نص كلمة الرئيس السيسى فى فعاليات اليوم الأخير لمنتدى «التعاون الصين - إفريقيا 2018»

نص كلمة الرئيس السيسى فى فعاليات اليوم الأخير لمنتدى «التعاون الصين - إفريقيا 2018»نص كلمة الرئيس السيسى فى فعاليات اليوم الأخير لمنتدى «التعاون الصين - إفريقيا 2018»

* عاجل4-9-2018 | 12:20

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة مصر، اليوم الثلاثاء، فى إطار مشاركته فى فعاليات اليوم الثانى والأخير لمنتدى التعاون "الصين - إفريقيا 2018" والذى عقد قى العاصمة الصينية بكين.

وجاء نص كلمة الرئيس السيسى على النحو التالى:

السيد الرئيس تشى جين بينج، الأخوة أصحاب الفخامة والسعادة رؤساء الدول والحكومات، الحضور الكريم

اسمحوا لى فى البداية أن أتقدم بجزيل الشكر لفخامة الرئيس تشى جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية، ولشعب الصين الصديق، على ما لمسناه من حفاوة الضيافة والاستقبال خلال استضافة بكين لهذه القمة المهمة.

كما أتقدم بالشكر والتقدير للرئاسة المشتركة للمنتدى، ولفخامة الرئيس سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، على ما تم بذله من جهد دؤوب خلال السنوات الماضية لتوطيد الشراكة الإفريقية الصينية، ما جعل هذا المنتدى علامة بارزة وأحد أهم الشراكات الإفريقية الاستراتيجية.

السيد الرئيس

لقد أضحى منتدى التعاون الصين إفريقيا مثالًا يُحتذى به، للتعاون الفعال والبنّاء بين الدول النامية، ونموذجًا فاعلًا لأُطر التعاون الإفريقى متعددة الأطراف، فاليوم استعرضنا النجاح المتحقق في تنفيذ خطة العمل المشترك الصادرة عن قمة جوهانسبرج، والتى حددت آفاق التعاون المشترك فى الفترة من 2016 إلى 2018، وسنعتمد اليوم خطة عمل جديدة وطموحة للسنوات الثلاث المقبلة، تتطرق إلى مختلف مجالات التنمية، سعياً لتحقيق تطلعات شعوبنا فى العيش الكريم والاستقرار والرخاء، من خلال تهيئة المناخ المناسب للتنمية المستدامة، والتغلب على تحديات العصر، استنادًا إلى حزم من الحلول المبتكرة، التى تتناسب مع المعطيات المعاصرة وإمكانات شعوبنا وثرواتها البشرية، وتقوم على الربط بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وأجندة إفريقيا التنموية 2063، وهو نهج إيجابى يجمع بين مقدرات النمو للطرفين من ناحية، ويدلل على وحدة الهدف والثقة المتبادلة بين الجانبين الإفريقى والصينى من ناحية أخرى.

أصحاب الفخامة والسعادة رؤساء الدول والحكومات، لقد اهتمت مصر دومٍا بتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول النامية، بما يضمن تمثيل وجهة نظرها على الساحة الدولية وحماية مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولعل جهود مصر خلال رئاستها الحالية لمجموعة الـ 77 والصين، خير دليل على توافر الإرادة والعزيمة لتطوير التعاون بين الدول النامية بما يحقق عالمًا أكثر إنصافًا، يضمن فيه كل إنسان نصيبًا عادلًا من التنمية والعيش الكريم، وستستمر مصر خلال الأعوام المقبلة فى العمل على تطوير وتعزيز أُطر التعاون جنوب – جنوب، ومنصات التعاون الثلاثى، لخدمة مصالح الشعوب الإفريقية والدول النامية.

وتبرز أهمية الشراكة الإفريقية الصينية، التى نجحت ولا تزال، فى تنسيق مواقف الدول النامية على الصعيد الدولى فى العديد من الملفات المحورية، مثل ترسيخ مبدأ الملكية الوطنية لبرامج التنمية، فى إطار مفاوضات إصلاح منظومة تمويل التنمية الأممية، فضلًا عن تأييد الصين الثابت للموقف الإفريقى الموحد بالنسبة لإصلاح مجلس الأمن وفقاً لتوافق "أوزلينى" ومُخرجات قمة "سرت"، وإزالة الظلم التاريخى الواقع على الدول الإفريقية.

إن تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مزيد من فرص العمل للشعوب الأفريقية، وتطوير البنية التحتية القارية، وتعزيز حرية التجارة فى إطار اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية القارية، وتطوير المنظومة الاقتصادية الأفريقية وتنويعها، وتعزيز المنظومة الصناعية، هى عناصر رئيسية ضمن أجندة أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي فى 2019، إذ بات جليًا أن التنمية والتحديث هما أقوى سلاح لمجابهة أغلب التحديات المعاصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كالإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، والفقر والمرض، والحمائية الاقتصادية والتجارية.

السيد الرئيس، الأخوة أصحاب الفخامة والسعادة،

تؤكد مصر أهمية مواصلة العمل على تعزيز وتفعيل الشراكة الإفريقية الصينية، لما تمثله من فاعلية ومصداقية، فضلًا عن قيامها على أساس المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة.

وستحرص مصر كل الحرص خلال الفترة المقبلة، على تكثيف التعاون والتنسيق مع الرئاسة المشتركة للمنتدى، لتفعيل خطة عمل 2019 – 2022 للتعاون بين إفريقيا والصين.

كما تؤمن مصر بأهمية التكامل بين مبادرات التنمية المختلفة، لاسيما مبادرة الحزام والطريق، وأجندة تنمية وتحديث أفريقيا 2063.

وفى هذا الإطار، تقدم مصر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للعالم كمركز لوجيستى واقتصادى، يسهم بفاعلية فى تطوير حركة الملاحة الدولية، ويعزز من حرية التجارة العالمية، ويفتح آفاقًا استثمارية رحبة فى مجالات النقل والطاقة والبينة التحتية والخدمات التجارية، ليكون محور قناة السويس رابطًا تجاريًا واقتصاديًا وإنسانيًا، يتكامل مع مبادرة "الحزام والطريق"، ويربطها بإفريقيا.

السيد الرئيس،

فى ختام مداخلتى، أود أن أثمن التوجه الصينى بقيادة فخامتكم، لتعزيز التعاون وتكثيف التشاور مع إفريقيا، بالاستناد إلى مقاربة إيجابية صادقة، تقوم على ترسيخ القواسم المشتركة، وتعزيز أواصر الصلة بين شعوبنا، وتُعنى بتحقيق تنمية مستدامة فعلية، تستجيب لمتطلبات الشعوب الإفريقية، فى إطار من المصلحة المشتركة واحترام سيادة الدول ومُقدراتها.

ولا يفوتنى فى هذا المقام كذلك، أن أجدد الشكر لجمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة ولأخى الرئيس رامافوزا، على ما بذله من جهود صادقة خلال رئاسة جنوب إفريقيا المشتركة لمنتدى التعاون "الصين - إفريقيا" خلال السنوات الماضية، وأن أتوجه بالتهنئة لأخى فخامة الرئيس ماكى سال بمناسبة تولى السنغال الرئاسة المشتركة للمنتدى للأعوام الثلاثة المقبلة، وكلى ثقة فى قدرة السنغال على استكمال مسيرة الرئاسة المشتركة للمنتدى لتحقيق الأهداف المرجوة.

وأخيرًا وليس آخرًا، ستظل مصر داعمة لجهود التعاون الدولى، حريصة ومنفتحة على تعظيم الاستفادة من أطره المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة، بما يلبى آمال وتطلعات الشعب المصرى وكل الشعوب الشقيقة والصديقة.

شكرًا سيدى الرئيس.

أضف تعليق

طحن العظام وتدمير الأوطان

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2