في ذكرى محاكمة زعماء الثورة العرابية.. كيف واجهت الثورة مصيرها الأخير؟

في ذكرى محاكمة زعماء الثورة العرابية.. كيف واجهت الثورة مصيرها الأخير؟زعماء الثورة العرابية

مصر3-12-2023 | 19:31

في مثل هذا اليوم في الثالث من ديسمبر 1882 ، كانت الثورة العرابية تنهي فصلها الاخير بالمحاكمة أمام من قامت من أجلهم الثورة فما حدث في تلك المحاكمة؟

الثورة تواجه جلاديها

اندلعت الثورة العرابية في 9 سبتمبر 1881 وانتهت بالفشل وبدخول الإنجليز مصر في 14 سبتمبر 1882 بعد هزيمة قوات عرابي أمام الإنجليز في معركة التل الكبير.

ثم ألقت الحكومة القبض على جميع زعماء الثورة، عدا السيد عبد الله النديم بعدما اختفى عن الأنظار ولم تستطع عيون الحكومة أن تصل إليه، وقبض على كبار الضباط المعروف عنهم التشيع ل عرابي أو الذين اشتركوا في حوادث الثورة، وامتلأت السجون بكبار المعتقلين، منهم: عرابي باشا، ومحمود باشا سامي البارودي، ومحمود فهمي باشا، ويعقوب سامي باشا، وعبد العال حلمي باشا، وعلي فهمي باشا، وطلبة باشا عصمت وحسن باشا الشريعي وزير الأوقاف في وزارتي راغب والبارودي، وعبد الله باشا فكري وزير المعارف في وزارة البارودي.

وفى يوم انعقاد المحكمة فُتحت الجلسة بأمر رءوف باشا كاتب الجلسة بتلاوة الحكم، فتلاه، وهو يقضي على عرابي بالإعدام، وتلا عقب صدور الحكم الأمر الخديوي بإبدال الإعدام بالنفي المؤبد، واستغرقت تلاوة الحكم وأمر الخديو بتعديله عشر دقائق، ثم انفضت الجلسة.

وحوكم زملاء عرابي الستة، وهم: محمود باشا سامي البارودي، ومحمود باشا فهمي، ويعقوب سامي باشا، وعبد العال حلمي باشا، وعلي باشا فهمي الديب، وطلبة باشا عصمت، بالطريقة التي حوكم هو بها؛ أي أنهم اعترفوا بجريمة العصيان، وقد رفض علي باشا الروبي أن يدافع عن نفسه بواسطة المستر برودلي، ورفض الإقرار الذي كتبه عرابي فلم يحاكَم معهم، وصدر الأمر بنفيه عشرين سنة في مصوع.

وفي 7 ديسمبر اجتمعت المحكمة لمحاكمة كل من: طلبة باشا عصمت، وعبد العال باشا حلمي، و محمود سامي باشا البارودي، وعلي فهمي باشا الديب، فحكمت عليهم بالإعدام، وتلا رئيس المحكمة أمر الخديوى بتعديله إلى النفي المؤبد أيضًا.

وفي يوم 10 ديسمبر حوكم محمود باشا فهمي ويعقوب سامي باشا، فحُكم عليهما أيضًا بالإعدام مع تعديل الحكم إلى النفي المؤبد.

وأصدر الخديو أمرًا في 14 ديسمبر بمصادرة أملاك الزعماء السبعة المحكوم عليهم وأموالهم، وحرمانهم حق امتلاك أي مِلك في الديار المصرية بطريق الإرث أو الهبة أو البيع، أو بأي طريقة ما مع ترتيب معاش سنوي لهم بالقدر الضروري لمعيشتهم، وقضى هذا المرسوم ببيع أملاكهم، وما ينتج من هذا البيع من صافي الثمن يخصص لسداد التعويضات التي ستعطى لمن أصيبوا في حوادث الثورة.

نفي عرابي

أما عن كواليس تنفيذ الحكم في عرابي وزملائه فقد اختارت الحكومة الإنجليزية جزيرة "سيلان" بالهند منفًى للزعماء السبعة، فاجتمعوا في سجن الدائرة السنية يوم 13 ديسمبر، ليتداولوا في تجهيز معدات الرحيل و25 ديسمبر نفذ في الزعماء حكم التجريد من رتبهم وألقابهم، بأن جمعوا في الساعة الثانية بعد ظهر ذلك اليوم في ساحة "قصر النيل" وتلا عليهم علي غالب باشا وكيل وزارة الحربية أوامر التجريد، وأعدت الحكومة لرحيل الزعماء الباخرة مريوتس "مريوط" وهي باخرة إنجليزية حمولتها 1400 طن، استأجرتها خصيصًا لنقل الزعماء وذويهم وحاشيتهم إلى جزيرة سيلان، وعاد أحمد عرابي من المنفى بعد عشرين عاماً في عام 1903 ومعه محمود سامي البارودي بعد 18 عاماً. عاد هذا الأخير من أجل إصابته بالعمى من شدة التعذيب وسوء صحته.

أضف تعليق