تحديات كبرى وعزيمة أكبر

تحديات كبرى وعزيمة أكبرسعيد صلاح

الرأى24-12-2023 | 15:18

قلبي معك يا بلدي لم تبرحي حتى أن تلتقطي أنفاسا شقت عليك، فيأتيك ما يحبس الأنفاس وتضيق بسببه الصدور.

من ينظر إلى خريطة بلدي وما يحيط بها، خاصة في العام، الذي أوشك أن يغادرنا، "يبصم بالعشرة" أنها بلد "تليد"، صخرة لا تلين وبشعبها صلابة تفوق صلابة الحديد.

عام 2023 شهدت وعانت فيه مصر وشعبها عددًا من الأزمات تئن من حملها الجبال، ويرحل هذا العام - ثقيل الدم - تزامنا مع الفترة الرئاسية الجديدة، ليحدث هذا التزامن تماسًا كبيرًا بل تشابكًا بين مسئوليات ضخام واحتياجات أكثر ضخامة، تتطلب تدخلات سريعة وناجزة من أجل خلخلة وحل المشكلات التي طرأت، واجتثاث الأزمات، التي استمرت لفترة.

أعلم أن التحديات كبيرة ولكن العزيمة والإرادة إن شاء الله أكبر وأقوى، لا ينكر أحد أن الظروف الإقليمية والدولية، تزيد من حدة الضغوط الاقتصادية علينا، فما شهده السودان الشقيق من اقتتال داخلي، في أبريل الماضي ولا يزال مستمرًا، ضغط علينا اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا، كذلك تداعيات الأزمة في غزة، التي لم تقتصر على ارتباط الوضع بجذور تاريخية بين مصر والقطاع، لكنها مثلت ثقلاً إضافيًا بإطلاقها مخاوف من مشروع تهجير الفلسطينيين إلي سيناء، ما يمثل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي المصري، بالإضافة إلى تداعيات اتساع نطاق التوتر الإقليمي وامتداده لجنوب البحر الأحمر عبر ما تقوم به جماعة الحوثي من استهداف للسفن بالمنطقة، الأمر الذي قد يؤدي تأثيرًا سلبيًا على "قناة السويس".

وأيضا لا ننسى قبل كل ذلك استمرار تأثيرات الحرب الروسية – الأوكرانية، والأوضاع في ليبيا، التي قد ترتد بسبب تأزم عملية إجراء الانتخابات، بالإضافة مؤخرًا إلى إثيوبيا، التي أفشلت متعمدة مفاوضات سد النهضة وتراوغ في وقت خبيث، بالإضافة إلى داخل تعتصره فجوة دولارية كبيرة أو تضخم مستورد لعين، فكل هذا بالطبع يلقي بأعباء ثقيلة على مختلف مؤشرات اقتصادنا، الأمر الذي قد يستلزم معه أن تكون هناك قرارات ناجزة حتى وإن كانت قاسية من أجل خلخلة هذه الأزمة الاقتصادية الطاحنة.

قلوب وآمال كل المصريين معلقة على العام الجديد تتمنى أن ترى فيه انفراجة من هذه الأزمة أو على الأقل تخفيف وتقليل أكثر من وطأتها فقد نزل المصريون بهذه الأعداد إلى الانتخابات، ليؤكدوا أنهم على درجة كبيرة من الوعي مكنتهم من الإدراك أن الأزمة وإن كانت قاسية فإن الأزمات التي قد تترتب على اهتزاز الدولة أو النيل من تماسكها وعزمها على مواصلة مشروعها الوطني، ستكون أكثر قسوة وأشد خطورة.

وهذا أيضا يستلزم معه على الجانب الآخر أن يتم الضرب بيد من حديد على رأس كل من يفكر ويخطط وينفذ – داخل الحكومة أو خارجها - لاستغلال هذا الشعب والضغط عليه في مستلزمات واحتياجات ومتطلبات حياته اليومية، فهذا أمر شديد الخطورة فلا أحد ينكر أن الوطن يحتاج بناء ولكن في الوقت نفسه لا أحد يستطيع البناء وهو غير قادر على أن يلبي احتياجاته اليومية.

الحكومة الحالية فشلت في ملفات كثيرة معظمها يتعلق ويتصل بشكل مباشر ودقيق بالمواطن بل وباستمراره في الحياة، ولا ينكر أحد أنها أنجزت في ملفات كثيرة، ولكن الأمر بات الآن يستلزم تغير أسلوب وطريقة إدارة الحكومة لبعض الملفات والتعامل بطريقة أخرى مع بعض الملفات فالمرحلة المقبلة غاية في الصعوبة والتعقيد ومن ينظر إلى الخريطة المصرية كما سبق وقلت سيجد أن كل حوافها مشتعلة، لذلك يجب أن نتعاون جميعا ونكون على قلب رجل واحد؛ لنحمي الوطن ومكتسباته وإنجازاته، التي حققها في العشر سنوات الماضية.

حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2