الإخوان.. والإلحاد.. البداية كانت الشعارات!

الإخوان.. والإلحاد.. البداية كانت الشعارات!الإخوان.. والإلحاد.. البداية كانت الشعارات!

*سلايد رئيسى12-9-2018 | 20:28

كتبت: صفاء مصطفى

نسبة "الملحدين" في مصر وصلت 3% من عدد السكان، وهذا معناه أن عددهم تجاوز المليوني ملحد.

المراقبون لهذه الظاهرة التى طفت على سطح المجتمع، أكدوا أنها لم تتفجر بهذه الكيفية ولا العدد، إلا بعد الحراك الشعبي الذي أعقب ثورة 25 يناير 2011، وانتهى بما حدث في 3 يوليو 2013، وهى ذات الفترة التي شهدت النشاط السياسي الكبير والأكثر انتشارا لجماعة الإخوان المسلمين، قبل وخلال وبعد تولي الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعته لزمام الحكم.

وفى هذا الشأن قالت دراسة أمريكية صادرة عن مؤسسة «بورسن مارستلير» بنيويورك إنه بعد أن كانت مصر تتصدر الدول الأكثر تدينًا في العالم في العام 2009، بنسبة 100% ( وفقًا لاستطلاع معهد جالوب) ، صارت الآن في مقدمة دول الشرق الأوسط الأكثر إلحادًا.

وفى التحليل الجغرافى للظاهرة كشفت الدراسات، أن أكبر محافظات مصر من حيث عدد الملحدين هي القاهرة، تليها الإسكندرية، وهنا كبؤرة إلحادية في الإسماعيلية وأخرى في الشرقية.

هى ظاهرة إجتماعية خطيرة، فوق كونها تضرب الأمن القومى بشدة، لذلك كان على الجهات المسئولة والجهات التشريعية أن تتحرك لمجابهة الظاهرة.

البداية.. شعارات الإخوان

دون الخوض فى التاريخ، نعود فقط إلى أحد الشعارات التى رفعها الإخوان حديثا، وقاموا بتسيس الدين من خلالها بشكل فج، وهو شعار "الإسلام هو الحل" وكان الهدف منه الوصول لأهدافهم السياسية فى الحكم، وتم توظيف الشعار فى الانتخابات من البرلمانية السابقة على ثورة 25 يناير 2011، إلى الرئاسية، التى أنتجت محمد مرسى، وتولى على أثرها رئاسة مصر.

والشعارات الدينية كانت السبب الأساسي في زيادة معدلات الملحدين في مصر هذه ما أكده أعضاء بمجلس النواب  ورجال دين إسلامي ومسيحي وكذا استطلاعات رأي أجرتها مؤسسات بحثية عالمية .

يقول د. شوقي علام مفتي الجمهورية إن نسبة الإلحاد في مصر  زادت عقب انتهاء عام حكم جماعة الإخوان، ويضيف موضحًا أن ذلك يرجع إلى استخدام جماعة الإخوان الإرهابية  شعار "الإسلام هو الحل".

وبعدما اعترف الإخوان أنهم فشلوا فى حكم البلاد ظن بعض الشباب من أصحاب العقول المشوشة أن الإسلام هو الذى فشل وليس جماعة الإخوان ممن تولوا زمام الحكم.

وأضاف أن ذلك أدى لخلق حالة كبيرة من التشويش الفكري والعقائدي لدى الكثير من الشباب.

وأوضح فضيلته أن ضعف الايمان يعد السبب الأهم، مشددًا أن إعادة الملحدين إلى المنظومة مرة ثانية يحتاج إلى جهد كبير وهو ما تقوم به دار الإفتاء الآن، يصب فى معالجة التشوهات الفكرية التى طالت الشباب المصرى عقب حكم جماعة الإخوان، مؤكدا : "لدينا داخل دار الإفتاء إدارة خاصة للرد على قضايا الالحاد من خلال باحثين متخصصين للنقاش مع الملحدين بأساليب علمية وعقلية تتناسب مع طريقة تفكيرهم .

عباءة الدين

  الداعية السلفى سامح عبد الحميد، له رأى فى هذه الظاهرة، يقول فيه إن تجربة الإخوان فى مصر وعلى المستوى العالمي تعد نموذجًا سيئا  لجماعات الإسلام السياسي، وأن هذه التجربة دفعت الكثيرين للإلحاد ، حيث عكست صورة سيئة عن الجماعة  السياسية التي تتخذ من الدين ستارا لتنفيذ مخططات سياسية .

وأضاف أن فشل الإخوان فى الحكم (وصفه بالذريع) تسبب في تراجع  بعض الفئات التى كانت ترغب فى الدخول إلى الاسلام عن استكمال مشوارها، موضحا أن تجربة وصول الإخوان إلى الحكم لم تمثل الإسلام على الإطلاق بل كانت تمثل جماعة سياسية تستغل الدين.

   د.  أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، أكد أن السلفيين شركاء للإخوان في زيادة معدل الإلحاد عقب عام حكم الإخوان ، موضحًا أن هناك أسباب أخرى لهذه الزيادة في أعداد الملحدين اقتصادية واجتماعية .

وأضاف "كريمة"، أن انتشار وتطور وسائل التواصل الإجتماعي تحول العالم إلي قرية صغيرة مما أدى الى استغلال البعض لهذه الامكانيات في نشر فكر الإلحاد بين الشباب، موضحًا أن ذلك يعد أمرًا غريب علي مجتمعاتنا الشرقية العربية الإسلامية المسيحية، موضحًا أنه لابد من تكاتف الجميع من أجل التصدي لهذا الخطر.

وأكد أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، أن شيخ الأزهر أكد ضرورة التصدي لتلك الفتنة بصفة الأزهر منارة للإسلام، لافتًا إلي أن الإعلام شريك في التصدي لتلك الفتنة أيضًا من خلال انتقاء الضيوف التي تتحدث في الدين ولا تثير الفتن في المجتمع.

على المستوى التشريعى

الظاهرة دفعت البرلمانيين فى مصر ، كما دفعت من قبلهم رجال الدين، إلى التفكير الجاد فى التصدى لها، وعلى هذه الخلفية تحرك النائب عمر حمروش، أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب، أوائل العام الحالى، وتقدم للبرلمان بمشروع قانون يكافح الإلحاد، ويتكون هذا القانون من 4 مواد، المادة الأولى تشمل تعريف الإلحاد والمقصود به، والثانية خاصة بفرض العقوبات على الملحدين وتجريم الظاهرة، والمادة الثالثة تتحدث عن إلغاء العقوبات حال استتابة الملحد والتراجع عن أفكاره، وستكون العقوبة التى يتضمنها القانون الجديد مشددة ورادعة.

وأوضح حمروش في تصريحات صحفية أن الإلحاد انتشر أكثر أثناء فترة حكم الإخوان، بخاصة، وذلك نتيجة  الصورة السيئة التي جرى تصديرها عن الإسلام بعد توظيفهم الشعارات الدينية لخدمة المقاصد السياسية، مشيرًا إلى أن موجة الإلحاد تصاعدت بعد صعود تنظيم داعش الإرهابي، والذي نفذ عدد من العمليات الإرهابية في دول العالم، الذى خرج من عباءة الفكر الإخوانى.

وأكد حمروش، أن تجديد الخطاب الديني قضية شديد الأهمية للتصدي لخطر الإرهاب  من ناحية والتصدي لموجة الإلحاد من جهة أخري، وهو ما تكرر في أكثر من مرة في خطابات، وأحاديث الرئيس عبد الفتاح السيسي.

    أضف تعليق