فن الاستثمار في البشر

فن الاستثمار في البشردكتور يحيى هاشم

الرأى27-12-2023 | 10:08

نشهد كل يوم تطور كبير في مختلف محاور الحياة الاجتماعية و لعل أبرز المصطلحات ذات الأهمية البالغة و التأثير الفعال في حياتنا و الذي يحتاج إلى مجهود وعمل واستراتيجيات و برامج متعددة الأهداف هو مصطلح الاستثمار في البشر الذي بدأ علماء الاجتماع التعمق في تحليله و دراسته بشكل يعود على المجتمع بالقيمة المضافة.

إن الإنسان هو أهم ما في هذا العالم ولا شك أن القوة البشرية في أي مجتمع هي عنصر من عناصر القوة المهمة جدا إذا تم الاستثمار فيها بشكل صحيح و ممنهج حتى نحصل على أكبر فائدة ممكنة من كل هذه الطاقات البشرية المتنوعة في المهارات والقدرات والإمكانيات.

ولكن السؤال الخطير كيف نبدع في فن الاستثمار في البشر ؟ و كيف نحقق التوافق و التنسيق بين كل هذه القدرات و المهارات لنخرج بنموذج ملهم في مجال استثمار القوة البشرية .

و لنبدأ للإجابة على هذا السؤال من أعلى إلى أسفل لكي نرصد الواقع و نحلل المعطيات و نعالج الخلل لكي نصل إلى الهدف المطلوب بكل سهولة دون إهدار للموارد المادية و البشرية أيضا .

فالدولة تعمل بقوة نحو الاستثمار في البشر و لا شك في أن العديد من المشروعات و المبادرات و القرارات التي يتم اتخاذها على المستوى الاستراتيجي يكون همها الأول هو الإنسان وتحقيق عنصر جودة الحياة في العديد من المجالات التي يحتاج اليها .

و لكن علينا أن نوجه بعض الارشادات للقيادات على مختلف المستويات التنفيذية لكي يستثمروا هذا الكنز الثمين في بناء المستقبل الذي نحلم به جميعا لهذا الوطن .

يجب أن تكون في كافة القطاعات الحكومية و التنموية والحزبية آليه محددة تمكن المتميز صاحب العلم و الفكر و الرؤية من الوصول لمتخذ القرار حتى نرى اقتراحات وحلول غير تقليدية للعديد من المشكلات بشكل يمثل قيمة مضافة حقيقية على حياتنا ومشكلاتنا .

كما أن هناك نقطة نغفلها جميعا في تحفيز البشر الذين يعملون معنا و هي التقدير الأدبي و المعنوي فهو تقدير له تأثير مذهل على الدافعية للانجاز و تحقيق النجاح واتقان العمل والتفاني في أداءه .

و من أخطر الأمور التي يجب أن لا نقع فيها أن لا نعطي أصحاب العلم و المهارة الفرصة الحقيقية للمشاركة الفعالة في كل محاور العمل المختلفة لكي يكونوا المثل و القدوة لباقي قرنائهم لكي نجعل من الروح الإيجابية نهج حياة تنتشر في المجتمع كله .

إن فن الاستثمار في البشر يتطلب حزمة متكاملة من برامج تنمية الذات و المهارات و نقل الخبرات حتى نحقق مفهوم الاستدامة البشرية بشكل تطبيقي نحصد ثماره في كافة مجالات الحياة .

إن حب الوطن والإخلاص له يتطلب من منا جميعا أن نعمل بروح الفريق بعيدا عن الأنانية القاتلة لكي نتمكن من مواجهة كافة المشكلات والتحديات التي تواجهنا على مختلف المحاور الحياتية .

كما أن العلم دائما يكون خادما لاهداف المجتمع إذا تم إعلائه و تقديمه على أي اعتبارات اخرى لكي ننطلق بخطوات ثابتة نحو الجمهورية الجديدة التي نحلم بها جميعا و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت وفي كل حين .

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2