«هل كان أشرف مروان جاسوسا ؟!»

«هل كان أشرف مروان جاسوسا ؟!»«هل كان أشرف مروان جاسوسا ؟!»

* عاجل15-9-2018 | 18:53

دار المعارف
على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" سأل الكاتب الصحفى عبدالله حسن فى عنوان لـ "بوست طويل" : "هل كان أشرف مروان جاسوسا ؟!"
وعن السؤال الذى تردد كثيرا، فى السنوات الأخيرة، بعد أن أحدثت بعض الدعايات الصهيونية تشويشا بشأن الشخصية الشهيرة أشرف مروان، أجاب الرئيس الأسبق لوكالة أنباء الشرق الوسط، والوكيل الحالى للهيئة الوطنية للصحافة، عن السؤال فى الآتى:
" بين الحين والآخر تخرج علينا إسرائيل بتصريحات في وسائل إعلامها حول أشرف مروان زوج بنت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وتدور المزاعم الإسرائيلية التي تحاول الترويج لها بشتي الطرق حول تجنيد إسرائيل لأشرف مروان ليكون جاسوسا لها ينقل الأخبار والمعلومات السرية جدا مقابل الحصول علي المال.
 وصدر مؤخرا لأحد قيادات الموساد الإسرائيلي كتاب بعنوان ( الملاك الذي أنقذ إسرائيل ) روي فيه كاتبه كيفية تجنيده (أشرف مروان) ، وزعم أنه اتصل بالسفارة الإسرائيلية في باريس عارضا خدماته، وأنهم بعد تحريات أكدت أنه أشرف مروان زوج بنت الرئيس جمال عبد الناصر، بدأوا الاتصال به وطلبوا منه معلومات عسكرية وسياسية عن أوضاع القوات المسلحة وتسليحها، وكانت إجاباته صحيحة ومطابقة للمعلومات المتاحة لديهم.
 وقد فرغت للتو من قراءة هذا الكتاب الذي وصلني كاملا من أحد الأصدقاء علي النت بنظام (آل بي دي إف ) ورأيت فيه الكثير من التناقضات ولكنه يهدف بالأساس الي تبرئة المخابرات الإسرائيلية ( الموساد ) من تهمة الفشل وأنها لم تعلم بموعد اندلاع حرب أكتوبر علي الجبهتين المصرية والسورية في الساعة الثانية ظهر يوم السادس من أكتوبر عام 1973 خاصة أن أشرف مروان كان قد طلب لقاءا عاجلا مع قائد الموساد في لندن عشية موعد الحرب، وأبلغه أن الموعد المؤكد للحرب في الساعة السادسة من مساء اليوم التالي لهذا اللقاء.
 ومعروف لدي العسكريين أن أفضل موعد لبدء الحرب إما مع أول ضوء في الصباح وهو ماحدث يوم نكسة 5 يونيو عام 1967 عندما اجتاحت اسرائيل شبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية، أو مع آخر ضوء ، وهنا كانت الخديعة الكبري حيث استطاع الرئيس السادات بدهائه وحنكته السياسية أن يخدع اسرائيل وأمريكا نفسها وأجهزة استطلاعها وأقمارها الصناعية وجواسيسها المنتشرة في كل مكان بما فيها القاهرة نفسها ولم تعلم بالموعد الحقيقي للحرب وحقق المفاجأة الكبري التي كانت أحد عوامل النصر ."
ويواصل حسن :
" وفي الوقت الذي عاد فيه رئيس الموساد من لندن ليلا بطائرته الخاصة في طريقه إلي تل أبيب بعد أن حصل من أشرف مروان علي السر الخطير بموعد بدء الحرب بعد أن كان قد أبلغه عدة مرات من قبل بموعد الحرب ثم يبلغه في آخر لحظة بتأجيل الحرب، ولكنه أكد له هذه المرة بما لايدع مجالا للشك أن الحرب وشيكة، والاستعدادات علي قدم وساق، وأن الموعد المحدد في السادسة مساء.
  وفي الوقت الذي كان رئيس الموساد في طريقه إلي تل أبيب كان البطل المصري أشرف مروان يبلغ القاهرة عبر وسيلة سرية مأمونة أنهم بلعوا الطعم.
 ويحكي المسئول الإسرائيلي في كتابه أن مجلس الوزراء عقد اجتماعا طارئا برئاسة جولدا مائير لبحث الموقف علي ضوء معلومة أشرف مروان، بينما كانت الأجهزة الأخري ووسائل الاستطلاع الإسرائيلية والأمريكية تؤكد أن الهدوء يسود الجبهتين المصرية والسورية، وأنه لا يوجد ما يوحي بأن الحرب وشيكة.
 وبعد مناقشات طويلة بدأت الإذاعة الاسرائيلية في إذاعة رسائل مشفرة إلي الإسرائيليين فى الاحتياط (فى سن التجنيد)، بالتوجه لوحداتهم للتعبئة تحسبًا لأية احتمالات.
 وكانت المفاجأة في الساعة الثانية ظهرا حين اخترقت أكثر من مائة طائرة مصرية مقاتلة حاجز الخوف وضربت مراكز القيادة والسيطرة والتشويش والإعاقة الإسرائيلية في قلب سيناء ودمرتها تماما في ضربة جوية رائعة فتحت الطريق أمام القوات المصرية لتعزف أنشودة النصر وتدمر خط بارليف .
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها وسجل الجيش المصري أول انتصار عسكري في العصر الحديث علي إسرائيل التي روجت أساطير عديدة لجيشها الذي لا يقهر بعد نكسة 67 ، شكلت إسرائيل لجنة "أجرانات" للتحقيق في أسباب الهزيمة وكيف تعرضت لخديعة كبري أدت إلي هذه الهزيمة، وانتهت اللجنة إلي تقصير أجهزة مخابراتها، وأقيل رئيس الموساد ولكنهم حاولوا إلصاق تهمة الخيانة إلي أشرف مروان خاصة أن الرئيس السادات منحه وسام الجمهورية في عام 1975 وعينه أول رئيس للهيئة العربية للتصنيع التي تضم بالإضافة لمصر المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة .
وقتل أشرف مروان في لندن عام 2007 بعد ان أعلن انه سيكتب مذكراته وكان من الطبيعي أن تنزعج غسرائيل لأنه سيكشف حقيقة الخدعة الكبري التي تعرضت لها إسرائيل والتي كان له الدور المهم والحاسم فيها .
وعشية مقتله سئل الرئيس الأسبق حسني مبارك عن حقيقة ما تروجه إسرائيل عن اشرف مروان فقال إنه كان وطنيا من الدرجة الأولي وقدم خدمات جليلة لمصر، وكان الرئيس السادات بنفسه يكلفه بمهام معينة ولم يحن الوقت للكشف عنها .
وأقيمت للبطل أشرف مروان جنازة عسكرية مهيبة في القاهرة، والتف جثمانه بعلم مصر وتقدم الجنازة الرئيس الأسبق مبارك نفسه في إشارة واضحة لدوره الوطني كما تقدمها شيخ الأزهر واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة وحشد كبير من المسئولين .
وقال اللواء عبد السلام المحجوب وكيل المخابرات العامة الأسبق في تصريح له مؤخرا إنه قام بتدريب أشرف مروان للقيام بعملية لاختراق الموساد الإسرائيلي وخداع إسرائيل لتحقيق المفاجأة في حرب أكتوبر وشارك في هذه العملية مجموعة من أكفأ ضباط المخابرات المصرية .
 وقال  أيضا اللواء المحجوب إنه بكي بشدة في جنازة أشرف مروان لأنه حافظ علي أسرار العملية ولم يكشفها رغم تعرضه للظلم ومحاولات تشويهه .
وأخيرا نشرت اسرائيل علي موقع "نت فلكس" العالمي للترويج لفيلم فاشل يحكي القصة من الجانب الإسرائيلي دفاعا عن إسرائيل ولحفظ ماء وجه الموساد .
 والسؤال الآن هو هل مازال هناك من لديه ذرة شك في ان أشرف مروان كان بطلا مصريا من طراز خاص قدم خدمات جليلة لمصر ؟ !
[gallery type="slideshow" size="full" ids="179649,179650,179651,179652,179653,179654,179655,179614"]
أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2