حتى إبداع الكاتبات العربيات سرقته إسرائيل

حتى إبداع الكاتبات العربيات سرقته إسرائيلحتى إبداع الكاتبات العربيات سرقته إسرائيل      

* عاجل12-9-2018 | 13:02

  كتبت: أمل إبراهيم           

قامت  دار نشر (إسرائيلية)  بسرقة أعمال أدبية لعشرات الكاتبات العربيات من مختلف الدول العربية، وترجتمها إلى اللغة العبرية في كتاب تحت عنوان: " حرية ".

يجمع الكتاب، الّذي أعدّه وحرّره المحاضر في "جامعة بن غوريون"، ألون فرغمان، نصوصاً لـ45 كاتبة من الوطن العربي.

بدأت القصة عندما  نشرت الكاتبة خلود خميس، إحدى الكاتبات اللواتي تٌرجمت نصوصهن

"بيانا " على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول الأمر، تذكر فيه بالإنكليزية اسم دار النشر والمحرر، وأسماء الكاتبات العربيات، ليبدأ تحرك داخل المستطيل الأزرق، أدى إلى ردود فعل متباينة، من بينها نية بعضهن التوجه إلى مقاضاة هذه الدار الإسرائيلية، عبر اتحاد الكتاب في بلدهن كما حال الكاتبات المصريات.

وقد تقدمت الكاتبات المصريات ببلاغ لاتحاد الكتاب المصري لاتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الكيان الصهيوني ودار النشر.

قالت الكاتبة «سعاد سليمان» أنها قدمت البلاغ الرسمي لاتحاد الكتاب المصري بأن هناك دار نشر إسرائيليلة  قد ترجمت قصصا لبعض الكاتبات المصريات بدون علمهن، وأنهن يفوضن الاتحاد المصري لاتخاذ الإجراءات اللازمة وما يراه مناسبا في هذا الأمر.

وأضافت سليمان أنها قدمت الورق لسكرتير اتحاد الكتاب وحصلت على رقم بالبلاغ المقدم والذي تضامنت فيه الكاتبات "انتصار عبد المنعم" و"سندس الحسيني" و"شاهيناز فواز"،

أما الكاتبة «انتصار عبدالمنعم» فقالت أن البلاغ الرسمي ضد قيام دار النشر الاسرائيلية (ريسلنج) والمترجم  الون فرجمان قد تم تسليمه اليوم في مقر إتحاد كتاب مصر، ومما جاء في الشكوى:" لقد قام الدكتور الون فرجمان  بنشر كتاب تحت عنوان " حُرِّيَّة" في دار النشر الإسرائيلية "ريسلنج. تضمن الكتاب ترجمة عدد من أعمالنا القصصية وذلك دون علمنا جميعًا ودون إذن منا سواء بالترجمة أو النشر في اسرائيل، وكون هذا منافيًا لحقوق الملكية الفكرية، ومخالفة صريحة لثوابت أمتنا العربية

وقد قامت الأديبة والشاعرة الفلسطينية بترجمة مقدمة الكتاب التى جاء فيها :

وسائل الإعلام بجميع أشكالها تسلّط الضوء على الأحداث اليومية، السياسيّة والاقتصادية التي يشهدها العالم العربي منذ أحداث "الربيع العربي". على العكس من ذلك أرى أن الأدب الّذي أنتجته هذه المرحلة هو المقياس الحقيقي لاختبار دقيق للتّحوّلات الاجتماعية التي يمر بها المجتمع العربي.

وقال ألون فراغمان في المقدمة : في العقد الأخير نساء كثيرات من أنحاء العالم العربي يكتبن بجرأة عن التجربة النسائية من خلال نتاج أدبي، فني، اجتماعي، ثقافي وسياسي بارز.

وأضاف: يبدو هذا الأمر أكثر وضوحاً منذ اندلاع "الربيع العربي". جدير بالذكر أن هذه الصحوة هي جزء من مسار متواصل ومركّب لم يبدأ في السنوات الأخيرة فحسب، إذ يمكن ملاحظة جذوره في القرن الماضي أو ربما قبل ذلك أيضاً، وهو لا يزال طبعاً في أوج تكوّنه

، أكثر من كونه ربيعاً سياسياً واجتماعياً، فإن الربيع العربي يرمز إلى حدث فارقٍ في تاريخ الشعوب العربية، يعوّل عليه في التعبير عن أغنيات الأمل التي حملتها الشعوب لسنوات طويلة، الأمل في التخلص من نير القمع والإذلال وسلب الحريات.

وأوضج: دون اللجوء للسياق السياسي لمصطلح الربيع العربي، أعتقد أنه وفي السياق الشعري هناك ربيع أدبي يجلب معه ازدهاراً متصاعداً في مختلف الإبداعات الأدبية لنساء من أنحاء العالم العربي، لكل واحدة منهن أسلوبها الخاص بها وثيماتها التي تختار الكتابة عنها.

وقد اخترتُ، والحديث لفراغمان، في هذه الأنطولوجيا الكتابة النسائية محوراً وموضوعاً، بسبب تغييب أصواتهنّ لسنوات طويلة. القصص المترجمة والمنشورة هنا تمّ اختيارها من بين مئات القصص المنشورة في العقد الأخير بمجاميع قصصية مطبوعة، وفي الصحافة الورقية والإلكترونية، في مواقع أدبية، ومسابقات القصة القصيرة، وأيضاً في صفحات خاصة، كل القصص كتبتها نساء مثقفات ونشطات جداً داخل أوطانهن، في النضال من أجل رفع مكانة المرأة ونيل حقوقها. كما حرصت على إدراج قصص من معظم دول العالم العربي، واختيار إبداعات تعكس التغيير الحاصل في الكتابة من ناحية الموضوع والشكل والقوة والجسارة، وتوثق التغييرات الحاصلة في مكانة المرأة بالعالم العربي.

إدانة عربية

وتابع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب برئاسة أمينه العام الشاعر والكاتب الصحافي الإماراتي حبيب الصايغ، بانزعاج شديد، الأخبار المتداولة عن قيام دار نشر تابعة للاحتلال، تدعى "رسلينغ"، بترجمة مختارات من قصص لكاتبات من مختلف الدول العربية دون علمهن

وقال حبيب الصايغ: القرصنة الإسرائيلية ليست جديدة علينا، فمن يغتصب وطن الفلسطينيين، ومقدساتهم، وينسب لنفسه زوراً إنجازات الحضارات القديمة في منطقتنا العربية، ليس مستغرباً عليه أن يسطو على الملكية الفكرية للكاتبات العربيات

و أشار الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى أن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام، فسوف يتحرك الاتحاد العام من خلال قنواته الشرعية لوقف هذه القرصنة الإسرائيلية، ومحاسبة كل من قام بها وشارك فيها، في عالم مفتوح الآن وتضبطه قوانين دولية تجرِّم المقرصنين، وتفرض عليهم عقوبات قاسية.

أضف تعليق