذكر حسام مصطفى موظف حكومي ان السبب في ذلك يرجع إلى المشكلات العامة التي يواجهها الموظفون في طريقهم إلى أعمالهم والعودة ، مشيرًا أن هذه المشكلات من أهمها الزحام وبلطجة سائقي الميكروباص الذين أصبح غالبيتهم ممن يقطعون المسافة لمضاعفة تسعيرة الركوب وهو ما يحمل العامل أعباء مادية وعصبية تجعله يفضل زيادة أيام الأجازات .
وقال محمود الحناوي لـ "دار المعارف" إن تلاعب المديرين والاعتماد على أهل الثقة مازال السبب الأكثر تأثيرًا على تراجع الرغبة في العمل عند الكثيرين .
أرباب الحرف
وبعيدا عن الموظفين فإن الأجازة تعد سلوك محبب من جانب أرباب الحرف بكافة، مثل " ميكانيكى وسمكرى وكهربائى السيارات، وباعة الخضر والفاكهة ولكن الأسباب مختلفة فهؤلاء يمنحون أنفسهم أجازة من أعمالهم لعدة أسباب منها ما ذكرته أم شروق بائعة فاكهة التي أكدت أن تأخذ أجازة من العمل مع زوجها إسبوعين فقط في العام اسبوع في عيد الفطر والأخر في عيد الأضحى وذلك للسفر والإطمئنان على أهلها في صعيد مصر .ويقول بلال بائع خضروات أنه لا يحب الأجازة إلا أصحاب المزارع والسائقين يعطون أنفسهم أسبوع كامل كأجازة للاستجام فترة العيد .
وهذا ما أكده العشرات من الباعة وأصحاب محلات العلافة والسوبر ماركت.
آلاعيب
وتعقيبًا على تفضيل المصريين للأجازات أوضح د. رشاد عبده الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري أن آلاعيب العاملين بالقطاع العام للحصول على أكبر عدد ممكن من الأجازات وزيادة أجازات الأعياد يؤثر سلبًا على أوضاع الاقتصاد المصري، مؤكدًا أن رغبة الموظفين في زيادة أيام الأجازات وخاصة أجازات الأعياد يضر بمسيرة الاصلاح الاقتصادي والتنومي التي تسلكها الدولة المصرية في الحقبة الراهنة .
وأضاف عبده أنه على مستوى الدول المتقدمة، فإن السائد هو تقليص عدد الأجازات لخدمة الأنشطة الإنتاجية .
تغيير ثقافة العمل
ويتفق د. مختار الشريف أستاذ الاقتصاد جامع طنطا مع الرأي السابق، ويضيف أنه من الضروري تقليص عدد أيام الأجازات بصفة عامة للاسهام بشكل إيجابي في دفع مسيرة العمل، لخدمه أهداف برنامج الاصلاح الاقتصادي والتنمية المستدامه الذي تعكف الدولة المصرية على تطبيقه .
ويؤكد د . الشريف على أهمية أن تتبنى جميع مؤسسات الدولة ثقافة مجتمعية جديدة تؤكد أهمية الإعلاء من قيمة العمل مواكبًا لمساعي الدولة في تحقيق المستهدف من سياسات التنمية المستدامة ، مشددًا على الدور الذي يجب ان تلعبه وسائل الإعلام في خدمه هذا التوجه .