أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز في بغداد، اليوم الخميس، على استمرار الجهود لإيقاف تلك الحرب المدمرة بقطاع غزة، مثمنًا دور إسبانيا وموقفها الشجاع في إدانة الاعتداءات في غزة التي تجاوزت كل القوانين الدولية والقانون الإنساني وقوانين الحرب .
وقال السوداني - خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأسباني - إن الحكومة العراقية ستواصل جهودها تجاه القضية الفلسطينية من خلال التواصل مع المحيط الإقليمي والدولي لإيقاف تلك الحرب المدمرة التي كشفت فشل المنظومة الدولية ومؤسساتها ومنظماتها في الحفاظ على قوانينها والاتفاقيات ذات العلاقة في تحقيق الأمن والاستقرار، آملا بمزيد من الجهود الدولية للضغط على دول العالم لوقف الحرب والسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح الأسرى والرهائن.
وأضاف أن الجانبين أكدا على أهمية العلاقات بين البلدين وتطويرها في ظل وجود فرص واعدة للنهوض بالعلاقات في عدة مجالات، والعمل على جدول أعمال خلال عام لتأسيس الطريق للوصول إلى إطار للشراكة الاستراتيجية بين البلدين في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية والثقافية والمجتمعية.
وأوضح أنه تم التأكيد على التشاور السياسي بين البلدين واستئناف عمل اللجنة المشتركة بدورتها الثالثة عشرة مع منتصف العام الجديد، لافتا إلى أنه تم توجيه دعوة لإسبانيا للمشاركة في مؤتمر بغداد، وتوجيه كل القطاعات العراقية بالانفتاح والتعاون مع نظرائهم في إسبانيا.
كما أوضح أنه من المقرر الاجتماع مع الشركات الإسبانية التي يضمها الوفد لبحث بيئة العمل والاستثمار في العراق، التي تشهد حالة متنامية من وجود الشركات الأجنبية لتعزيز العمل المشترك مع القطاع الخاص العراقي وتنفيذ المشروعات مع الحكومة، مشيرا إلى أنه تم التركيز أيضا على تعميق التعاون في المجال الرياضي وخاصة كرة القدم.
وقال السوداني: "إن الحكومة العراقية ماضية باتجاه إنهاء وجود التحالف الدولي في العراق"، مضيفا: "أكدنا موقف الحكومة الواضح الرافض للاعتداءات تجاه القواعد العراقية".
من جانبه، دعا رئيس الوزراء الأسباني بيدرو سانشيز المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكدا رفضه لمصرع المدنيين وآلاف الأطفال والنساء الفلسطينيين.
وأضاف - خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره العراقي - أنهما بحثا الوضع المأساوي التي تعيشه غزة اليوم، داعيا أطراف النزاع في غزة إلى تركيز الجهود لإيجاد حل ومسار ذي مصداقية لبلورة حل الدولتين، واعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية، لافتا إلى أن إسبانيا تحلل كل ما يجري في غزة، وتبحث الخطوات التي يجب اتخاذها لحل المشكلة الفلسطينية.
كما أشاد رئيس الوزراء الإسباني بتطور العلاقات بين البلدين، مشددا على استمرار تعزيزها، ومؤكدا أن بلاده تلتزم بأمن واستقرار العراق وتراهن على وحدة وسيادة بغداد، وأنها تدعم الحكومة العراقية لحماية القوات الدولية في العراق.
كما أوضح أنه سيتم الإعلان قريبا عن تعاون مشترك بين البلدين وتحديد المجالات التي سيتم العمل بها، لافتا إلى أن هذا التعاون سيمثل خارطة طريق للتعاون المستقبلي بين البلدين، وسيتم وضعد أهداف طموحة على الصعيد السياسي والاقتصادي والتجاري والثقافي والتعليمي.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على إجراء لقاء مهم للجنة المختلطة عام 2024 في بغداد؛ ما يمثل خطوة مهمة للدفع بالعلاقات الثنائية للأمام، وأنه تم بحث استعداد العديد من الشركات الإسبانية للمشاركة في العمل على تنمية العراق؛ ما سيعود بالنفع على الجانبين ويخلق فرص عمل.
يشار إلى أن زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز هى الأولى للعراق، وجاءت تلبية لدعوة رئيس الوزراء العراقي في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك سبتمبر الماضي .