أوضح الدكتور أيمن الرقيب أستاذ العلوم السياسية ب جامعة القدس والقيادي بحركة فتح الفلسطينية، أن السبب وراء تغير وجهة النظر الأمريكية والدولية تجاه القضية الفلسطينية لم يكمن في تغير الموقف ذاته بشكل كامل، أمام مشهد جرائم الاحتلال المتواصلة على الشعب الفلسطيني، دون توقف، ولكن الأمريكان أصبحوا يروون أن لابد من إدخال المساعدات الغذائية، ووقف الهجوم وعمليات القتل الممنهجة للشعب الفلسطيني خاصةً أن الأسلحة المستخدمه في هذه الحرب هي أسلحة أمريكية، والهدنة المنفذة الآن والتي في يومها الرابع، هي هدنة في الأساس أمريكية، حاولت السياسية الأمريكية تنفيذها ولكن الاحتلال رفض ذلك، ولكن نضجت هذه الهدنة بشكل رسمي بالمطالبة المصرية القطرية.
وأضاف في تصريح خاص لـ«بوابة دار المعارف»: "والأمريكان تحدثوا عقب مرور 20 يوم من بدء الحرب، أن لابد من عدم استهداف المدنيين، وإدخال المواد الغذائية والطبية إلى قطاع غزة؛ خاصةً في ظل احتجاز مجموعة من الأمريكان المزدواجين الجنسية، بين 12 إلى 15 فرد ضمن المحتجزين، لدي حركة حماس، مشيرًا إلى أن الحديث المتواصل من قبل الولايات المتحدة بشأن عمليات السلام بين الجانبين وحل الدولتين، لا يحمل أي نوع من الجدية؛ لأن فكرة حل الدولتين التي يتحدثوا عنها الآن، سبق وطُرحت من قبل الأمريكان منذ فترة طويلة، لكن دون وضع آلية تنفيذ واضحة، ولا يوجد شريك إسرائيلي يقبل بأي صورة، هذه الفكرة على الإطلاق".
وعن تمديد الهدنة، قال: "اتوقع أن يتم تمديد الهدنة كما تم الاتفاق عليه، كل 10 إسرائيلين يتم تمديد عليهم يوم هدنة أمام 30 أسير فلسطيني، موضحًا أن الآن التركيز على إطلاق سراح الأطفال والنساء، ولكن في المرحلة القادمة سيتم إطلاق سراح رجال مدنيين بشكل عام، شباب أو كبار في السن، ولكن هذا الأمر سينفذ في حالة التمديد، ومن المرجح أن تكون فترة التمديد من 3 إلى 4 بحد أدنى؛ لأن سيكون في حوزة المقاومة من 30 إلى 40 أسير مدني يتم بناءً عليه إطلاق سراح كل 10 أفراد من الإسرائيليين أمام 30 فردًا فلسطيني في اليوم الواحد".
وعن سخط بعض الإسرائيليين غير أهالي المحتجزين بشأن الهدنة، أوضح: "المجتمع الإسرائيلي متقلب المزاج، وغير ثابت على رأي، ففي تسعينات القرن الماضي كان يدعي أنه يميل إلى السلام، والآن لا يميل إلا للعنف، ولكن كل ما يحدث داخل الشارع الإسرائيلي؛ هو نتيجة حالة الاحباط التي انتابت الجميع؛ لأن الدولة التي يتفاخروه بها بإمكانياتها التكنولوجية، وأسلحتها، وبحصارها لقطاع غزة، تنهار قوتها، أمام التنظيم الفلسطيني وحده، هذا هو سبب حالة الغضب من البعض غير أهالي المحتجزين بشأن الهدنة، وهذا الضغط والغضب هو موجه لنتياهو شخصيا، وملفاته الفاسدة أصبحت تفتح من جديد؛ جراء ما يحدث منذ 7 أكتوبر، خاصةً أن كل يوم تخرج تسريبات أمنية تؤكد أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي لم يكن على قدر التحدي كما كانوا يدعوا، وكان لديهم معلومات عن «طوفان الأقصي» ولم يكترثوا لهذا".