فعلها الشعب وبعث برسالة قوية، عكس فى الخارج صورة حضارية لمصر، وقال من الداخل للجميع أنه هو "المرشد ".. "الملهم".. وهو صاحب القرار، وأنه قد قرر الانحياز للوطن واستكمال مسيرة البناء والتنمية، ودعم مسار الديمقراطية وتجربتها الجديدة التي بدأها قبل 10 سنوات، كما يريد هو دون إملاءات خارجية أو رغبات شيطانيه داخلية، وأنه قرر أن يصطف خلف الرئيس لمواجهة الملفات والتحديات خاصة المتعلقة بالأمن القومى، أومتعلقة بالتنمية الشاملة للدولة.
لقد لبى الشعب نداء الوطن وحضر يوقع فى دفتر الوطنية - كل باسمه - ليخرس من حاولوا قبل ذلك الحضور الطاغي، أن يلصقوا به ما ليس فيه، قالوا عنه متخاذل ومتكاسل ولن يخرج، فخرج بملايين لم تخرج من قبل، قالوا عنه غير راض ورافض وغاضب، فكان أمام اللجان قبل أن تفتح وحتى بعد إغلاقها، قالوا عنه مدفوع ومكروه ومرغم، فكانت احتفالاته أمام اللجان وسعيه إليها لمسافات بالكيلومترات، قالوا أن شبابه لن يشاركوا، فكانوا أول المتصدرين للمشهد دافعين الجميع نحو الصناديق، حاميين لها محافظين على تجربتهم الديمقراطية ومُصرين على استكمال حلمهم فى "الجمهورية الجديدة" .
لم تكن المشاهد التى رأيناها على مدار ثلاثة أيام أمام اللجان، ذكاء اصطناعي أو فوتوشوب، فقد كانت لحما ودما تخرج لسانها لكل من حاولوا تشويها ووصمها بأكاذيب وإفتراءات وشائعات، فلأول مرة يتم طباعة بطاقات تصويت جديدة، بعدما فاقت الملايين التي خرجت، البطاقات المطبوعة، فقد خرج30 مليون ناخب حتى نصف اليوم الثاني فقط من إجمالي 67 مليون لهم حق التصويت، مما دفع الهيئة الوطنية للانتخابات أن تتعامل مع هذا التحدي الفريد وتقوم بطباعة بطاقات جديدة فقد كانت متوقعة 70% فقط هم من سيخرجون، استنادا لما حدث فى الاستحقاقات السابقة، ولكن الخروج كان كبيرًا وعظيمًا ومبهرًا ومفاجئا للجميع.
حطم الشعب "الكنبة" التي كانوا يسخرون منه بها قالوا إنه يعشق الجلوس والعزوف وعدم المشاركة حتي صار فى مصر حزب كبير اسمه " حزب الكنبة "، لقد حطم الشعب بهذا الخروج تلك الأسطور الساخرة فوق رأس كل من حاولوا إلصاق هذه السلبية به، لقد قالها الشعب للعالم كله: "المصريون ليسوا نيامًا" وإنما هم فى غاية اليقظة والحضور والوطنية، تجدهم عند الضرورة عند الشدائد على قلب رجل واحد.
نحن على أعتاب مرحلة مهمة ودقيقة من عمر الوطن تتطلب منا جميعا أن نحطم كل القيود ونسد كل بواعث السلبية والإحباط، ونشارك جميعا بإيجابية فى استكمال بناء الوطن ولا نطلق بالًا ولا نلتف إلى هؤلاء الذين يكسرون مجاديف سفينة الوطن.. علينا جميعا أن نصطف خلف قيادتنا بكل وعي وإدارك لأهمية وحجم.