ليس ترويجًا لأسطورة البطل المُنقذ للوطن فى لحظة خطر راهنة، وليس ادعاءً بأنه ذلك المخلّص الوحيد لنا من شرور أعداء الداخل والخارج، لكن تفرض علينا "التجربة" أن نستفيد منها ومن معطيات الواقع، ومنح وتدابير القدر الخارجة عن إرادتنا جميعًا.
وليس تقليلاً أو تقزيمًا من الشخصيات المنافسة، لأن علوها يعطيه علوًا ويزيده احترامًا ويمنحه تقديرًامميزًا، بل يضيف ويحسّن من صورة الوطن كون لديه كيانات وقامات سياسية كبرى تستطيع أن تشغل مساحة فى غاية الأهمية لدى الدولة والمواطن وهي مساحة منصب الرئيس.
إذن فإن الحديث عن "مرشح الضرورة" يبدو متأخرًا بعض الشىء، حيث تأتى التجربة ببراهين وأدلة ترقى لمستوى القطع بأن المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسي الذى يخوض الآن تجربة الانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة، لم يعد "مرشح الضرورة" كما سبق ووصفه كبار المفكرين والسياسيين وفى مقدمتهم أستاذنا الراحل محمد حسنين هيكل، بل يصح أن يعدّل الوصف الآن بكونه "الرئيس الضرورة".
لقد كنا بالفعل نرى فى الفريق عبد الفتاح السيسي آنذاك "مرشح الضرورة" لكونه قادمًا من المؤسسة العسكرية التى تحظى بمكانة عظيمة فى وجداننا جميعًا كونها المؤسسة الوحيدة التى استطاعت وتستطيع على طول الخط الحفاظ على تماسك الدولة وحمايتها وصون ثرواتها ومؤسساتها وحدودها، ولما أظهره السيسي وقتها من شجاعة وإقدام وقدرة على التصدى للمشروع الإخوانى الظلامى الذى كان يخطط لجر مصر إلى عصور وعوالم غبراء، وأيضا لما امتلكه من قدرة على حماية الوطن والنجاة بسفينته من هلاك مخاطر وشرور ومؤامرات يحيكها أهل الشر فى الداخل والخارج.
التجربة والتاريخ يقولان إن السيسي قد فعلها، وراح ومعه المصريون كافة، يحطم كل القيود التى كبلت الوطن، وأرادت فى غفلة كبرى، أن تلقى به فى هوة سحيقة، لولا لطف الله وإخلاص المخلصين من أبنائه.. وشرعوا "قائد وشعب" فى تنفيذ وبناء حلم الجمهورية الجديدة فى دولة كاملة متكاملة وقوية وليست شبه دولة، تحت مظلة الشعار التاريخي"مصر أم الدنيا.. وهتبقى قد الدنيا".
أما الآن، فنرى فى المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسي "الرئيس الضرورة"، ليواصل تنفيذ المشروع الوطنى والبرنامج الإصلاحى الواقعى الذى تبناه وبدأه ومن خلفه الشعب المصرى ومؤسسات وأجهزة الدولة كافة، ولا تخطئ العين أدق تفاصيل هذا المشروع لأن صوره متعددة ومنتشرة فى كل ربوع الوطن.
ويشهد كل منصف وعاقل، أن ما حدث فى أقل من عشر سنوات، ما كان ليحدث فى أكثر من خمسين عامًا، وأن العثرات التى قابلت هذا المشروع وإن كانت فى معظمها لأسباب خارجة عن الإرادة، أو أسباب قادمة لنا من الخارج، فإنها أيضًا دليل على قوة ومتانة بنيان هذا المشروع الوطنى فلولا التأسيس الجيد، ما كانت مصر قد تحملت كل هذه الهزات، وهذه الأزمات التى تأتى إليها من الخارج فتؤثر بشكل كبير على الداخل.
إن الوطن فى الفترة المقبلة يحتاج منا جميعًا "قليلاً من التضحية" متحملين صعوبة الوضع الاقتصادى رابطين على بطوننا لصون كرامتنا وإطفاء شعور النصر والشماتة فى روح وعين أعدائنا، ويحتاج منا أيضًا "مزيدًا من الثقة" فى قائد مسيرة التنمية والعمران ليستكمل مشروعه الوطنى وينتهى من بناء حلمه وحلمنا جميعًا "الجمهورية الجديدة."
لحظة راهنة فى غاية الدقة والحساسية، تحتم علينا جميعًا أن نتحلى بكامل المسئولية، ونتحرك جمعًا.. جمعًا، نحو صناديق الاقتراع.. لنختار "الوطن".
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن.