ضحايا الإخوان.. أم ضحايا أنفسهم؟!..(1) معصوم مرزوق ضحية جديدة على مذبح الإرهابية

ضحايا الإخوان.. أم ضحايا أنفسهم؟!..(1) معصوم مرزوق ضحية جديدة على مذبح الإرهابيةضحايا الإخوان.. أم ضحايا أنفسهم؟!..(1) معصوم مرزوق ضحية جديدة على مذبح الإرهابية

* عاجل25-8-2018 | 17:05

كتب: عاطف عبد الغنى

كل خيوط اللعبة تبدأ وتنتهى أطرافها من عند الإخوان، كل المؤامرات، كل الدعاوى للتخريب، والفوضى، لأجل العودة إلى السلطة أو على الأقل تقويض الوضع الراهن، كخطوة أولى للهدف النهائى، وهو الوصول للسلطة.

وتلتقى رغبات الإخوان الإرهابية، فى أحيان كثيرة، ومنذ ما قبل وبعد ثورتى 25 يناير و 30 يونيو، مع رغبات تيارات أخرى، تسمى نفسها "مدنية" وهدفها أيضا السلطة، ليس كوسيلة للإصلاح والتنمية والحكم الرشيد، ولكن كهدف فى حد ذاتها، لأشخاص تبحث عن المجد والشهر والزعامة، وتحلم بهان وجماعات ذات مصالح، شيوعيون وناصريون، واشتراكيون، لديهم أيضا مشاريعهم الموازية لمشاريع الإخوان، وعندما تلتقى المصالح والرغبات، يعقد الطرفان هدنة واتفاق شيطانى على الاستخدام المتبادل.

ما سبق هو ملخص القصة أما التفاصيل فتحمل مشاهد دامغة على الحقيقة، ووجوه لممثلين وممثلات يتناوبون الأدوار، وفيهم أصحاب أدوار رئيسية وهم غالبا الذين يحركون الممثلين، ويوزعون الأدوار، ويضعون السيناريوهات من الكواليس، وفيهم كما أسلفنا الصف الثانى الذين يظنون أنهم أبطالا فى أدوارهم، وما هم فى الحقيقة إلا عرائس مربوطة بخيوط فى أصابع لم تعد خفية على أحد، وفيهم أيضا " الكومبارس " والمجاميع،.. كلهم يشاركون فى تمثيلية هزلية إلى أبعد حد، لكنها للأسف تخصم من جهدنا وأعمارنا بالسلب، وتشغلنا احيانا عما يجب أن ننشغل به، وفى المحصلة النهائية، تمنح فرصة لأعداء هذا الوطن أن يتسللوا عبر ثغرتهم المفتوحة بالخيانة للوطن والإجماع، والاصطفاف الوطنى.

1- معصوم مرزوق

احترقت الوجوه القديمة، التى رفعت شعارات التيار المدنى، وافتضح أمرها، أيمن نور، حمدين صباحى، خالد على، لكن ظهر وجه جديد قادم من منطقة الظل اسمه : معصوم مرزوق.

كان مرزوق فى البداية (قبل عام تقريبا) ، يلعب بمفرده، ويغرد خارج السرب، أو هكذا بدا، وحاول الإخوان بقدر ما يستطيعون النفخ فيه، لاختلاق ما يسمى مرشح الإجماع الوطني، لكنهم وجدوه ليس بتابع كامل، وغير مروض بالقدر الكافى، ومن هنا بدأ اللعب مع مرزوق، لإدخاله الحظيرة الإخوانية، كان هذا قبل عام تقريبا، فى شهر أغسطس من العام الماضى ، وكتب الإخوانى سليم عزوز مقالا للتسخين، نشره على موقع "الشعب" الأليكترونى، وتناولته قنوات الإخوان "مكملين" وأخواتها، وأشار إليه زوبع، وأجرى مداخلة مع عزوز كاتب الجماعة، وناقشه فى مقاله الذى جاء فيه:

" معصوم مرزوق.. لا يريد أن يكون سعد زغلول، لكن أحلام فترة التقاعد الوظيفي، لا تمكنه من أن يحلم بأكبر من "حمدين صباحي" وهي عقدة البعض ممن عملوا مع "حمدين"، أو اقتربوا منه.."

.. من معسكر حمدين صباحى جاء معصوم مرزوق، لكنه يصدق عليه ما قاله سليم عزوز فى مقاله المشار من أنه تجاوز مرحلة أن يكون مجرد شخص فى حملة حمدين صباحى، وبات يحلم بأن يكون بديلا له، أو أكبر منه، ويخوض بنفسه لعبة الترشح على السلطة والرئاسة.

وقالت الجماعة: لماذا لا نستغل هذه الشخص ونعيد توظيفه؟!، وهذا ما حدث، وعلى مدار عام كامل تم " تلميع" معصوم، وتجهيزه، للدفع به رأس حربة فى الدعوة للفوضى، والانقلاب على الحكم، وإثارة المصريين على الرئيس السيسى، وعلى الأوضاع القائمة، وعلى الإجمال تعكير المياه للصيد فيها.

 وتكرر وتوالى ظهور مرزوق على شاشات القنوات الإخوانية، ضمن إستراتيجية "التلميع المسبق" وصناعة بطل ولو من ورق للدفع به إلى الحضور فى الشارع المصرى، وأطل معصوم على الجماهير المتوهمة من خلال قناتى "مكملين" و"الشرق"، أكثر من عشر مرات، خلال شهور قليلة ضيفاً على الهواء أو عبر المداخلات التليفونية.

والخطوة التالية، كانت أن يطرح مرزوق مبادرة، تبدو كأنها من خارج الجماعة، وهذه أيضا خطوة مدبرة ومخطط لها مع الجماعة الإرهابية التى استطاعت اصطياد الزبون، والدليل أن قناة مكملين أستبقت مبادرته "المزعومة" بالإعلان عنها، وربما قبل حتى أن تستشيره، أو تقنعه بأن تنسبها له، وتضع عليها اسمه، وفى الغالب تم تقديمها له جاهزة ليوقع عليها، فى مباركة متبادلة بينه وبين الجماعة، وقد تصور كلاهما (الجماعة ومرزوق) أنه يستخدم الآخر، ويستفيد منه.

 وكدليل آخر دامغ على ما سبق يأتى ما كشف عنه عماد أبو هاشم، وهو قاضى سابق محال للصلاحية، وله مواقف ضد الحكم، والرئيس السيسى، وباختصار هو أحد حلفاء الإخوان فى الخارج، لكن هذا لم يمنعه من فضح الجماعة، من موقعه الحالى فى تركيا ، ويكشف المستور بشأن مبادرة مرزوق فيكتب، على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك» الآتى:

" إن خارطة معصوم مرزوق، هي مبادرةٌ جنونيةٌ بلسان إخوانىٍّ ركيك، قدمت صياغةً إخوانيةً متهاترةً فى مبانيها ومعانيها فجةً فى أهدافها ومراميها أسطوريةً فى إمكانية إنفاذ بنودها بلغةٍ أكاد أعرف هوية كاتبيها.. مبادرةٌ ـ أو بالأحرى مؤامرةٌ ـ إخوانيةٌ موءودةٌ قبل مولدها لانتفاء ما يبرر طرحهَا و انعدامِ ما يُوجب قبولها، طُرحتْ من باب الدعائية و تحصيل الحاصل فحسب، ربما ليكون فشلها الحتمىُّ بمثابة شرارة البدء لموجة تحركاتٍ نوعية يائسةٍ يستهدف بها الإخوان أركان الدولة المصرية لاعبين بآخر ما لديهم من أوراق اللعب سعيًا لإزالة الاحتقان بين صفوفهم أو للحد من النفقات التى أضجرتْ مموليهم أو لحمل النظام على التفاوض معهم".

لقد سلط أبو هاشم بكلماته مزيد من الضوء على أهداف تحركات الإخوان التى تعانى الضعف والهزال، وتتهدد بضجر مموليها، والأموال الرهيبة التى ضخوها فى استثمارات الحقد والكراهية لكل ما هو مصرى، وطنى، قومى، حقيقى وليس مفتعل أو مزيف أو باحث عن سبوبة، أو خروف ماض فى سرب الخرفان، إلى حيثما يقوده السرب.

وطرح مرزوق مبادرته المحكوم عليها بالرفض والفشل مسبقا، وبدأ يلعب دور الضحية والمناضل المقهور، وانطلقت شرارات الحملة المجهزة سلفا للمساندة والدفع والتحريض، بتغريدة للإخوانى "أحمد البقرى" لتتويج المناضل المدنى الجديد معصوم مرزوق.

 وتواصلت بعدها تغريدات أيمن نور، وتواصلت اللعبة بتشجيع مرزوق الذى نسى نفسه واندفع مع الصخب (بعد نجاح عملية غسيل المخ الكاملة له) بشكل كبير لإشعال أتون النيران، لعله يأتى للإخوان بالخراب الذى يشتهونه - هذه المرة - من خلال النشطاء، وما يسمى بالتيار المدنى، ووجوهه، ولو عدنا قليلا إلا الوراء سوف نتذكر أن هذه اللعبة التى بدأت مع الترشح الأول للمدعو أيمن نور فى انتخابات الرئاسة أمام الرئيس السبق مبارك، واستعانته بالإخوان ، وقد ذهب إليهم فى عقر دارهم بشقة المنيل (قبل انتقال المقر لفيلا المقطم) وخلع نور حذائه على باب المرشد حتى لا ينجس طهارة المكان، وصافح الأيدى المتوضأة، على صفقة الوطن.

ودارت الأيام، واحترق إيمن نور، بعدما انكشف وجهه الفاسد لعامة المصريين، بسبب فساده المالى والإخلاقى ولم يعد صالحا للعب دور رأس الحربة، فاكتفى بالأدوار المساعدة (كصديق للبطل) ، وكان البديل حمدين صباحى، وقيادات التيار الشعبى، ممن تربطهم بالجماعة علاقات قديمة، تمتد لما قبل 25 يناير 2011، وجرت ترتيبات لكى يتصدر حمدين المشهد، لكنه مثل أيمن نور احترق هو الآخر سريعاً، ومن بعده عبد المنعم أبو الفتوح، الذى لم يصلح لدور رأس الحربة، على الرغم من جراحات التجميل (المدنية) التى حاولت إخفاء تشوهاته الإخوانية.

 وأخيرا أهدت الظروف المدعو معصوم مرزوق للجماعة وقد كان قريب الصلة بالإتفاقات السابقة بين الإخوان وحمدين صباحى، باعتباره تلميذه فى السياسة، ومتوافقاً مع أفكار الإخوان، حتى ولو ادعى بغير ذلك، وهو على الأقل قشة تتعلق بها الجماعة التى تقاوم الغرق الآن، أو تجد فيه الرجاء الذى خاب فى غيره من قبل، ويستطيع أن يخدع الجماهير فتتلقف دعوته وتخرج إلى الشوارع فى ثورة جديدة، كما يحلم الإخوان فى صحوهم ومنامهم.

هذا ما كان، لكن الجديد ما حدث أمس وأمس الأول.

 وما حدث ينم عن "غباء إخوانى" من الدرجة الأولى، فبعد إستدعاء النيابة العامة - أول أمس - لـ معصوم مرزوق للتحقيق معه فى البلاغات المقدمة ضده من شخصيات تتهمه بالدعوة للفوضى والتظاهر خاصة أنه حدد 31 أغسطس الجارى لتنفيذ هذه الدعوة "المشبوهه"، وتأييد وتبني فكر الجماعة الإرهابية والتحريض علي قلب نظام الحكم، لم يكد يحدث هذا حتى ثارت قيادات الجماعة الإرهابية وانتفضت تدافع عن رجلها، الذى كانت تعده طيلة عام تقريبا، ليكون الواجهة المدنية الجديدة، بعد سقوط كل الأقنعة، والصفقات الإخوانية عن الرجال الذين اختارتهم الجماعة الإرهابية وتنظيمها الدولى ليكون لسان حالهم فى الداخل.

والسؤال: هل نجحت الجماعة فى صناعة بطل جديد تنفذ من خلاله إلى الجماهير؟!

 الإجابة: الجماعة استهلكت ضحية جديدة على مذبح السعى المحموم إلى السلطة.. وحرقت "كارت" جديد فى أوراق اللعب التى تمسكها وتبحث فيها كل يوم عن "جوكر جديد" .

 وفى أوراق اللعب، أسماء أخرى عديدة فانتظرونا.

مرسى المعزول وأيمن نور [caption id="attachment_172497" align="aligncenter" width="635"] حمدين صباحى ومرشد الجماعة مهدى عاكف[/caption] [caption id="attachment_172498" align="aligncenter" width="654"] حمدين فى ضيافة الجماعة ويظهر المرشد الحالى وبعض القيادات الإخوانية[/caption]

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2