أكد الدكتور أشرف العجرمي القيادي الفلسطيني ووزير شئون الأسري الفلسطينيين السابق، على أن استخدم الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض «الفيتو»، لمنع صدور قرار من مجلس الأمن، أمس الجمعة، بشأن وقف إطلاق النار في غزة؛ بسبب رغبة الإدارة الأمريكية في منح إسرائيل الوقت الكافي لـ استكمال عملياتها العسكرية، وحربها ضد قطاع غزة، بحجة القضاء على حركة حماس، واستعادة المحتجزين الإسرائيلين، والفيتو الأمريكي يمنح إسرائيل الأداة للقتل والتدمير، التي تشنه إسرائيل في شتى مناطق قطاع غزة؛ من أجل الوصول إلى أي مستوى يمكن أن يحقق لإسرائيل انتصارً ما؛ لتحفظ به ماء وجهها، حتى وأن هذا على حساب تهجير كل سكان قطاع غزة، والجزء الأكبر منهم إلى خارج الحدود.
وأضاف في تصريح خاص لـ«بوابة دار المعارف»: "ليس لدي السلطة والقيادة الفلسطينية من وسيلة أخرى تلجأ إليها عقب فشل مجلس الأمن تبني الوضع بسبب الفيتو الأمريكي، إلا الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومواصلة الضغط من خلال الأطراف العربية والإقليمية الداعمة لـ الحق الفلسطيني، والداعم لوقف إطلاق النار؛ من أجل خلق رأي عام ضاغط على الولايات المتحدة الأمريكية؛ لترضخ للإرادة الدولية، لوقف إطلاق النار، ولا يوجد سبيل سوي مواصلة الكفاح السياسي الدبلوماسي؛ من أجل تحقيق هذا الهدف، الذى يشكل أولوية مهمة واستراتيجية بالنسبة للشعب الفلسطيني، الذى يعاني من حرب إبادة جماعية، والتهجير القسري، وانعدام كل سبل الحياة في قطاع غزة".
وعن سبيل الخروج من هذا المخطط بأقل الخسائر بعد العزم الشديد المنعقد والتي يزداد بين واشنطن وتل أبيب على مواجهة حماس، أكد على أن السبيل يكمن في التوصل إلى تسوية سياسية على أساس مبدأ «حل الدولتين»؛ لأن أي حلول عسكرية حتى لو استطاعت إسرائيل في إطارها من احتلال كل قطاع غزة، والسيطرة عليه، هي حلول مؤقتة سرعان ما تنفجر في وجه الإسرائيليين والمنطقة، بمعنى استمرار الاحتلال التوغل بكامل مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية، وقطاع غزة؛ السبب الرئيسي فيها هي موجات العنف والمواجهة التي تشهدها المنطقة، وبدون وجود حلًا جذريًا لن يمكن التوصل إلى لـ سلام واستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن السبيل الوحيد هو التوصل إلى تسوية عادلة، في إطارها يتم الإفراج عن جميع الأسري والمعتقلين الفلسطينيين، و المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، في إطار وقف شامل لإطلاق النار وإعادة بناء قطاع غزة من جديد، وتمكين المواطنين من العيش في ظروف آدمية طبيعية.
وتابع: "لابد من عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، في إطاره تسيطر السلطة الفلسطينية على كامل مناطق الضفة الغربية، وقطاع غزة، وتشرف على عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، وأيضًا تشرف على المفاوضات والعملية السياسية التي تتم بين الإسرائيليين والفلسطينين، في إطار رعاية دولية واضحة وحازم في ظل تدخل دولي فاعل في هذا الشأن".