كتب: على طه
فى هذه الرواية، يحتل التحليل النفسى جانبا مهما، وتبرز سيكلوجية القهر، حين تسيطر أوهام العالم التخيلى على الواقع، فتقود أشخاصا بعينهم، وتخضعهم لسطوتها، حتى ينتهى الأمر بهم إلى الهلاك.
اسم الرواية "الحوت الأزرق" ، ومن الاسم نستطيع أن نفهم سريعا ما ترمى إليه، إنها تلك اللعبة الجهنمية التى انتشرت على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" ودفعت كثيرين فى أنحاء العالم إلى التخلص من حياتهم برغبتهم، بعد أن أحكمت السيطرة على عقولهم.
ومابين رمزية اللعبة، وحقيقة أن البعض فى عالم الواقع قد يسيطر أيضا على عقول وأفكار الآخرين تدور أحداث الرواية (النفسية البوليسية التى لا تخلو من مسحة رومانسية) تلك التى أبدعتها الدكتورة داليا مجدى عبد الغنى، وصدرت عن "دار الهلال".
مقتل رجل الأعمال، كمال التهامي، والملقب بالحوت الأزرق، هو الخيط الرئيسى فى الرواية، أما قضية القتل، فيكاد أن يغلق ملف التحقيقات فيها لولا أن النقيب أحمد البدري يتولاها، ويخوض عديد من المغامرات ينتقل فيها ما بين الحاضر والماضى ليستعيد أحداثا مر عليها أكثر من ثلاثين عاما، ولا يتخيل أن هناك رابطًا بين الأحداث القديمة ولعبة الحوت الأزرق الشهيرة، والتي أثبتت أن لها دور البطولة في تغيير مجرى القضية برمتها، بعد أن كان ملفها على وشك الإغلاق، وتتوالى الأحداث والمفاجآت، فى قالب ندر الكتابة فيه فى الفترة الأخيرة.
لقد سقط أبطال الرواية ضحايا لفكرة " السيطرة " دون أن يدرك الواحد أو الواحدة منهم أنه عندما انساق خلف فكرة سيطرة أفكاره أو المجتمع او شخص غيره كان يكتب نهايته بيسده فكل منهم كان يظن أنه قادر على خوض التحدى حتى النهاية مثل المشاركين فى تلك اللعبة اللعينة كما تقول الكاتبة داليا مجدى فى مقدمة روايتها.
أما الخط الرومانسى فى الرواية يتمثل فى العلاقة ما بين كمال ومنى اللذان يجمع بينهما الحب الأسطورى كما جاء على لسان بطل الرواية “كمال” ولكن كعهد الحب فى كل الأزمنة يعانى من المصاعب التى تواجهه فماذا يكون مصيره؟!
هذا ما تجاوب عليه الرواية، مثلما تجاوب عن نتيجة التحقيقات فى مقتل رجل الأعمال "الحوت الأزرق".
وجدير بالذكر أن حفل توقيع الرواية يقام الأحد بعد القادم 16/ سبتمبر الحالى، وذلك بمقر مؤسسة "دار الهلال" بالسيدة زينب.