المشاركة فى الانتخابات الرئاسية هذه المرة تجاوزت تزكية مرشح دون الآخر ؛ تجاوزت هذه المرة هذا الهدف لتنطلق لهدف آسمى وأشمل وأعم ؛ فلم تكن المشاركة هذه المرة انطلاقا من فكرة المشاركة فى صنع القرار ؛ بل كانت مساندة للقرارات التى اتخذت وداعمة ومؤيدة للقرارات التى سوف تتخذ على مدار الفترة الرئاسية المقبلة.
فما شهدته مصر على مدار ثلاثة أيام هى مدة التصويت فى الانتخابات الرئاسية ليس مجرد مشاركة شعبيه جارفة لاختيار مرشح دون غيره بل إن هذا الزخم الشعبى ارسل للعالم عدة رسائل شديدة الوضوح أولى هذه الرسائل : أن مصر قوية بشعبها وقيادتها وأن إرادة الشعب هى الصخرة التى تتحطم على شديد صلابتها كل معاول الهدم والتخريب ومروجى الفتن والآلاعيب.
الرسالة الثانية : على الرغم من محاولات الفتنة والوقيعة بين الشعب وقيادته السياسية من خلال خلق أزمات تموينية والتلاعب فى أسعار بعض السلع الأساسية سواء احتكارا أو تواطؤا من بعض المسؤولين أذناب أهل الشر إلا أن الشعب كان أكثر وعيا وتفهما للأحداث التى تدور حوله ؛ فماذا كنا ننتظر من شعب صاحب حضارة يتمتع بحس وطنى راق.
الرسالة الثالثة : رأينا أن المعارضة كانت على مستوى الحدث ولم تكن أبدا معارضة من أجل المعارضة؛ بل إن المرشحين أنفسهم آمنوا بأن خوض الانتخابات واجب وطنى إيمانا منهم بأهمية التجربة الديمقراطية وإثراء العملية الانتخابيه بأفكار وبرامج جديرة بالاحترام والتقدير وهذا ما كان ليحدث لولا الحوار السياسى الهادئ الذى شهدته مصر الفتره الأخيرة وكان من نتاج تلك السياسة المتزنة ما أسفر عنه الحوار الوطنى من أطروحات وأفكار خلاقة وأن السياسة ليست ساحة صراع بقدر ما هى تكامل الرؤى من أجل سياسة معتدلة تستوعب كل الأفكار المعارض والمؤيد.
الرساله الرابعة: إن الشعب المصرى مدرك تماما للمخاطر التى تدور من حوله سواء فى محيط حدوده أو محاولات مضنية من قوى خارجية لإخضاعه لسياسة المعية والتطويع، وكون الشعب المصرى يخرج بهذه اللحمة شيوخا وشبابا ونساء وأطفالا ليس سوى إشارة واضحة الدلالة ان قرارات قيادته السياسيه نابعة من إرادة هذا الشعب وليس منفصلة عنه.
الرسالةالخامسة: أن مصر أقوى من الظروف وأقوى بإرادتها الحرة من كل العراقيل والشاهد على ما مرت به مصر عبر حقب التاريخ المختلفه يعلم أن مصر دائما تنتصر مهما كانت شدة المحنة ومهما كانت حلكة الظلمة، فمصر دائما تخلق لها فجرا جديد
وتنهي الأزمة لصالحها كأنها لم تكن.
الرسالة السادسة: رسالة من الشعب للرئيس السيسى عبروا فيها عن تأييدهم ودعمهم لسياسته الخارجية والداخلية ولتلك النقلة الحضارية التى شهدتها مصر خلال مدة وجيزة من الزمن وللحياة الكريمة التى يحاول توفيرها للمواطن الأكثر احتياجا وللمرأة المعيلة، وترحابا بتلك الإنجازات التى تشكلت ولاحت ثمارها والتى لا تخطئها عين ولا ينكرها إلا كل جاحد وحاقد ، مطالبين بالاستمرار على طريق التنمية والتعمير ، وقبل ذلك المحافظة على كل ذرة رمل من ثرى الأرض الطيبة.
الرسالة السابعة: إن تلك المشاركة الشعبيه هى جوهر الديمقراطية وهى رسالة للعالم أن الشعب خلف الرئيس بجميع طوائفه وانتماءاته وأن نزول الشعب بتلك الحشود ماهى إلا مظاهرة حب وتأبيد للرئيس مع كامل احترامى للسادة المرشحين الثلاثة الذين أثروا التجربة الديمقراطية بأفكار وبرامج طموحة بلا شك ستكون محل اعتبار وتقدير من القيادة السياسية فى الفترة المقبلة.
وباسم الله.. وباسم الشعب.. تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.