"نعم يالدلعدى".. هذه العبارة العبقرية لا يستخدمها إلا المصريون ولا يعرفها إلا مصر..
سر عبقرية هذه العبارة أنها تجمع بين الفصحى والعامية فى تمازج وانسجام.. وفى نفس الوقت فإن معناها عبارة عن مزيج دقيق مدهش ما بين السخرية والاستنكار!
عبقرية هذه العبارة فى الحقيقة لا يقف عند هذا الحد وإنما يكمن أيضا فى طريقة استخدامها.. فإذا أراد قائلها أن يعطى السخرية نسبة أكبر من الاستنكار أو أراد أن يعطى الاستنكار النسبة الأكبر.. فإنه يعتمد على طريقة نطق الكلمات.. يمد كلمة أكثر من الأخرى أو يطيل أو يقصر الفاصل الزمنى بين الكلمتين!
والحقيقة أن هذه العبارة لم توجد من فراغ أو أن شخصا ما اخترعها وإنما هى تحريف لعبارة يا ألد العدى أى يا ألد الأعداء.. ومن الممكن أن تكون العبارة أيضا تحريف لعبارة يا هذا العدو.. وفى الحالتين فإن العبارة تعنى أن من يتوجه إليه الحديث فهو عدو أما إذا كان صديقا فإن العبارة تعنى أن يتكلم أو يتصرف كعدو!
تأملت هذه العبارة ودارت فى ذهنى معانيها فوجدت أنها أكثر العبارات مناسبة للرد على أقاويل وأكاذيب الإخوان!
يقول الإخوان إن الرئيس المعزول مرسى سمح للمجاهدين بدخول سيناء استعدادًا للحرب ضد إسرائيل وتحرير القدس.. لكن هؤلاء المجاهدين اضطروا لمحاربة الجيش المصرى بعد انقلابه على الرئيس الشرعى!
نعم يالدلعادى!.. ولماذا قام هؤلاء المجاهدون بقتل الجنود المصريين فى رفح فى عهد المعزول.. ولماذا قاموا باختطاف مجموعة من الجنود.. ثم ما الذى أخر هؤلاء المجاهدين عن تحرير القدس؟!
أيها الإخوان الكاذبون لم يكن من بين أهدافكم ولا خططكم فى أى وقت تحرير القدس وكيف يحرر القدس من يخاطب رئيس إسرائيل بعبارة عزيزى بيريز؟!
ويقول الإخوان إن الرئيس الشرعى المنتخب لم يخالف القانون والدستور وأنه وافق على انتخابات رئاسية مبكرة للحفاظ على الشعب من حرب أهلية.
نعم يالدلعادى.. وهل من يحافظ على القانون والدستور يصدر إعلانا دستوريا يحصن قراراته من القانون والدستور كأنه نصف إله؟!.. وهل من يحافظ على القانون والدستور يعزل النائب العام بالمخالفة للقانون والدستور لتعيين نائب عام إخوانى؟!
ثم كيف يسمح الرئيس الشرعى المنتخب لأهله وعشيرته بحصار المحكمة الدستورية لمنع قضائها من إصدار حُكم يتعلق بمجلس الشورى؟!
أما عن أكذوبة الموافقة على انتخابات رئاسية مبكرة فارجعوا لآخر خطابات المعزول.. هل أبدى فى أى جزء من خطاب أى موافقة على هذه الانتخابات المبكرة.. الإخوان قبل غيرهم يعرفون أنه لم يشر من قريب أو بعيد لموافقته على الانتخابات المبكرة.. بالعكس راح يتحدث بوقاحة وتبجح عن تمسكه بالشرعية ومطالبته للشعب بالتمسك بالشرعية قائلا إن الحفاظ على الشرعية ثمنها حياته!
ويقول الإخوان إن اعتصام رابعة لم يقتصر على الإخوان ولا عن المنتمين عموما لتيار الإسلام السياسى وإنما شارك فى هذا الاعتصام كل طوائف وأطياف الشعب المصرى للتعبير عن رفضهم للانقلاب العسكرى.
نعم يالدلعادى.. وهل هناك شخصية معارضة واحدة اشتركت فى الاعتصام أو اعتلت منصاته.. أيها الكاذبون حتى تيار السلفيين لم يشارك منه فى الاعتصام إلا عدد يعد على أصابع اليدين.. ثم إنكم تعرفون جيدًا أيها الإخوان الكاذبون أن كل أطياف الشعب بما يضم من معارضة يطيقون العمى ولا يطيقونكم فكيف يشاركون فى اعتصام رابعة؟!
ويزعم الإخوان أنهم لم يقوموا باعتصام رابعة إلا من أجل الحفاظ على حرية الشعب المصرى وليس من أجل استعادة حُكم مصر..
نعم يالدلعادى ومن الذى كان يقوم بالاعتداء على الشعب المصرى الغاضب حول قصر الاتحادية وأمام مقر الإخوان بالمقطم؟.. ثم من الذى كان يقوم بأخونة كل مؤسسات ومفاصل الدولة.. ومن الذين تصرفوا وكأنهم يقولون إما أن نحكمكم أو نقتلكم.
وبعد ذلك من نسى ما قاله مرشد الإخوان السابق مهدى عاكف.. أليس هو من قال طظ فى مصر.. المرشد السابق لم يكن يسب مصر عندما قال هذه العبارة وإنما هى انعكاس لتفكير الإخوان فيما يتعلق بمفهوم الوطن والوطنية.. فالإخوان لا تهمهم مصر وإنما هم يحلمون ويخططون من أجل دولة الخلافة.. ولا يهمهم أن يحكم مصر شخص أجنبى.
ويقول الإخوان إنهم أبرياء من تهمة العنف وأنهم هم الذين كانوا ضحية العنف.
نعم يالدلعادى.. إن تاريخكم ملىء بالاغتيالات، قتلتم قضاة وسياسيين قمتم باغتيال الرئيس السادات وحاولتم قتله اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر.. ثم من الذى كان يغتال ضباط وجنود الجيش والشرطة؟.. من الذى اغتال النائب العام هشام بركات؟.. ومن الذى كان يستخدم العربات المفخخة فى تفجير مديريات الأمن؟.. ومن الذى فجر الكنائس وأحرقها؟!.. ثم من الذى بدأ بإطلاق الرصاص على قوات الأمن وقتل جنودًا وضباط خلال عملية الفض؟!
ويقول الإخوان إن كل الذين قاموا بثورة 30 يونيو لا يزيد عددهم على 30 أو 40 ألف على أكثر تقدير.. وأن الشعب المصرى نادم كل الندم على ثورة 30 يونيو بدليل أن الإحصائيات واستطلاعات الرأى تؤكد أن شعبية الرئيس انخفضت من 80% إلى 30% وأن شعبية الجيش انخفضت إلى 4%.
نعم يالدلعادى.. العالم كله شاهد الملايين يخرجون إلى الميادين والشوارع فى ثورة 30 يونيو.. والعالم كله اعترف بأن مظاهرات المصريين ضد حُكم الإخوان كانت أكبر مظاهرات عرفها العالم.. أما عن ندم المصريين على ثورة 30 يونيو فإننى أتحدى الإخوان أن يأتوا لنا بشخص واحد أعلن ندمه على الاشتراك فى ثورة يونيو حتى هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم اسم النخبة السياسية لم يعلن واحد منهم عن ندمه للاشتراك فى الثورة.
أما مسألة انخفاض الشعبية فهى تنطق بكذبكم، فلم يعلن أى مركز فى مصر لقياس واستطلاع الرأى العام عن مثل هذه الإحصائيات الكاذبة.. وإنما هى من اختراعكم أو بالأدق من أمنياتكم وأحلامكم!
أيها الإخوان الكاذبون البائسون كل ما تقولوه وتزعموه لا يستحق إلا السخرية والاستنكار.. وعندما أقول نعم يالدلعادى فإننى أختار العبارة المناسبة فى المكان الصحيح!