سلاح المقاطعة الشعبية الاقتصادية من أهم أدوات الشعوب لكبح جماح وأطماع الدول الكبرى وإجبارها على الرضوخ للقانون الدولي واحترام حقوق الشعوب فى تقرير مصيرها أمام خسائر شركات العلامات التجارية العالمية التابعة لهذه الدول، هذا ما أكدته تقارير صادرة عن وسائل إعلام عالمية رصدت خسائر شركات العلامات التجارية العالمية الأمريكية والأوروبية التابعة للدول الداعمة ل إسرائيل فى حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة.
أجمعت التقارير الإعلامية أن تأثير المقاطعة فى مصر هو الأقوى فى تكبيد شركات عالمية خسائر فادحة نتيجة لانفجار بركان غضب الشعب المصري احتجاجًا على الهجوم الوحشي لقوات إسرائيل على سكان غزة ومحاولة الإبادة و التهجير القسري لسكان القطاع، مما دفع هذه الشركات إلى الإسراع فى إعلان الحياد والتراجع عن مواقفها المنحازة ل إسرائيل ليسجل الشعب المصري موقفا شعبيا مؤيدا لقرارات وتحركات القيادة السياسية ومساعيها للوصول إلى وقف إطلاق النار والسعي بجدية نحو حل الدولتين.
وأكد تقرير أعدته وكالة «رويترز» مؤخرًا أن حملات المقاطعة الشعبية فى مصر بسبب حرب غزة هي الأكثر تأثيرا فى تكبيد الشركات الغربية، خاصة الشركات الأمريكية خسائر فادحة، لافتا إلى أن خسائر شركة مطاعم عالمية وفقا لبيانات أصدرها وكلاء الفروع فى مصر بلغت 70%، وذلك نتيجة للهبوط الحاد فى المبيعات نظرًا لأن غالبية منافذ سلسلة الوجبات السريعة أصبحت مهجورة نتيجة للغضب الشعبي المصري الذي عصف بالعلامات التجارية الغربية، وأشار التقارير إلى أنه رغم رفض شركة أخرى الإعلان عن خسائرها إلا أن المؤشرات تشير إلى تراجع مبيعات الشركة بعدد مماثل لتراجع مبيعات شركة المطاعم، وهو ما ينطبق على مبيعات شركة مشروبات غازية وشركة أغذية وباقي شركات المواد الغذائية العاملة فى السوق المصرية.
وصف تقرير «رويترز» حملات المقاطعة التي تعرضت لها شركات العلامات التجارية الغربية فى مصر وعدد من الدول العربية بأنها حملة مقاطعة شعبية عفوية إلى حد كبير بسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، لافتا إلى أن العلامات التجارية الغربية أكثر تأثيرا ب المقاطعة فى مصر تليها الأردن، وهناك دلائل على انتشار الحملة فى بعض الدول العربية الأخرى بما فى ذلك الكويت والمغرب، وأن المشاركة كانت متفاوتة ولم تظهر سوى تأثيرات طفيفة فى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأوضحت «رويترز» فى تقريرها أنه يُنظر إلى بعض الشركات التي تستهدفها حملة المقاطعة الشعبية فى مصر والدول العربية على أنها اتخذت مواقف مؤيدة لإسرائيل، وأن بعضها له علاقات مالية مع إسرائيل أو استثمارات هناك، مشيرة إلى أنه مع بدء انتشار الحملة، اتسعت دعوات المقاطعة المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي لتشمل عشرات الشركات والمنتجات، مما دفع المتسوقين إلى التحول إلى البدائل المحلية.
وفى ذات السياق، أوضح التقرير وفقا لروايات العديد من المواطنين المشاركين بحملات المقاطعة فى عدد من الدول العربية أن الشعوب العربية تعتبر المقاطعة إحدى الأدوات الفاعلة للتعبير عن الغضب الشعبي ورفض الممارسات الإسرائيلية وفرض عقوبات شعبية على شركات الدول المؤيدة لإسرائيل. ورصد التقرير بعض صور المقاطعة فى العديد من الدول العربية الأخرى، مشيرا إلى أنه فى الأردن، يتخذ المواطنون مواقف أكثر تشددا فى تشجيع المقاطعة، حيث يدخل المواطنون المؤيدون للمقاطعة أحيانًا إلى فروع هذه الشركات الأجنبية لتشجيع العملاء القلائل على الانتقال إلى أماكن أخرى.
وفى مدينة الكويت (العاصمة)، رصدت جولة فى سبعة فروع لهذه المطاعم أنها فارغة من الزبائن.
اقرأ باقي التقرير في العدد الجديد من مجلة أكتوبر، اضغط هنـا