كانت أول كلمة ترددت فى قاعة اجتماعات القاهرة هى «بسم الله الرحمن الرحيم»، وقد قالها الدكتور عصمت عبدالمجيد، رئيس وفد مصر، وبعدها بدأ اجتماع القاهرة التمهيدى ل مؤتمر جنيف من أجل سلام دائم وعادل فى الشرق الأوسط.
ومنذ اللحظة الأولى لبدء أعمال المؤتمر بل وقبلها وعيون وآذان وعقول العالم مركّزة عليه بصورة لم يشهدها من قبل التاريخ السياسى، نتساءل: هل قبول أطراف اجتماع القاهرة لأهدافه ورغبة الرأى العام العالمى فى نجاحه، واتفاق الجميع على ضرورة السلاح.. هل هذا يجعل الطريق سهلاً أمام الاجتماع؟.
الإجابة: لا.. فالخلاف بين أطراف النزاع عمره ثلاثين عامًا، والمواقف التى يبدأ منها طرفا النزاع فى المؤتمر مصر و إسرائيل بعيدة من بعضها البعض، وكل طرف له رأيه السياسى المعروف وله حججه القانونية، وليس من السهل أن يذوب كل هذا بعد مصافحة يد وابتسامة مجاملة دبلوماسية، وكلمات هادئة متبادلة فى حفل افتتاح أنه صراع..
ولكنه هذه المرة من أجل السلام لا الحرب.. من أجل حقن الدماء لا إراقتها.. من أجل حماية الأرواح لا إزهاقها.
نشر في مجلة أكتوبر في السنة الأولى (ديسمبر 1977م-1398هـ)