انتهى العرس الانتخابي، وأعلنت نتيجة الانتخابات بفوز ساحق للرئيس السيسي يقارب 90% من الأصوات الصحيحة، التى شاركت فى الانتخابات الرئاسية 2024، وسط إقبال، ومشاركة جماهيرية راهن عليها الجميع، وأكدها المواطن المصرى، وكسبها الوطن.. لتصبح مصر هى الفائز الأكبر.
هذه شهادة وتفويض بالثقة وتجديدها للرئيس عبد الفتاح السيسي، رجل المواقف، والأقدار، والذى يختبر دائمًا فى المواقف الكبرى، ولم يخذل شعبه أبدًا.
الحقيقة نبارك لأنفسنا، ونبارك ل مصر اختيارها ووقوفها مع قيادتها دائمًا، ولأول مرة فى هذه الانتخابات، والتى شاركت فيها الأحزاب السياسية، وآمل أن تكون عودة حميدة للمشاركة السياسية، وأن تعمل الأحزاب على الأرض، ويعلم المواطن دورها الحقيقى.
لقد شارك ثلاثة مرشحين فى المنافسة الانتخابية أمام الرئيس السيسي، وسط حالة انتخابية نزيهة شهد لها العالم من أدناه إلى أقصاه، وكذلك كل المؤسسات والهيئات ووسائل الإعلام، التى تابعت العملية الانتخابية منذ بدايتها، وحتى إعلان النتيجة.
التجربة بها العديد من المكاسب، حيث حاول كل مرشح أن يقدم برنامجًا لناخبيه يشرح مشروعه حال فوزه بمنصب الرئاسة.. وهذا فى حد ذاته حراك سياسى مرغوب.
لدينا الكثير من الأحزاب، وكنا نتمنى أن يكون هناك عدد أكبر من المرشحين من جانب الأحزاب؛ لإثراء التجربة السياحية وفتح آفاق جديدة أمام الحياة السياسية، ودعوة لجميع الأحزاب للإعداد للانتخابات القادمة، بكوادر شابة، أو سياسيون مخضرمون، وهم كُثر من أعضاء ومؤسسى الأحزاب الموجودة على الساحة.
وطبعًا لدينا حزب قديم راسخ فى الحياة الحزبية من أيام الملكية، وحتى الآن وقدم الكثير طوال تاريخه، والعديد من الزعامات السياسية فى مصر، مثل مصطفى النحاس، وسعد زغلول، وعائلة سراج الدين، وغيرهم العديد من القيادات التى تفخر بها مصر، وتمثل أهم المراحل فى حياة مصر السياسية.
إذن هو نموذج ولديه أعضاؤه وكوادره، التى يستطيع أن يقدم منهم الكثير، ويعد أيضًا الكثير من نجوم الحياة السياسية المصرية.
أيضًا هناك الآن أحزاب كثيرة قد يعلمها المواطن، وأخرى لا يسمع عنها رجل الشارع، فلابد من إعادة النظر فى برامج هذه الأحزاب، وخدمة المجتمع ودورها فى الالتحام بالجماهير فى كل مكان فى مصر.
هى فرصة
نعم هى فرصة ولابد من اغتنامها الآن، والعمل ليكون لدينا حياة سياسية جديدة نستحقها، وخاصة بعد التجربة الديمقراطية، التى تمت وأعتقد أن القادم أفضل للعمل معًا.
الله معك يا ريس
تبدأ مرحلة ما بعد الانتخابات، وسط أعباء ثقال، ومسئولية كبيرة على عاتق القيادة السياسية فى مرحلة جديدة.
ولكن أمامنا أشياء وأحداث، لم تكن فى الحسابات من قبل - والله أعلم بالجديد - تشكل عبئا كبيرا على الرئيس، مثل ما يجرى فى قطاع غزة، وحرب الإبادة، أو الترحيل القسرى لأبناء غزة إلى مصر، وإنهاء ملف القضية الفلسطينية، والتى أعلن الرئيس موقفنا فيها بوضوح لا يقبل الشك
ولكن الحرب دائرة على حدودنا، ولابد من وصول مساعدات للشعب الفلسطينى من مؤن وغذاء وعلاج لتمكينهم من مواصلة العيش.. وهذه الإمدادات التى تحملت مصر ثلثى قيمتها حتى الآن على الرغم من ظروفنا الاقتصادية وكل يوم، وظهر أثر جديد لأطول حرب جرت فى تاريخ الصراع العربى الإسرائيلى، وهى اعتداءات الحوثى على السفن القادمة إلى البحر الأحمر إلى قناة السويس، وإعلان العديد من شركات التأمين والخطوط الملاحية تحويل جزء كبير إلى رأس الرجاء الصالح، علما بأن قناة السويس هى المورد الدولارى الوحيد الذى كان لم يصبه أى أثر..
إضافة إلى تأثر السياحة فى سيناء تقريبا شرم ودهب ونويبع وتأثر كل من الغردقة وبعض الأماكن الأخرى.. يأتى ذلك بعد موسم سياحى منتعش بدأنا فيه نتعافى من الأزمات التى مرت بها السياحة المصرية.
يأتي كل هذا مع استمرار الاضطرابات مع باقى حدودنا مع كل من ليبيا والسودان، واستمرار الحرب، وبدء عودة موجة جديدة من النزوح إلى مصر.. بحثا عن الأمن.. وهروبا من ويلات الحروب، فضلا عن استمرار حرب روسيا أوكرانيا للعام الثانى، وأثر ذلك على الأسعار لتعطل سلاسل الإمدادات فى العالم للغذاء والطاقة.
مشاكل بالجملة
هناك مشاكل فى الخارج وتحديات اقتصادية فى الداخل لرفع الأعباء عن كاهل المواطنين الذين تحملوا الكثير والكثير، سواء فى فترة حكم الإخوان، وما بعدها من أعباء لحرب الإرهاب إلى يومنا هذا..
المواطن المصرى هو البطل الحقيقى فى كل هذه الأحداث، الذى لم يتخل عن وطنه، والذى يقوم بدوره وخاصة وقت الأزمات.
هو يستحق الطبطبة والتخفيف عن كاهله، بعد كل ما تحمله، وقد قدم الرئيس العديد من المشروعات لخدمة المواطن فى ربوع مصر فى العلاج العديد من المشروعات والإسكان وحل مشاكل العشوائيات، وأهم مشروع وحياة كريمة لقرى مصر؛ لنقلها نقلة حضارية لحوالى 60% من سكان مصر فى القرى والمراكز والنجوع.. ننتظر الجديد والمزيد، وأعتقد أن هناك برنامجا مختلفا يواكب المرحلة القادمة، وحل مشاكل مستغلى الأزمات بالقانون والمتلاعبين بقوت المواطن.
رحيل رجل عظيم
رحل أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وهو رجل دولة بمعنى الكلمة، مارس الحكم ببراعة، فهو أمير ابن أمير ابن أمير، من العائلة الحاكمة ورجالها الذين قدموا الكثير والكثير للشعب الكويتى وللأمة العربية جمعاء..
رحل الرجل بعد رحلة معاناة مع المرض، وبعد أن اجتهد وقدم الكثير من جهود وأعمال..
تم إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام فى مصر، واقتصرت المراسم فى الكويت على أفراد الأسرة الحاكمة وأعلن الحداد أربعين يوما ونكست الإعلام بدولة الكويت.
وقد قام الرئيس السيسي بزيارة للكويت، والتقى أخاه الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت الجديد وتمنى له التوفيق واستكمال مسيرة التقدم والنماء.
وقد أدى الشيخ مشعل الأحمد أمير الكويت الجديد، صلاة الجنازة على جثمان أخيه الفقيد فى مسجد بلال بن رباح، فى منطقة الصديق، وسط حشد من كبار المسئولين والمواطنين..
رحم الله الأمير الراحل، وأعان سمو الشيخ مشعل على مسئوليته، التى هو أهل لها وعزاؤنا إلى شعب الكويت وحكومته.