في إحدى لقاءاته القديمة في التلفزيون المصري، تحدث وحش الشاشة فريد شوقي عن حبه لبناته، حيث كان في ذلك الوقت لديه "منى" و"ناهد" ابنتيه من الفنانة الراحلة هدى سلطان، وأثناء حديثه قال أن لديه إبنة تعشق الفن وتحب الإطلاع عن كل ما يتعلق به، وكان يقصد بتلك الكلمات "ناهد" التي كانت حريصة أن ترافقه في جميع أماكن تصوير أفلامه وتتناقش معه في جميع أدواره، وكأن هذا الأمر أرثى لها أن تكون من أكبر منتجي الأفلام بالوطن العربي، إنها المنتجة الراحلة "ناهد فريد شوقي".
توفت ناهد فريد شوقي اليوم الثلاثاء، فقد استيقظنا جميعًا على خبر رحيلها المفاجىء، ولكنها تركت لنا إرث متنوع من الأفلام والعلاقات التي لا تفنى.
ونتحدث هنا عن علاقتها بوالدها الراحل الفنان الكبير فريد شوقي، والتي تحدثت عنها في إحدى لقاءتها التلفزيونية، وأكدت "ناهد" إنها كانت في سن صغير وتحديدًا بالمرحلة الإبتدائية من الدراسة، وقد كانت الأقرب لوالدها الراحل، وكانت تحب الفن كثيرًا وترافقه في أماكن تصوير أفلامه، وتتذكر إنها ذهبت معه تصوير فيلم "عنتر ابن شداد" والعديد من الأفلام الأخرى.
وقد كان من الممكن، أن يخرجها من المدرسة لتذهب معه مكان التصوير، حتى إنها تتذكر إنه قام بإرسال السائق إلى المدرسة ليستأذن لها بالخروج في أثناء اليوم الدراسي، لإنها سترافقه تصوير فيلم "كلمة شرف"، وبالفعل ذهبت معه في هذا اليوم بالزي المدرسي وكانت تقف بجوار المخرج حسام الدين مصطفى، لكي تشاهده أثناء التصوير، حتى أن المخرج بنفسه كان يعطي لها الأهمية رغم صغر عمرها، وكانت وقتها في المرحلة الإعدادية.
وكان يثق كثيرًا في رؤيتها الفنية رغم صغر عمرها، فقد كان يعرض عليها أعماله قبل موافقته عليها، وكان يقول لها إذا استطعت أن تلخصي هذا السيناريو في سطر، سأوافق عليه على الفور لأنه سيكون عمل فني عظيم، وكان عندما يزوره عمالقة الفن يروني ممسكة بجلبابه طوال الوقت، وكنت أشعر بالسعادة الغامرة عندما يأخذ رأيي في أعماله، كنت أقول لنفسي أن عملاق الفن يأخذ برأيي أنا، وهذا أكسبني ثقة بالنفس بشكل كبير حتى في حياتي الشخصية.