في مثل هذا اليوم، الموافق 10 ديسمبر عام 2018، رحل عن عالمنا الفنان محمود القلعاوي عن عمر يناهز الـ79 عامًا.
نشأته
ولد الفنان محمود القلعاوي في 12 نوفمبر عام 1939، وهو ابن الفنان عبدالحليم القلعاوي، وشقيق الفنانة إحسان القلعاوي، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1964.
تألق "القلعاوي" في العديد من الأعمال المسرحية، حيث كانت بدايته الحقيقية من خلال مسرحية (الجوكر) مع الفنان محمد صبحي عام 1979.
وقال محمود القلعاوي في أحد اللقاءات له: "مسرحية الجوكر كانت وشّ السعد عليّ، وصل أجري في أول سنة عمل فيها 400 جنيه وتم رفع الأجر في السنة التالية ليصل إلى 600 جنيه، ولكن عندما طُلب منا أن نسجل لعرضها في التليفزيون مع مكافأة قيمة فوجئت بأن هذه المكافأة هي مبلغ 40 جنيهًا".
وقال محمود القلعاوي عن كواليس المسرحية: "ذهبت لصبحي وكانوا يستعدون للمسرحية، وكنت أهنئه فوجدته يقول لي انتظر، أنت ستعمل معي بالمسرحية، وانتظرت 3 أيام في الصالة أشاهد المسرحية، وفي اليوم الرابع أخذت ملابسي وذهبت لأقوم بالدور، و جلال الشرقاوي قال لي (هتشتغل إزاي.. إنت ماعملتش ولا بروفة)، لكني قمت بالدور وشاركت دون بروفة، وأفسدت المسرحية لمدة أسبوع تقريبًا، وفي مشهد أيوب فوجئت به، وكانت معانا ماجدة الخطيب قبل هناء الشوربجي، وكانت هتموت من الضحك، وأراد الله أن يجعل مني نجمًا بمشهد سقوط أيوب".
وأشار محمود القلعاوي إلى أن الرقابة تدخلت في المسرحية، قائلًا: "أحلى إفيه تم حذفه بسبب رقابة التليفزيون، كان يقول (أمك.. غسالة)، وأنا أرد (ست الحبايب يتقال عنها غسالة.. ثم.. دي بطلت)، وكنت آخذ الإفيه وأرد من عندي، لكن فور انتهائي من المشهد مددت يدي لعم أيوب حتى يقف، ولم أجد ماجدة لأنها دخلت الكواليس، فقلت أي كلام حتى دخلت ماجدة، وبعد المشهد قلت لها (معقول تسيبيني في المسرح)، لترد مش قادرة.. كان لازم أدخل الحمام".
قدم محمود القلعاوي الكثير من الأعمال المسرحية، منها" (المهزوز وأنت حر وكناس وناس وأنا ومراتي ومونيكا وخد الفلوس واجري المحظوظ وعبده يتحدي رامبو، أولاد دراكولا)، "واحد لمون والتاني مجنون" و"العم النبيل" و"عفاريت من ورق".
ومن أبرز أفلام محمود القلعاوي: "برج المراهقين"، و"العبقري خمسة"، و"ريا وسكينة"، و"لامن شاف ولا من دري"، و"هدى"، و"معالي الوزير"، و"على سبايسي"، و"العذراء والشعر الأبيض"، وقدم العديد من المشاركات مع أبرز نجوم المسرح الكوميدي، ولعب أدوارًا مميزة مع النجمين محمد نجم ومحمد صبحي.
اشترك الفنان القدير بمسلسل أطفال اسمه "شجرة الحواديت"، وعمل فيه مغنيا مقابل 12 جنيهًا في الحلقة، ثم ظهر ممثلًا في "لعنة امرأة"، وتوالت بعدها مشاركاته في السينما بعدة أفلام، مثل "العذراء والشعر الأبيض" و"ريا وسكينة" و"لا من شاف ولا من دري" و"عليش دخل الجيش" وغيره؛ إلا أن المسرح كان له النصيب الأكبر من أعماله الفنية، وشارك كذلك في مسلسل "رحلة المليون".
منذ عام 2008، انحسر ظهور الفنان محمود القلعاوي، حتى اعتقد البعض أنه اعتزل وقرر الابتعاد لأنه لا يجد عملًا يحترم قيمة كبار السن، رفض الظهور كديكور في دور لا أهمية له سوى الوجود، وكان يتمنى الموت وتظل الصورة الذهنية له أمام جمهوره الفنان الذي يضحك الجمهور، بدلًا من أن يسمع ما لا يرضيه من أجل المال.
فيلم "على سبايسي" عام 2005، يعتبر النهاية الفنية الحقيقية للقلعاوى، حيث أقنعته إسعاد يونس وقتها، وقالت له "أهم منك وبينزلوا يشتغلوا أدوار صغيرة".