كشفت دراسة نشرت في مجلة نيتشر، وأجريت من قبل فريق باحثين من جامعة سينترال فلوريدا و جامعة نيويورك وجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة، أن استخدام محركات البحث للتحقق من المعلومات المضللة، يزيد من احتمال تصديقها، وذلك بهدف فهم تأثير نتائج البحث في المحركات البحثية على تصديق المعلومات المضللة.
ويقول زيف ساندرسون، مؤلف الدراسة والمدير التنفيذي المؤسس لمركز وسائل التواصل والسياسة في جامعة نيويورك، تظهر دراستنا أن البحث عبر الإنترنت لتقييم صحة الأخبار يزيد من الاعتقاد في المعلومات الخاطئة المشهورة بشكل كبير.
وقد شملت عينة الدراسة مزيجًا من مقالات الأخبار التي تحتوي على معلومات مضللة أو غير صحيحة حول موضوعات ذات تغطية إعلامية مكثفة مثل لقاحات كوفيد-19 وإجراءات محاكمة ترامب وأحداث المناخ.
وأوضح الباحثون، انه بعد إجراء خمس تجارب، تبين أن عامل الوقت لم يغير في فرص الوصول إلى حقيقة الادعاءات التي تم اختبارها، إذ تم فحص موضوعات مختلفة، بعضها بعد وقت قصير من نشر التغطية الإعلامية، وبعضها الآخر بعد أشهر، وفي الحالتين توصلوا إلى نفس النتيجة وهي أن نتائج البحث الأقل جودة والتي يحتوي جزء منها على معلومات مضللة، تظهر في رأس القائمة، الأمر الذي يشير إلى أن مرور الوقت لا يقلل من تأثير نتائج البحث عبر الإنترنت على تصديق المعلومات الخاطئة.
وأشار المؤلف الرئيسى للدراسة، أن نتائج البحث تسلط الضوء على الدور الذي تلعبه "فراغات البيانات" وهي مساحات في النظام المعلوماتي يهيمن عليها أخبار ومعلومات ذات جودة منخفضة، أو حتى زائفة، الأمر الذي يؤدي إلى فرص أقل لإظهار المعلومات الموثوقة، أو ظهور معلومات غير موثوقة في أعلى نتائج البحث.
وأوصى الباحثون بضرورة تعامل محركات البحث عبر الإنترنت مع تحدي ظهور المعلومات غير الموثوقة في أعلى قائمة نتائج البحث.
وشددت النتائج على الحاجة إلى برامج محو الأمية الإعلامية لتأسيس توصيات يتم توجيهها إلى محركات البحث بهدف الاستثمار في حلول للتحديات التي سلطت الدراسة الضوء عليها.