إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا» : فى صف من يقف الله ؟!

إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا» : فى صف من يقف الله ؟!إسماعيل منتصر يكتب «خواطر حرة جدا» : فى صف من يقف الله ؟!

الرأى23-8-2018 | 16:22

جاءت هذه العبارة التى اخترتها عنوانا لهذا المقال على لسان جنرال ألمانى فى فيلم من أشهر أفلام الحرب العالمية الثانية. الفيلم اسمه أطول يوم فى التاريخ وقد تم عرضه فى سينما كايرو الشهيرة لعدة شهور.. وقد أعجبنى الفيلم كثيًرا لدرجة أننى شاهدته سبع مرات..!

ويحكى الفيلم قصة معركة نورماندى التى دارت فى أواخرالحرب بين الحلفاء والألمان وهى المعركة التى انتصر فيها الحلفاء وحرروا فرنسا من الاحتلال الألمانى.

كانت غرفة العمليات فى قيادة الجيش الألمانى تعج بالجنرالات عندما دق جرس التليفون وتلقى أحد هؤلاء الجنرالات خبر بداية الغزو الذى تقوم به سفن الحلفاء على الشواطىء الفرنسية.. كان الخبر يعنى أن قوات الحلفاء على وشك تحقيق الانتصار.. وسرح الجنرال الألمانى ببصره بعيدا وهو يهمس لنفسه.. فى أحيان كثيرة أتساءل.. فى صف من يقف الله؟!

على أية حال الفيلم وتفاصيله وقصته ليس هو موضوعنا.. وإنما هى تلك العبارة التى جاءت على لسان الجنرال الألمانى وجعلتنى شديد التأثر بمعناها.

احتفظت ذاكرتى بهذه العبارة وبالطريقة المؤثرة التى نطق بها الجنرال الألمانى كلماتها..

المهم أن العبارة التى ظلت عالقة فى ذهنى وكثيرا ماكنت أتذكرها فى مواقف شخصية وعامة فأسأل نفسى نفس السؤال الذى سأله لنفسه الجنرال الألمانى..

كانت أهم مناسبة سألت فيها نفسى السؤال حرب أكتوبر التى وقعت أحداثها فى عام ١٩٧٣.. وبالتحديد فى الليلة الأولى لنشوب الحرب بين مصر وإسرائيل.

كان عبور القوات المصرية قد بدأ بعد الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا.. ومع بداية ساعات الليل بدأت قواتنا تمد الكبارى التى ستعبر عليها الدبابات المصرية إلى سيناء.

كان القتال شرسا ومخيفا ولم استطع أنا ولم يستطع الملايين يومها النوم، وساعتها تذكرت عبارة الجنرال الألمانى فرحت أرددها طوال الليل.. وفى الصباح وبعد أن نجحت قواتنا فى مد الكبارى وإقامة رءوس الجسور عرفت الإجابة..!

واليوم أجد نفسى أردد نفس السؤال فى صف من يقف الله؟.. فى صف الشعب المصرى أم فى صف جماعة الإخوان ؟!

تذكرت هذا السؤال وأنا أتابع الحرب الإعلامية الشرسة التى يشنها الإخوان على مصر.. وقنواتهم المفتوحة ليلا ونهارا للهجوم على مصر والأموال الطائلة التى ينفقونها على الإعلانات التحريرية مدفوعة الثمن فى كبرى الجرائد العالمية للهجوم على الوطن.

القرآن يقول "إنما المؤمنون أخوة" ولم يقل الإخوان المسلمون.. والنبى صلى الله عليه وسلم يقول.. المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.. كلام النبي صلى الله عليه وسلم يعني كل المؤمنين بلا استثناء.. كلهم وليس فقط الإخوان.. فلماذا يطلق الإخوان على أعضاء جماعتهم وحدهم لقب الأخ؟..

ثم أن جماعة الإخوان جماعة دعوية فهل قابلت يوما واحدا من الإخوان يدعو الناس للهداية ويرشدهم للصراط المستقيم؟!..

الغريب أنهم مشغولون عن الدعوة بالقتل والاغتيال والسياسة والحكم ويتصورون أنهم وحدهم المسلمون والمؤمنون!..

وهل سمعت يوما عن داعية من الإخوان يلتف الناس حوله كما كان الشيخ الشعراوى رحمه الله ؟..

ليس هناك بين جماعة الإخوان دعاة بهذه المواصفات وإنما هناك مرشد عام فقط له السمع والطاعة من الإخوان بدون أى مبرر أو سبب حقيقى!..

ثم بالله عليك انظر إلى وجوه قادة الإخوان.. بديع والشاطر ومرسى وصفوت حجازى وعصام العريان وغيرهم.. هل تستريح لهذه الوجوه؟ هل تلمح فيها أى انعكاس لرضا الله عليهم؟!..

وبعد ذلك كله اسأل نفسك عن حكمة وصولهم للحكم بعد نضال دام ٨٠ عاما لكنهم لم يستطيعوا أن يحافظوا على هذا الحكم أكثر من عام..

اسأل نفسك أيضا من أين جاء الإخوان بهذه الأموال الطائلة التى ينفقون منها على قنواتهم الفضائية وعلى المسجونين وعائلاتهم فى الداخل.. والهاربين فى الخارج..

فى صف من يقف الله؟.. هل عرفت الآن الإجابة ؟!.

    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2