وكالات
أكدت الصين، اليوم الاثنين، موقفها الثابت والدائم حيال تأييد التسوية السياسية للأزمة في سوريا، مشددة في الوقت نفسه على أنه ليس لها أي تواجد عسكري على الأراضي السورية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لمبعوث الصين الخاص إلى سوريا السفير “شيه شياو يان” بمقر وزارة الخارجية الصينية، للحديث عن موقف الحكومة الصينية إزاء القضية السورية.
وقال شيه شياو يان “إن موقف الصين من سوريا ثابث، حيث كانت بكين من أوائل الدول التي أعلنت تأييدها للتسوية السياسية، وإنها ملتزمة دائما بهذا الموقف، وإن الصين تؤمن أن أمن وسيادة واستقرار سوريا أمر مهم، وإن مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري بنفسه، وأن تكون الأمم المتحدة القناة الرئيسة لأي جهود وساطة”، داعياً جميع الأطراف المعنية في سوريا بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة وأن يكون الحوار أساساً للحل هناك.
وأوضح أن ما أثير في وسائل إعلام في السابق عن استعداد بكين للمشاركة بقوات في سوريا، عار تماماً عن الصحة، وتم تصحيحه من جانب وسائل الإعلام، خاصة وأنه يتعارض مع موقف الصين من الملف السوري الداعم بقوة للتسوية السياسية، والرافض لكل أشكال الإرهاب، والحريص على الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.
وأضاف شيه شياو يان أن الصين تقوم بدور حيوي وإيجابي في المحافل الدولية للترويج وتعزيز التسوية السياسية للأزمة السورية، فضلاً عن مشاركتها بفاعلية في مؤتمرات السلام ذات الصلة، ودعوتها لوفود من الحكومة السورية والمعارضة إلى الصين لذات الغرض.
وتابع مبعوث الصين الخاص إلى سوريا السفير “شيه شياو يان” أن بلاده مهتمة جداً بالوضع الإنساني في سوريا، وأنها في سبيل ذلك قدمت إسهامات لتخفيف الوضع عن الناس الذين يعانون هناك، حيث أعلن الرئيس الصيني “شي جين بينج” في يوليو الماضي في افتتاح أعمال منتدى التعاون الصيني العربي في بكين تقديم مساعدات إنسانية جديدة إلى سوريا ودول إقليمية أخرى.
وأشار إلى أنه بالنسبة لإعادة الإعمار في سوريا، فإن الصين قدمت جهودا إيجابية في هذا الصدد، وأن بكين أبدت استعدادها لتقديم المزيد من الدعم لسوريا شريطة ضمان أمن وسلامة المواطنين الصينيين هناك.
وقال مبعوث الصين الخاص إلى سوريا السفير “شيه شياو يان” -خلال مؤتمر صحفي اليوم الاثنين بمقر وزارة الخارجية الصينية- إنه خرج بعدد من الملاحظات خلال جولته في المنطقة نهاية يوليو الماضي من بينها إن التسوية السياسية كانت التطلع الرئيس لجميع الأطراف، الذين أكدوا عدم جدوى الحل العسكري في أزمة قائمة منذ سبع سنوات، وإن الحكومة والمعارضة السورية أبدوا معارضة قوية لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لسوريا، وشددوا على ضرورة احترام وحدة وسيادة واستقلال البلاد.
وأضاف “شيه شياو يان” أن الملاحظة الثانية من الزيارة هي تأكيد الجميع ضرورة الاستمرار في محاربة الإرهاب حتى النهاية، مشيراً إلى أنه رغم وجود تقدم إيجابي حققه المجتمع الدولي في الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي والجماعات الإرهابية الأخرى إلا أن هناك بعض الجماعات في الداخل تحاول إعادة تنظيم نفسها وإرهابيين في الخارج ينتظرون الفرصة لدخول سوريا.
وأكد “شيه شياو يان” أن الحل العسكري ليس كافياً وحده للقضاء على الإرهاب نهائياً، حيث يجب التعاطي معه بشكل شامل من حيث الأعراض والأسباب واجتثاث جذوره نهائياً بتضافر الجهود عسكرياً وأمنياً ومالياً وإعلامياً وأيديولوجياً لتدمير البيئة الخصبة التي ينمو فيها.
وتابع “شيه شياو يان” أن الملاحظة الثالثة تمثلت في استشعار وجود تحرك وحرص على حل مشكلة اللاجئين السوريين، لافتاً إلى أن هناك حالياً أعداداً كبيرة من اللاجئين داخل وخارج سوريا يريدون العودة إلى منازلهم مع تحسن الأوضاع في البلاد، غير أن هناك صعوبات تحول دون ذلك وتتمثل في عدم جاهزية العملية التعليمية وعدم وجود فرص عمل، ما يستدعي تسريع العملية السياسية وبذل المزيد من الجهود لتحسين حياة الناس عبر التنمية لتمكين اللاجئين من العودة بمساعدة ودعم من المجتمع الدولي.
وحول عدد المقاتلين التابعين للجماعات الإرهابية في سوريا، شدد مبعوث الصين الخاص إلى سوريا السفير “شيه شياو يان” على أن الإرهاب عدو مشترك للإنسانية، وأن الجماعات الإرهابية اشتركت في عمليات وأنشطة إرهابية أضرت باستقرار عدد من الدول، ما يستدعي تضافر الجهود للقضاء على الإرهاب، مشيراً إلى معارضة بلاده بشدة للإرهاب وجميع أشكاله، ودعوتها جميع الأطراف في سوريا إلى بذل الجهود الكافية لمواجهة الإرهاب حفاظا على الأمن والاستقرار هناك.
وبالنسبة لوجود تدخلات من بعض الدول في سوريا، قال “شيه شياو يان” إن المجتمع الدولي يجب أن يبذل جهودا لدعم التسوية السياسية في سوريا، وإن تدخل الدول يجب أن يكون قاصرا على وقف أعمال العنف، ودعم جهود مكافحة الإرهاب، وتعزيز محادثات السلام والتسوية السياسية.
وأضاف أن هناك تغيرات كبيرة بالنسبة للوضع الحالي في سوريا مقارنة بأوقات سابقة، حيث إن الحرب ضد تنظيم “داعش” والجماعات الإرهابية الأخرى مستمرة، وإن التسوية السياسية للأزمة حظت بشكل عام بحالة من الزخم وإن كانت هناك بعض التحديات لاسيما المخاوف من حدوث انقسامات داخل سوريا، داعيا المجتمع الدولي لاستغلال الفرصة الحالية لتعزيز الحل السياسي في سوريا.
وعن الضمانات التي تحتاجها الصين لأمن وسلامة الصينيين حال المشاركة في جهود إعادة البناء في الوقت الذي توفر دول أخرى تشارك في مثل هذه الجهود قواتًا لحماية مواطنيها، أكد “شيه شياو يان” أن إعادة البناء عملية منظمة ومنهجية وتتضمن العديد من المراحل كالسياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن بيانات الأمم المتحدة تتحدث عن الحاجة إلى أكثر من 300 مليار دولار لإعادة بناء سوريا.. قائلاً: نأمل أن يعطي المجتمع الدولي دورا مهما لعملية إعادة البناء.