تسير جامعة القاهرة بخطوات واثقة نحو جامعات الجيل الرابع، من خلال إدخال تخصصات دراسية مواكبة للتطورات الحالية وقادرة على الاشتباك مع مفردات عصر الثورة الصناعية الخامسة، والتوسع فى برامج تخصصات وظائف المستقبل ومنها برامج البيانات الضخمة والريبورتات والبلوك تشين، والأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، بما يلبى احتياجات كافة الطلاب ويؤهلهم لسوق العمل العالمي، ولعل افتتاح جامعة القاهرة الدولية يُعد خطوة استباقية فى منظومة التعليم العالى فى مصر كونها أول جامعة دولية من رحم الجامعات الحكومية قائمة على الشراكة مع جامعات عالمية مرموقة وبالتالى تساهم فى الانتقال بالتعليم الجامعى نحو العالمية، كما حققت الجامعة خطوات مشرفة فى التصنيفات العالمية للجامعات، وفى مجال النشر الدورى، كما تولى ملف البحث العلمى أهمية كبيرة.
وبعيدا عن محراب التعليم، استمرت الجامعة فى دورها القومى بدعم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية من خلال تنظيم حملات للتبرع بالدماء ومشاركة مستشفيات الجامعة فى علاج مصابى غزة.. «أكتوبر» التقت د. محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة فى حوار تناول ملفات عدة أبرزها التخصصات الجديدة فى الجامعة ومردود الفرع الدولى على الطلاب الوافدين، وتفاصيل مشروع تطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية ودورها فى مواجهة التحديات القومية، ودور الجامعة فى التعامل مع الطلاب غير القادرين ماديا، فضلا عن الأنشطة الطلابية وتفريغ مواهب جديدة وخطة تطوير المستشفيات الجامعية وغيرها من الموضوعات .. إلى نص الحوار.
ما أبرز الكليات والتخصصات الجديدة هذا العام؟
لدينا نحو 26 كلية ومعهدا، ونجحنا خلال السنوات الأخيرة فى استحداث وتطوير أكثر من 300 برنامج دراسى فى عدد من الكليات بنظام الساعات المعتمدة والتعليم الإلكترونى المدمج والنظام الأوروبى وفق المعايير العالمية واحتياجات سوق العمل وتوجهات الدولة، ومنها برامج البيانات الضخمة والريبورتات والبلوك تشين، إلى جانب استحداث برامج فى التخصصات البينية، حيث استحدثنا أول برنامج بكالوريوس فى الشبكات والأمن السيبراني، وأول بكالوريوس فى الذكاء الاصطناعي، ونهتم بالتوسع فى برامج التخصصات الحديثة والبينية و وظائف المستقبل، بما يلبى احتياجات كافة الطلاب ويؤهلهم لسوق العمل العالمى بدرجة كبيرة من الكفاءة والتميز،كما أننا بصدد إنشاء 3 كليات جديدة وهى الطاقة الجديدة والمتجددة، وعلوم تكنولوجيا الفضاء، وتطبيقات الذكاء الاصطناعى والروبوتات.
ما أهمية خطوة جامعة القاهرة الدولية؟
تمثل الأهمية كونها أول جامعة برامج من رحم الجامعات الحكومية فى مصر بما يُعد نقلة نوعية فى منظومة التعليم العالى بمصر، كما يرجع العائد المادى منها للجامعة وللدولة المصرية، فضلا عن تنفيذها على أعلى درجة من الكفاءة والمواصفات والأكواد العالمية، وتمتلك إمكانيات تضاهى أعرق الجامعات العالمية، وتتضمن برامج دراسية بمواصفات عالمية مشتركة مع عدد متنوع من الجامعات ذات السمعة الدولية وبرامج كليات معتمدة من هيئات عالمية، حيث تجمع بين نظام البرامج والكليات وبالتالى تساهم فى خلق كيان أكاديمى جديد ومتكامل قائم على الشراكة مع الجامعات والهيئات الدولية ذات الثِقل العالمي.
كما تستهدف جامعة القاهرة الدولية الطلاب المصريين والوافدين العرب والأجانب والموهوبين والمتفوقين والمتميزين للحصول على تعليم عالمى تنافسي، بما يساهم فى تقديم خريجين ذوى قدرات تنافسية متميزة للعمل محليًا ودوليًا، وبالتالى يحقق لجامعة القاهرة دورها الإقليمى والعالمى الرائد لطلاب الدول الإقليمية والعالمية.
وماذا عن البرامج الدراسية بالجامعة الدولية؟
تضم 18 برنامجا دراسيا بالشراكة مع جامعات عالمية مرموقة بكل من المرحلة الجامعية الأولى «بكالوريوس وليسانس» ومرحلة الدراسات العليا، حيث تتضمن برامج مرحلة البكالوريوس والليسانس١٠ برامج، كما تضم 8 برامج بمرحلة الدراسات العليا.
ما دور الجامعة فى دعم الطلاب غير القادرين على دفع المصروفات وما هو حجم المساعدات؟
هناك خطة للتوسع فى دعم الطلاب غير القادرين من خلال صندوق التكافل الاجتماعى المركزي، وفقًا لقواعد تضمن العدالة الاجتماعية وتطبيق قواعد التكافل الاجتماعى ومساعدة كل من يستحق الدعم، وتشمل هذه الخطة التوسع فى الخدمات التى يقدمها الصندوق لطلاب الانتظام والانتساب الموجه وتقديم الدعم المباشر لهم وسداد الرسوم الدراسية والسكن الجامعي.
وتهتم الجامعة بالطلاب ذوى القدرات الخاصة والمكفوفين وتقديم الإعانات المالية والعينية لهم والمتمثلة فى شراء الأجهزة التعويضية والمقاعد المتحركة والسماعات الطبية، بما يساعدهم على استكمال دراستهم الجامعية بشكل أفضل ،كما تم تشكيل لجنة لدراسة وبحث إيجاد سبل جديدة ومناسبة لزيادة دعم الطلاب غير القادرين خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية العالمية.
بعد تحسين خدمات المدن الجامعية.. هل أدى ذلك إلى زيادة فى مصروفاتها؟
نهتم بتحسين البنية الأساسية ووسائل الإقامة والإعاشة للطلاب المغتربين فى المدن الجامعية، وتوفير الخدمات والأنشطة التى تجعل من المدن الجامعية أماكن معيشية فاعلة للطلاب، عبر تنفيذ عمليات تطوير ضخمة بالمدن الجامعية من أجل تحويلها إلى مدن جامعية ذكية ورفع كفاءة المنشآت والبنية الأساسية بها، ولم تطرأ أية زيادة على مصروفات الإقامة بالمدن الجامعية، مراعاة لظروف الطلاب وأسرهم، على الرغم من زيادة تكلفة الإقامة والإعاشة التى تتحملها الدولة والجامعة للطالب فى المدن الجامعية.
ما خطة الجامعة لتعريف الطلاب بالمشروعات القومية ومواجهة حروب الجيل الرابع؟
نحرص على تعريف الطلاب بالمشروعات القومية من خلال العديد من الإجراءات والأنشطة، أهمها تنظيم رحلات وزيارات ميدانية للطلاب بشكل دورى للمشروعات القومية الضخمة التى تبنت الدولة المصرية إنشاءها وتبرز حجم الإنجاز الذى تقوم به، بهدف زيادة وعى الطلاب بهذه المشروعات وتعريفهم بها وبالبيئة المحيطة والتحديات المرتبطة بها، ودعم روح الولاء والانتماء لديهم، وتنمية مداركهم للوطنية. كما أننا نعمل على تعزيز قدرة أبنائنا على مواجهة حروب الجيل الرابع من خلال عدة إجراءات، أهمها عقد سلسلة من الندوات التثقيفية والتوعوية واللقاءات، وحث الطلاب على تطبيق التفكير العقلى الناضج والناقد من خلال تدريس مقرر التفكير النقدى للطلاب لتزويدهم بمهارات التفكير وتطبيقاته فى مختلف المواقف والمجالات والمشكلات التى يواجهونها فى حياتهم العلمية والعملية، والعمل على تنمية قدراتهم ومداركهم، وذلك بهدف تعريف الطلاب بحروب الجيل الرابع، وتعزيز وعيهم بها وبمخاطرها، والعمل على بناء وجدانهم وعقولهم بشكل صحيح، وغرس روح الوطنية وتعميق الهوية المصرية لديهم، وبالتالى بناء جيل ذى فكر واع ورشيد لديه القدرة على مواجهة هذا النوع من الحروب.
كيف يتم دعم الأنشطة الطلابية والمسرح ونشر الثقافة والفنون؟
تحرص الجامعة على تفعيل خطة الموسم الثقافى والفنى للجامعة من خلال استضافة رموز الفكر والثقافة والسياسة والدين، بالإضافة إلى تم تكوين أول أوركسترا جامعة القاهرة، وإنشاء مسرح دولت أبيض وفقًا لأحدث التقنيات العالمية، ليكون منارة تدعم رسالة الفن الراقى وتساهم فى إحداث نقلة نوعية فى النشاط المسرحى والفنى الجامعي، حيث تهتم الجامعة بالعروض المسرحية، والتعاون مع مسارح الدولة فى تقديم عروض فنية هادفة، انطلاقًا من إيماننا بأهمية الفن ودوره فى تطوير العقل وبناء الوجدان، وبالتالى نحرص على نشر الفنون بين الطلاب ومشاركتهم فيها من خلال الأنشطة والمسابقات الفنية.
ما أبرز ما وصلت إليه جامعة القاهرة على صعيد منافساتها مع الجامعات العالمية فى التقييمات الدولية؟
نجحت جامعة القاهرة على مدار السنوات الأخيرة فى التقدم بشكل كبير وتحقيق طفرات غير مسبوقة فى التصنيفات الدولية لأفضل الجامعات العالمية، متصدرة الجامعات المصرية فى العديد من التصنيفات، ففى تصنيف QS الإنجليزى لعام 2023/2024 جاءت جامعة القاهرة فى المرتبة 371 عالميًا لأول مرة، واخترقت حاجز أفضل 50 جامعة عالمية فى عالمية فى هندسة البترول وإدراج 4 تخصصات ضمن أفضل 100 تخصص، وحققت قفزة كبيرة بنسبة 32% فى العلوم الاجتماعية والإنسانية وجاءت الأولى فى مصر والمرتبة 227 عالميا فى العلوم الاجتماعية بتقدم 115 مركزا، كما جاءت فى تصنيف QS للاستدامة لعام 2022 فى المرتبة من 201 - 220 عالميًا لأول مرة.
وتصدرت الجامعات المصرية فى التصنيف الإسبانى (ويبومتريكس) لعام 2023، وفى تصنيف US News الأمريكى لعام 2022 جاءت فى المرتبة 363 عالميًا متقدمة 29 مركزًا بنسبة 7.4% عن عام 2021، وفى تصنيف سيماجو الدولى تم إدراجها فى المربع الذهبى ضمن أفضل 25% جامعة عالمية، ودخلت فى تصنيف ليدن الهولندى ضمن أفضل 300 جامعة.
وفى تصنيف شنغهاى الصينى العام تصدرت الجامعات المصرية وجاءت الوحيدة المُصنفة ضمن أفضل 400 جامعة لأول مرة فى تاريخها بنسبة تطور بلغت 20% عن تصنيف الجامعة العام الماضى متقدمة 100 مركز دفعة واحدة، ومتجاوزة جامعات أمريكية وأوروبية ويابانية وصينية كبري، فضلا عن دخول 5 من التخصصات المميزة ضمن أفضل 100 جامعة فى إنجاز مصرى لأول مرة، مما وضعها ضمن أفضل 1% من جامعات العالم.
ما سر التقدم الكبير فى التصنيفات الدولية؟
هو نتاج خطة تنفيذية واضحة ومحددة هدفت شملت العديد من الإجراءات، أهمها توفير كافة الإمكانيات للتحول نحو جامعات الجيل الرابع للوصول إلى العالمية، وإتباع سياسات جامعات الجيل الرابع لتوظيف ما تملكه من إمكانات أساتذتها وعلمائها ومعاملها، والعمل على زيادة التعاون الدولى وبناء الشراكات مع الجامعات العالمية المرموقة من خلال برامج علمية مشتركة لزيادة الدرجات العلمية المشتركة، وإتاحة التبادل الأكاديمى والطلابي، واستقدام أساتذة أجانب.
ونجحنا فى إدخال برامج ونظم تعليمية جديدة بمعايير عالمية، والتوسع فى تخصصات وظائف المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والإعلام الرقمى والأمن المعلوماتي، والعمل على جذب الطلاب الوافدين، وزيادة فرص خريجى الجامعة فى الحصول على فرص عمل إقليمية ودولية، وزيادة فرص شباب الباحثين فى الحصول على منح للدراسات العليا بالخارج.
إقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر، اضغط هنـا