في ذكرى وفاته.. كيف تحول نيلسون مانديلا إلى أيقونة النضال والحرية؟

في ذكرى وفاته.. كيف تحول نيلسون مانديلا إلى أيقونة النضال والحرية؟نيلسون مانديلا

عرب وعالم6-12-2023 | 18:20

بابتسامته المشرقة وروحه الخفيفة، دخل نيلسون مانديلا ضمير العالم كله، مكافحًا ومناهضًا العنصرية و نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، حيث دفع الثمن غاليًا وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وخرج من السجن بعد 27 عامًا، حيث أعيد إليه اعتباره بأن أصبح أول رئيس لـ جنوب إفريقيا من ذوي البشرة السمراء، بعد اعتقاله لأول مرة في مثل هذا اليوم في السادس من ديسمبر 1956، وذكرى وفاته العاشرة في 5 ديسمبر 2013.

مرحلة التحدي

بدأ رحلته مع السياسة في العشرين من عمره، فانضم سنة 1942 إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي المعارض لسياسة التمييز العنصري، ونشط فيه، وعمل على تحويله إلى حركة جماهيرية تستقطب مختلف الفئات الأفريقية، وكان أحد مؤسسي "اتحاد الشبيبة" بالحزب.

وحين بدأ الحزب ما عُرِفَ "بحملة التحدي" تنقل مانديلا داخل البلاد محرضا على مقاومة قوانين التمييز العنصري، فصدر حكم بسجنه مع وقف التنفيذ، ومُنِع من مغادرة جوهانسبرغ ستة أشهر، استغلها لإعداد خطة لتحويل فروع الحزب إلى خلايا للمقاومة السرية.

وبعد أحداث مذبحة "شاريفيل" سنة 1960 التي أطلق فيها رجال الشرطة النار على المتظاهرين وسقط المئات من القتلى والجرحى، حظرت السلطات كافة نشاطات حزب المؤتمر الوطني الإفريقي واعتُقِل مانديلا.

وبعد الإفراج عنه سنة 1961 قاد المقاومة السرية، وسافر إلى الجزائر عام 1962 لترتيب دورات تدريبية لأعضاء الجناح العسكري للحزب، وبعد عودته اعتقل بتهمة مغادرة البلاد بطريقة غير قانونية، والتحريض على الإضرابات وأعمال العنف، وحين بدأت محاكمته تولى الدفاع عن نفسه.

محاكمة الرجل الأبيض

وصف حالته في المحاكمة بالقول "أثناء محاكمتي دخلت قاعة المحكمة بملابس الكوسا المصنوعة من جلد النمر، وقد اخترت هذا الزى لأُبْرِزَ المعنى الرمزي لكوني رجلا أفريقيا يحاكم في محكمة للرجل الأبيض، وكنت أحمل على كتفي تاريخ قومي وثقافاتهم، وكنت على يقين أن ظهوري بذلك الزى سيخيف السلطة من ثقافة أفريقيا وحضارتها".

حكم عليه بالسجن خمس سنوات، وقبل أن ينهيها صدر عليه حكم بالسجن المؤبد سنة 1964، فكانت بداية رحلة نضال وعزيمة وصبر استمرت أكثر من ربع قرن، تحول خلالها مانديلا إلى أيقونة للحرية، ورمز للكفاح والنضال.

لم تلن عزيمته رغم ظلم وظلام السجن، ولم يتخل أو يتراجع عما آمن به، فرفض عرضا من سجانيه بالإفراج عنه مقابل عودته لقبيلته والتخلي عن المقاومة، ورفض عرضا آخر بعد ذلك مقابل إعلانه رفض العنف.

وأثناء فترة سجنه أصبح رمزا دوليا للكفاح ضد العنصرية، فرضخت حكومة جنوب إفريقيا للضغوط الداخلية والدولية وأطلقت سراحه سنة 1990، بعد أكثر من 27 عامًا في السجن.

مرحلة المفاوضات السلمية

بعد الإفراج عنه أعلن وقف الكفاح المسلح وقاد المفاوضات مع رئيس جنوب إفريقيا الأبيض فريدريك ويليام ديكليرك لإنهاء التمييز العنصري، وتحقيق طموحه الذي عبر عنه في كتابه رحلتي الطويلة في طريق الحرية: "عندما خرجت من السجن كانت مهمتي تتمثل في تحرير الظالم والمظلوم معا".

خرجت جنوب إفريقيا من نظام التمييز العنصري وتبنت دستورا جديدا تعدديا، وانتخب مانديلا رئيسا لها سنة 1994 فكان أول رئيس أسود يحكمها.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2