القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله -سبحانه وتعالى- على محمد -صلى الله عليه وسلم- هداية ورحمة للنّاس جميعاً، وهو كتاب الله الخالد، وحُجّته البالغة، وهو باقٍ إلى أن تفنى الحياة على الأرض، وفيه أنزل الله -عزّ وجلّ- شريعته وحُكمه التامّ الكامل؛ ليتّخذه النّاس شِرْعةً ومنهاج حياة، وهو معجزة محمد -صلّى الله عليه وسلّم- التي عجز الجنّ والإنس جميعاً.
فقد نزل القرآن الكريم إلى بيت العزة في السماء الدنيا، وذلك في ليلة القدر من شهر رمضان، وقد دل على ذلك قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}، ثم تتابعت الآيات بالنزول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال 20 عاماً، وقد كانت الآيات التي تنزل تتناسب مع المواقف والأحداث التي تحصل، كما أن لها سبباً وحكمة، فقد كانت تنزل آية واحدة أو بضع آية، أو عدة آيات تتحدث عن موضوع واحد.
وفى هذا الصدد قال الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى في دار الإفتاء: إن العرب لم تكن تتكلم بلهجة واحدة، وإنما كان هناك خلاف بينهم في لهجاتهم وفي طرق نطقهم، فمنهم من يتحدث بالهمزة، ومن من يتساهل في نطقها، ومنهم من يميل الحروف ومنها من يرققها ومنهم من يفتحها.
وأضاف العجمي: أن القرآن الكريم، نزل في معظمه وفي مجمله بلغة قريش وهي لغة أهل الحجاز ولغة أهل المدينة ومكة والطائف.
وأكد العجمي، أن الصحابة كانوا من بني لهجات مختلفة، ولهذا قرئ القرآن بلهجات مختلفة، لئلا يشق عليهم قراءة القرآن، ويقول الله تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر)ٍ.
ويقول النبي (أنزل هذا القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف) وفي المرة الأخيرة التي عرض عليها جبريل القرآن على النبي، أقر حرفا منها وهو الذي نتلوه إلى الآن مع اختلاف بين القراء فيه في مسائل التحقيق والإدغام وغيرها مما لا يفسد المعنى أو يزيله.