​​لواء دكتور سمير فرج يكتب: لماذا أصبحت مصر دولة محورية؟

​​لواء دكتور سمير فرج يكتب: لماذا أصبحت مصر دولة محورية؟​​لواء دكتور سمير فرج يكتب: لماذا أصبحت مصر دولة محورية؟

* عاجل8-9-2018 | 14:09

تدور الأيام والسنوات، وتتغير الأحوال، سواء على مستوى البشر، أو على مستوى الدول. وفي هذه الأيام، استعادت مصر مكانتها، مرة أخرى، لتكون أحد أهم الدول المحورية في المنطقة العربية، بل والشرق الأوسط بأكمله. ولعل أهم مؤشر لذلك، هو التغيير في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، في الشرق الأوسط، بعد وصول الرئيس ترامب إلى السلطة في البيت الأبيض، وظهر ذلك في تغير الموقف باعتبار إسرائيل ومصر والسعودية أهم دول الارتكاز للسياسة الأمريكية في المنطقة، بعد سنوات من الاعتماد على إسرائيل وقطر وتركيا، خلال عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، الذي كان يعتبرهم نقاط ارتكاز سياسته في المنطقة، وهو ما يؤكد على أن الرئيس ترامب، وأطقم معاونيه، قد أعادوا دراسة، وتقييم، الموقف في المنطقة، بما استدعى تعديل مسار السياسة الخارجية الأمريكية، في المنطقة، لتتمحور حول مصر والسعودية، بدلاً من تركيا وقطر.

والواقع أن الأسباب الحقيقية لذلك، تتمثل أولاً في تغير السياسة المصرية، خاصة تجاه المشاكل في المنطقة، وأبسط مثال على ذلك هو وجهة النظر السياسية المصرية، تجاه الموقف في سوريا، والتي تؤكد احترام سيادة واستقلال سوريا، وعلى حق الشعب السوري في تقرير مصيره، دونما تدخلات خارجية، فلم تنحاز مصر إلى أي جانب، سواء الأمريكي أو الروسي أو حتى لبعض الدول العربية.

والسبب الثاني هو عودة مصر، مرة أخرى، إلى أفريقيا وعودة أفريقيا إلى مصر، بعد انحسار دور مصر الريادي في القارة السمراء، منذ عهد الرئيس الأسبق عبد الناصر، وزيادة الفتور في العلاقات، بعد محاولة الاغتيال الفاشلة للرئيس الأسبق حسني مبارك، في أديس أبابا. ولتعديل ميزان العلاقات الثنائية مع الدول الأفريقية، كانت أول زيارة خارجية للرئيس السيسي، بعد توليه رئاسة الجمهورية، إلى غينيا الاستوائية، للمشاركة في مؤتمر القمة الأفريقي، ومنها إلى السودان، وتلا ذلك زيارته إلى الجزائر لتدعيم العلاقات القوية معها.

أما ثالث الأسباب، فهو تنامي قوة مصر العسكرية، وتحديداً القوة الدفاعية، حيث تصنف مصر في المركز العاشر، عالمياً، ولا تتراجع عن المركز الثاني عشر، في ترتيب القوة العسكرية. وتأتي هذه القوة لحماية استثماراتها في المنطقة، سواء في باب المندب، أو في البحر الأبيض المتوسط، كذلك لحماية حدودها واتجاهاتها الاستراتيجية، والتصدي للعمليات الإرهابية. وطبقاً لمفاهيم العلوم الاستراتيجية، فإن القوة العسكرية تعد إحدى قياسات قوة الدولة الشاملة.

ويتمثل السبب الرابع في خروج مصر من أزمة، ما يعرف باسم "الربيع العربي"، أو بالأحرى "الخريف العربي"، وهي محافظة على تماسكها ووحدتها واستقلالها، بفضل قوة جيشها وصلابة شعبها، رغم ما شهدته جميع الدول المحيطة، ممن طالتهم نفس الأحداث، وبسقوط كل تلك الدول، مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا، وانهيار أنظمتها وقواها العسكرية، بقت مصر القوة الوحيدة التي تعتمد عليها المنطقة في تحقيق استقرارها، وصارت عمودها الفقري.

أما العنصر الخامس، فهو سعي معظم دول الاتحاد الأوروبي، لتوطيد علاقتهم الثنائية مع مصر، وأولهم فرنسا، التي تتباحث وتتشاور مع مصر في كافة المسائل الدولية، وأهمهم ليبيا. كذلك ألمانيا، وحتى إيطاليا، رغم غيوم مشكلة ريجيني، إلا أن العلاقات القوية، مازالت تحكم مصالح الدولتين، خصوصاً في البحر المتوسط، وليبيا. ومن ناحية روسيا، فقد استطاعت مصر، ببراعة وذكاء، في الاقتراب من روسيا، وعقد صفقات تجارية وعسكرية معها، دونما أن تتأثر، سلباً، علاقتها بالولايات المتحدة الأمريكية، بل حافظت مصر على توازن علاقتها بكلا القوتين. وعلى المستوى الصيني، فإن زيارة الرئيس السيسي إلى الص…

أضف تعليق

إعلان آراك 2