عزة أبو اليزيد تكتب: «عزيزى الرجل .. هل تعلم كيف يكون الرجال؟!»

عزة أبو اليزيد تكتب: «عزيزى الرجل .. هل تعلم كيف يكون الرجال؟!»عزة أبو اليزيد تكتب: «عزيزى الرجل .. هل تعلم كيف يكون الرجال؟!»

*سلايد رئيسى29-8-2018 | 17:00

عزيزى الرجل:

بعد التحية.. أهديك ألف سلام ومحبة وشوق وغرام .. ولِمَ لا ؟!

ألست شريك الأرض والماء والهواء؟!

ألست الأب والأخ والصديق والزوج والحبيب والابن والسند؟!

صدقًا .. أنت تمثل لى ذلك، بل وتمثل لى ما هو أكثر.

والآن .. دعنى أتساءل ماذا تمثل الأنثى لك؟!

هل تساوى حجم الصمت الذى تستتر من سؤالى خلفه؟

أَعلَم جيدًا باختلاف النظرة للأنثى من رجل لآخر ... فأى الرجال أنت؟

هل أن ممن يرون الأنثى مجرد جسد جميل تمنيت عبوره يومًا وكفا؟

هل ترى الأنثى  كائن لطيف أو كما يصفها بنى جنسك بأنها "حتة طرية" لا تستحق أكثر من ثمن كوب قهوة ساخنة فى أحد الكافيهات الشهيرة مكافأة لها على مجالستك؟

أم أنت ممن لا تساوى الأنثى لديهم أكثر من نظرة حيرة أثناء مقارنتها بالأخريات؟

أتمثل لك الأنثى كائن تهاتفه يوميًا لتملأ فراغ يومك أو ربما تلتقى بها فى عطلتك الأسبوعية ؟ عطلتك من العمل أو عطلتك ممن يشاركونها بك دون علم منها؟

هل تساوى الأنثى دمعة سقطت من عينيك رغما عن كبريائك عندما تذكرها قلبك فى غفلة من عقلك؟

أأنت ممن يختارون الفتاة المحجبة للزواج والإنجاب والعزل فى قفص الزوجية حتى تتفرغ جلالتك للمتحررة كُلُ حسب حصتها فى جدول غرامياتك المشين؟

أتنتمى لمن يجردون الأنثى من ثيابها شرطًا للحب؟ أم تنتمى لمن يجردونها من العمل والطموح والنجاح والأهل والأصدقاء والحياة شرطًا للزواج؟

إن كنت من هؤلاء فعفوًا سيدى الرجل .. فأنت لست برجل.

وإن كنت لا تعلم كيف يكون الرجال فلتعلم أن الرجل الحق هو من تقوى به أنثاه على الأيام لا من تأخذه الأيام وسيلة للقسوة عليها.

الرجل الحق هو من يملك فن العطف والاحتواء والحنو، خطأك لا يغتفر يا من تعتقد إن القسوة من أهم طقوس ممارسة الرجولة.

تتفنن المرأة فى أن تجعلك كل حياتها بالرغم من علمها بأنها جزء من حياتك فلتجعل هذا الجزء الأجمل والأقرب.

اقتناءك للكثيرات ليس معيار الرجولة بل معيار "خاطئ" للذكورة.

الحياة مليئة برجال حقيقيين حاول أن تستعير بعض من نقائهم وسموهم لتليق بأنثاك.

أعترف إنى من خلال كلماتى هذه كنت السائل والمجيب، فقط أردت أن أتقمص شخصيتك عندما كنت القاضى والجلاد، والخصم والحكم.

سيدى:

عندما تقود سيارتك وتجد "توك توك" متهور يتجه نحوك فى رعونة غير مبالى بالاصطدام بك تستوقفه صارخًا:

"بالراحة يا أسطى عليها أقساط"

فلتحترس على أنثاك وكأنها سيارتك وقبل أن تصطدم بالأنثى فى رعونة أسمح لى أن أستوقفك صارخة:

"بالراحة يا أسطى عليها أقساط".

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2