قال صحفيون ان إسرائيل شنت غارات جوية مكثفة على جنوب قطاع غزة يوم الاثنين مما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين، بعضهم في المناطق التي طلبت إسرائيل من السكان الاحتماء بها.
وواصلت القوات و الدبابات الإسرائيلية شن حملة برية لاستهداف مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في جنوب القطاع بعد أن سيطرت على معظم أنحاء الجزء الشمالي المدمر الآن.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إسرائيل تجنب المزيد من الإجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي بالفعل في غزة وتجنيب المدنيين المزيد من المعاناة.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة "بالنسبة لمن صدرت لهم أوامر بالإخلاء، لا يوجد مكان آمن للذهاب إليه ولا يوجد سوى القليل جدا للبقاء على قيد الحياة".
وتدعو الولايات المتحدة إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهود لحماية المدنيين وقالت إن الهجوم الإسرائيلي في الجنوب يجب ألا تنتج عنه الخسائر "الفادحة" التي لحقت بالمدنيين في الشمال.
لكن السلطات الصحية في غزة قالت إن نحو 900 شخص قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية منذ انتهاء الهدنة يوم الجمعة.
وقال مسؤولون أمريكيون كبار يوم الاثنين إن من السابق لأوانه إجراء تقييم نهائي بشأن ما إذا كانت إسرائيل تستجيب للنصائح الأمريكية لاتخاذ خطوات ملموسة لضمان حماية المدنيين، لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية وصف بعض جوانب الهجوم في جنوب غزة بأنه "تحسن".
وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي ب البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل أن تتجنب مهاجمة المناطق التي حددتها السلطات الإسرائيلية على أنها مناطق "محظور قصفها" في غزة.
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، أمرت إسرائيل السكان بمغادرة مناطق من خان يونس المدينة الرئيسية في جنوب قطاع غزة. لكن السكان قالوا إن المناطق التي طُلب منهم الذهاب إليها تتعرض لإطلاق النار أيضا.
ونشر الجيش الإسرائيلي خريطة على منصة إكس للتواصل الاجتماعي تحدد نحو رُبع مدينة خان يونس باللون الأصفر الذي يشير إلى المناطق التي لا بد من إخلائها.
وشملت الخريطة ثلاثة أسهم تشير إلى الجنوب والغرب، مما يعني مطالبة السكان بالتحرك باتجاه البحر المتوسط ومدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية.
وحزم سكان مدينة خان يونس في غزة أمتعتهم وتوجهوا نحو رفح. وكان معظمهم يسيرون على الأقدام مرورا بالمباني المدمرة.
لكن مدير وكالة الأمم المتحدة ل غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) توماس وايت قال إن سكان رفح يُجبرون على الفرار.
وقال على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "الناس يطلبون المشورة بشأن أي مكان آمن. ليس لدينا ما نقوله لهم".
وفي الجزء الشمالي من القطاع، ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن 50 شخصا على الأقل قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرستين تؤويان نازحين في حي الدرج بمدينة غزة.
وشنت إسرائيل هجوما للقضاء على حركة حماس ردا على هجوم نفذه مسلحو الحركة في السابع من أكتوبر، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 آخرين، حسبما تقول إسرائيل. وهذا هو أكثر الأيام دموية في تاريخ إسرائيل الممتد منذ 75 عاما.
وأطلقت حماس سراح أكثر من 100 محتجز خلال هدنة استمرت أسبوعا. وتقول السلطات الإسرائيلية إن سبعة مدنيين وضابطا في الجيش برتبة كولونيل قتلوا وهم رهن الاحتجاز، بينما لا يزال 137 رهينة في غزة حالتهم غير معروفة.
أدى القصف الذي تعرض له أحد المواقع في رفح ليل الأحد إلى إحداث حفرة بحجم ملعب لكرة السلة في الأرض. وظهرت من تحت الأنقاض ساقان حافيتان لطفل صغير ميت وسراويل. وحاول رجال بصعوبة انتشال جسده عن طريق إزالة كتل الركام بأيديهم.
وظهروا في وقت لاحق وهم يهتفون "الله أكبر" بينما كانوا يحملون جثة الطفل إلى جانب جثة صغير آخر كانت ملفوفة ببطانية.
وقال صلاح العرجا، صاحب أحد المنازل المدمرة في الموقع "والله كنا نايمين في أمان... صاروا الأولاد الصغار والنساء والأطفال شهدا... ما فيش منطقة آمنة لا رفح ولا خان يونس ولا غزة".
وتتهم إسرائيل حركة حماس بتعريض حياة المدنيين للخطر عن طريق تنفيذ عمليات من مناطق مدنية، ومنها الأنفاق التي لا يمكن تدميرها إلا بالقنابل الكبيرة. وتنفي حماس ذلك.
وفر نحو 80 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي الذي حول معظم القطاع الساحلي المزدحم إلى أرض قاحلة.
وسيطرت القوات الإسرائيلية على جزء كبير من النصف الشمالي من قطاع غزة في نوفمبر تشرين الثاني، وتوغلت بسرعة في النصف الجنوبي منذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعا يوم الجمعة.
ويقول سكان إن الدبابات دخلت غزة من السياج الحدودي وقطعت الطريق الرئيسي بين الشمال والجنوب. وقال الجيش الإسرائيلي إن طريق الخروج من خان يونس إلى الشمال "يشكل ساحة معركة" وأعلنت إغلاقه الآن.
وقال قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي البريجادير جنرال هشام إبراهيم لراديو الجيش إنهم حققوا معظم الأهداف العسكرية في شمال غزة.
وقال "بدأنا توسيع المناورة البرية إلى أجزاء أخرى من القطاع بهدف واحد هو الإطاحة بجماعة حماس".