قال الدكتور أيمن الرقيب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، أن استخدام أمريكا حق النقض "الفيتو"، أمس الجمعة، بمجلس الأمن، لـ عرقلة صدور قرار بوقف إطلاق النار في غزة، كان متوقعًا؛ لأن أمريكا تريد أن يكمل الاحتلال عمليته العسكرية في جنوب قطاع غزة خاصةً بخان يونس، و الفيتو الأمريكي هو الحل؛ لحماية الاحتلال الإسرائيلي حتى يستكمل مهمته القتالية الوحشية، فـ أمريكا ستظل تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل، إلى أن يتم تنفيذ هدن إنسانية أو انهاء الحرب، والأقرب القبول بـ هدن إنسانية، خاصةً أن مصر تعد الآن مشروع جديد وهو العمل على هدن إنسانية طويلة، وإلى أن تتم هذه الهدن، سيظل البيت الأبيض يدعم بكل وقاحة الاحتلال الإسرائيلي، ويستخدم الفيتو، وهذا الدعم سيجعل اسمها مقرون بالدمار، وستتحمل مسئولية استشهاد مائات الألاف من الشهداء أمام التاريخ.
وأضاف في تصريح خاص لـ«دار المعارف»: "على صعيد المجمتع والعمليات الدولية، لا توجد لدي السلطة ولا العرب أدوات يمكن اللجوء إليها لوقف نزيف الحرب الممنهجة، ومن يستطيع أن بوقف هذه الحرب الآن فقط هي "الولايات المتحدة الأمريكية"، هي الوحيدة التي تسطيع أن تكبح جماح الاحتلال الإسرائيلي، لذلك كل مفاعيل التأثير الدولية أصابت بشلل تام أمام هذه الحرب، ومجلس الأمن يبدو أنه خرج عن الخدمة، لذلك ستلجئ فلسطين والمجموعة العربية للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ لطلب عقد جلسة للجمعية العامة كما حدث في نوفمبر، وخلال هذه الجلسة سيطالبون تحت بند "المتحدون من أجل الأمن والسلام الدوليين" بالتصويت لوقف إطلاق النار، كما حدث سابقًا ومن المرجح أن تحصل فلسطين على تأييد أكثر من الثلثين، ولكن سيصدر قرار أيضًا يحتاج إلى مجلس الأمن، وكل هذه محاولات للحصول على موقف دولي جاد يؤثر بشكل أو بآخر على الاحتلال".
وتابع: "العزم الشديد بين واشنطن وتل أبيب على الهجوم على قطاع غزة، واضحًا جدًا، حتى يتغير الوضع الأمني في قطاع غزة وإضعاف المقاومة بشكل كبير، لكن ربما يكون هناك سقفًا لهذا؛ لأن البيت الأبيض يستعد للانتخابات الرئاسية، ربما تكون بداية سقف هذا العزم، والضوء الأخضر مفتوح أمام طريق الاحتلال، ولكن بالتأكيد هناك فترة سيتم فيها الضغط على الاحتلال لوقف هذه الحرب؛ لأن واشنطن ستقرر وقف هذه الحرب، على مطلع العام الجديد 2024، أو على أقل تقدير وقف إطلاق النار مؤقتًا؛ لأن كل محاولات الاحتلال تبوء بالفشل منذ بداية العملية، وعندما حاولوا، أمس الجمعة، تحرير أسير إسرائيلي لدي المقاومة، فشلوا وأدى الاشتباك إلى مقتل هذا الجندي الأسير".
وأوضح:" بعد فشل أمس ومحاولاته التي تنتهي دون فائدة، واكتشاف أجهزة التجسس التي القتها طائرات "أواكس البريطانية" وهي عبارة عن قطع صغيرة مغلفة بقطع من الفوم القيت في كل مناطق قطاع غزة، لتتجسس على الأصوات للوصول إليها وتم تغذية هذه الأجهزة من بأصوات أعضاء المقاومة أو الأسري الإسرائيليين، تمكنت المقاومة من العثور على هذه الأجهزة، لذلك بعد اكتشاف المقاومة الأجهزة وفشل الاحتلال في الوصول إلى الأسري، سيتم لاحقًا مفاوضات لإتمام صفقات تبادل أسري مرة ثانية مع تنفيذ هدن، ومن هنا ستبدء عملية وقف إطلاق النار؛ لأنه حتى هذه اللحظة اخفق في تحقيق أي هدف، وما حدث في شمال القطاع من تعرية الشباب وإهانتهم أفضل دليل على إفلاس الاحتلال وخيبتبه، يستخدم أسلوبه الغاشم مع مواطنين عزل؛ لأنه غير قادر على الوصول للمقاومة، ومتوقع، أن تكون نهاية العام الحالي، أو مطلع العام القادم هو بداية انهاء الحرب".