السيكودراما.. العلاج بالمسرح!

السيكودراما.. العلاج بالمسرح!محمد رفعت

الرأى3-12-2023 | 18:24

السيكودراما أو العلاج بالتمثيل المسرحي، هو نوع من أنواع العلاج النفسى باستخدام التقنيات المسرحية، وتأخذ شكل ورشة تمثيل يلتقى فيها مجموعة من المرضى من أصحاب المشاكل المتشابهة، ويقوم الطبيب النفسى الذى يتحول فى هذه الطريقة العلاجية إلى مخرج بمساعدتهم فى تمثيل واقعة معينة كان لها تأثير سلبى فى الماضى عليهم أو تحدث لهم فى الحاضر، وتتم هذه التجربة اعتمادا بعفوية ودون تخطيط أو إعداد مسبق، مما يتيح عملية البوح بشكل صحى وتأكيد الذات والتحرر من الخجل وعبء الشعور بالذنب.

وتكرار الواقعة من خلال التمثيل يساعد المريض على الخلاص من الشعور بالكبت، فعندما يعيد الإنسان تمثيل الواقعة يتغلب على الأزمة ويصبح سيد الموقف، والمواجهة من خلال الدراما تساعد المرضى على مواجهة حالتهم التى يوجدون عليها فى الواقع والتعبير عن المواقف التى لا يرضون عنها بحياتهم.

وتتخذ هذه الورشة عدة مراحل: أولها مرحلة التسخين وهى المرحلة التى تساعد فى الاندماج بين المرضى وكسر الحاجز النفسي، بينهم كما تساعد فى اختيار البطل لهذا العرض ، ويكون البطل هو الشخص المكبوت نفسيا أما باقى المجموعة فتتمثل الأدوار المساعدة مثل "الزوجة، الأخت ، الإبن".

ويقوم البطل بتمثيل واقعة حدثت له بكافة تفاصيلها من أجل حل العقدة التى سببت له الكبت، أما الأنا المساعد أو الممثلون الآخرون فيمثلون أدوار الأشخاص الحقيقيين المحيطين بالبطل وربما يكونوا من نفس أسرته بالفعل.

أما المرحلة الثانية، فهى مرحلة التمثيل، وهى إعادة للأحداث وليس محاكاتها، والمرحلة الثالثة، هى التى يصل فيها البطل إلى حالة الاتزان، حيث يتعلم ردود فعل مختلفة لنفس المواقف، عن تلك التى فعلها من قبل، كما يتم سؤال المجموعة عن انطباعاتهم عن سلوك البطل ليتعلم منها.

وهناك أساليب متنوعة للعلاج بالـ"السيكودراما"، ومنها:

قلب الأدوار: والتى تساعد البطل على تقمص شخصية إنسان آخر فى حياته سبب له مشكلة أو أزمة ليستطيع أن يرى الموقف من وجهة نظر هذا الشخص.

أسلوب المرآة: حيث يقوم أحد أفراد الجماعة بتمثيل دور الشخص المريض أمامه ويتصرف مثله تماما ليرى نفسع كأنه ينظر فى مرآة للذات.

أسلوب النموذج: حيث يقوم شخص آخر بتمثيل دور المريض ولكن يتصرف بشكل نموذجى وعقلانى.

أسلوب الدوبلاج: حيث يقوم الشخص بتمثيل دوره الحقيقى ولكن بتعبير حركى وإيماءات فقط بينما يرافقه شخص آخر كظله ويقوم بترجمة هذه الحركات إلى كلمات مسموعة.

وهذه الطريقة فى العلاج النفسي، تستخدم على نطاق واسع فى بلاد العالم المتقدم، ولكنها لم تنتشر وتأخذ حقها من الاهتمام فى مصر حتى الآن، رغم أنها وسيلة أثبتت فعاليتها فى علاج العديد من الضغوطات والأمراض النفسية، وتكلفتها أقل بكثير من فاتورة العلاج عند الأطباء النفسيين التقليديين.

أضف تعليق